عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-06-2010, 10:05 PM
أبو سجى أبو سجى غير متواجد حالياً
 






أبو سجى is on a distinguished road
افتراضي ..:: هوس تفسير الأحلام ::..

إذا تأملت حالنا اليوم، رأيت ان المجمتع ينقسم إلى قسمين قسم يحلم والأخر يفسر تلك الأحلام .. وتكمن المشكلة عندما يحدد بعضنا مصيره بتفسير هذه الرؤيا أو ذلك الحلم .. ومما يندى له الجبين – فعلا – هو تخصيص بعض القنوات الفضائية (المادية) جزءا من برامجها لتفسير الأحلام والضحك على الذقون .. وإذا لم تتمكن من مكالمة (سماحة الشيخ المفسر) على الهواء مباشرة فلا مشكلة، لأن خدمة الرسائل تعمل على مدار الأربع وعشرين ساعة (ومفسر الأحلام) ليس لديه مانع ان يبقى مستيقظا طالما هنالك زبائن يحلمون في اليوم أكثر من مره ..

وحتى تنطلي عليك الحيلة، فإنك عندما ترسل رسالة ليتم تفسيرها فإنك ستتلقى رسالة نصية تفيدك بإستلام رسالتك ونظرا للإقبال الكبير على الخدمة فإن تفسير حلمك قد يستغرق أكثر من عشر ساعات .. بينما بعض القنوات تعيد لك الرسالة وتسألك عن عمرك وحالتك الإجتماعية .. ثم تعيد لك رسالة اخرى لتسألك هل أنت ذكر أم أنثى .. ورسالة ثانية تأتيك لتسألك هل كانت هذه الرؤيا في الليل ام في النهار وهل كنت نائم على طهارة أم علي غير ذلك .. (والحسابة تحسب) .. ثم يأتيك التفسير ولا يخرج عن اربعة اقسام:
- أضغاث أحلام
- خير سيأتيك
- شر يُصرف عنك أو ربما تصاب به
- تفسير يخرب بيتك!

هكذا يأتيك الرد مقتضبا: فتبقى في (حيص بيص) لا تدري ما هو الخير أو الشر ينتظرك وتنتظره ..

ولقد حدث وأن رأيت رؤيا فقلت لنفسي لا بد أن افسرها وعرضتها على اكثر من مفسر من مفسري القنوات (المادية) وكان كل تفسير في وادي .. فقال لي الأول: إن امك وزجتك ليسا على مايرام وإن استمر الوضع على ماهو عليه فإن حياتك سنقلب جحيما وربما كان السبب وراء ذلك العين أو الحسد ولذلك ننصحك بالرقية والأذكار .. أما الأخر فكان رده : ستزور مكه قريبا لأداء العمرة ..

أنظروا – رحمكم الله – كيف أن كل يفسر على هواه .. وتخيلوا معي لو أنني مشيت خلف تفسير المفسر الأول لأنقلبت حياتي إلى جحيم فعلا ولكان في كل مرة يتناقش فيها أمي وزوجتي قلت (لقد صدق المفسر) ولكن الواقع – والحمد لله – غير ذلك تماما فأمي وزوجتي مثل (السمن على العسل) .. بينما الأخر بشرني برحلة(مفتوحة) للعمرة وإن تيسرت تلك الرحلة دعوت على أصحاب القنوات المادية ومفسريها!


في الحقيقة لم تكن للأحلام، قبل أن تتضاءل وتنعدم الثقافة الدينية، سلطة لها علينا تسيرنا كيف تشاء .. حتى اننا أصبحنا نقوم من النوم وأول ما نبدأ به هو ارسال الحلم لعدد من المفسرين .. ولأنه – ربما – يعاني في حياته من المنغصات ويريد الخلاص فأصبح يتعلق بتفسير فلان وعلان لعلها تكون مخرج له ..

وهناك كما يقول أهل العلم فروق واضحة بين الحلم ... والرؤيــا .. وحديث النفس .. نذكرهــا على عجل ...

الرؤيـــا ... فهي من الله سبحانه وتعالى وهي بشرى للمؤمن .. وجز من ستة وأربعين جزء من النبوة ...

أمّــا الحلم ...
فهو من الشيطان ... ودائماً .. مايكون محزن ومخيف ...

وحديث النفس ..
رؤية داخلية لأفكارنا ومشاعرنا ...


ومن المؤسف ... أنّنا ساوينا تلك المعاني الثلاث .. .. والتبست علينا .. المفاهيم حتى أصبحنا نرى الحلم وأحاديث النفسمن منظور الرؤيا ..

مع تمنياتي لكم بإحلام سعيدة (لكن لا تفسرونها) ..

وكتبه أبو سجى ...
رد مع اقتباس