عرض مشاركة واحدة
قديم 24-11-2006, 10:19 PM   #8
تأبط شراَ
 
الصورة الرمزية تأبط شراَ
 







 
تأبط شراَ is on a distinguished road
افتراضي

[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,skyblue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
رضيتُ وما منْ طاعة ٍ كلّ منْ رضيَ
رضيتُ وما منْ طاعة ٍ كلّ منْ رضيَ=وفاءً لغدَّارٍ وحبَّاً لمبغضِ
وراجعتُ قلبي أسترُ الصَّبرَ بعدهُ=فلمْ أرَ إلاَّ مقبلاً نحو معرضِ
حفاظٌ ولكنْ لو وجدتُ جزاؤهُ=وودٌّ ولكنْ منهُ لمْ أتعوَّضِ
أكنتَ بصحراءِ الأبيرقِ صارفي=بعذلكَ عنْ بثِّ الهوى أمْ محرِّضي
عشيَّة َ لا يخفى جوى متجلدٍ=ولا تسعُ الأجفانُ دمعَ مغيِّضِ
وأنتَ تمنيني بدمعٍ سمعتهُ=وما كانَ إلاَّ قولة ً منْ ممرِّضي
ألا في ضمانِ اللهِ لبٌّ أطارهُ=أصيلاً سنا برقٍ بدجلة َ مومضِ
لهُ منْ سحوقِ الغيمِ ردَّة َ غامدٍ=وفي خفقانِ الرِّيحِ سلَّة ُ منتصي
أضاءَ ويومي بالجزيرة ِ مظلمٌ=يذكِّرني منْ بابلٍ ليلها المضي
وحسناءُ لمْ ترجُ الإيابَ لغائبٍ= فترعى ولمْ تنوِ القضاءَ لمقرضِ
لها منزلٌ بالغورِ بينَ معدَّنٍ=مشيدٍ ومنشورِ البساطِ مروَّضِ
حبستُ بهِ أبغي الحياة َ لقاتلي=غراماّ وأدعو بالشفاءِ لممرضي
ولمَّا توافقنا وفي العيسِ فضلة ٌ=بقدرِ الوقوفِ ساعة ً ثمّ تنقضي
رأتْ شيبة ً ما لوّحتْ بعوارضي=فصرّحَ بالهجرانِ كلُّ معرَّضِ
وقالتْ أشيخٌ قلتُ كهلٌ فأطرقتْ=وقالتْ أمامَ السَّهمِ إنذارُ منبضِ
يناغيكَ بعدَ الشَّيبِ قلبي وناظري=ومنْ أينَ يصفو أسودانِ لأبيضِ
قيالسنِّي أيَّامَ يعطلُ مسحلي=وصمتي في حلى الِّلجامِ المفضَّضِ
أنوَّامَ ليلٍ قصَّرَ النومُ عمرهُ=سلوا ببقاءِ الليلِ منْ لمْ يغمِّضِ
وكنتمْ جناحي ثمَّ هيض ببعدكمْ=فهل بعدكمْ عضوٌ إذا طرتُ منهضي
أأركضُ أبغي في البلادِ معوضة ً=بكمْ طالَ تطوافي إذن فتركُّضي
بلى قبصٌ منْ آلِ أيُّوبَ صاحَ بي=سناهُ وقدْ اعتمتْ دونكَ فاستضي
رعتْ نفسي الخلاَّتُ قبلَ ودادهِ=هشيماً فلمَّا عنَّ لي قلتُ أحمضي
أبا طالبٍ والظنُّ أنَّكَ شافعٌ=لها في غنى ً عنْ باعثٍ ومحضِّضِ
شكيَّة َ مملوءٍ منْ الوعدِ قلبهُ=تحدَّثَ عنْ داءٍ منْ المطل مريضِ
غنيٌّ بتسويفِ الأماني تقطَّعتْ=عرى صبرهُ بينَ المجيءِ إلى المضي
أحلّ بكمْ في الصَّومِ حاجة ً=وقدْ عبرَ الأضحى بهِ وهوَ يقتضي
أترضونَ أنْ تصفو لغيركمْ حياضكمْ=وأرضيَ تغذي جرعة َ المتبرّض
لعلكمْ ارتبتمْ بفضلِ تسهُّلي=عليكمْ وإلمامي بكمْئ وتعرُّضي
فلا تحسبوا ذلاًّ فما منْ ضراعة ٍ=بدا لكمْ نابُ الشُّجاعِ المنضنضِ
وغيرك منْ يرمي القضاءَ بذنبهِ=إذا قيلَ قدْ فرَّطتْ قالَ كذا قضي
تسمَّعْ لها لمْ توفِ شكركَ حقَّهُ=ولو قدْ وفتْ ما كنتُ بالشُّكرِ أرتضي
جميلة ُ وجهٍ عاطلٍ منْ كسى الغنى=وإنْ وسمتها منكَ حلَّة ُ معرضِ
وفي القلبِ مالا يبلغِ الفمُ ثبُهُ=وفي بقريضٍ دونهُ الهمُّ مجرضي
فعذراً وفوزاً بانبساطي فإنَّهُ=عزيزٌ على ما اعتادَ فرطُ تقبُّضي
وأخذا منَ الأيَّامِ أوفى حظوظها=بخيرٍ تجدِ ما شئتَ منهنَّ وأرفضِ
تساقُ لكَ الدُّنيا بظهرٍ مذلَّلٍ=إذا وزعتْ قرما بنفرة ِ ريِّضِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,orange" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
رعتْ بينَ حاجرَ والنِّعفِ شهرا
رعتْ بينَ حاجرَ والنِّعفِ شهرا=جميما وعبَّتْ شآبيبَ غزرا
مراحاً محلَّلة ً عُقلها=ترى الخصبَ أوسعَ منْ أنْ تجرََّّا
مكرمة ٌ عنْ عصيِّ الرُّعاة ِ=فإنْ كانَ لا بدَّ ردعٌ فزجرا
ولا ظعنٌ ثمَّ مرحولة ٌ=تجرُّ الجنوبَ ولا ضيفَ يقرى
إلى أنْ غدا الهضبة َ ابن اللَّبو=نِ فيما ترى العينُ والنَّابُ قصرا
فكانَ على ذاكَ شمُّ السَّفا=ولسُّ الهشيمِ وإنْ كانَ مرَّا
وماءٍ تعرمضُ أوشالهُ=ببابلَ أشهى إليها وأمرا
بلادٌ منابتُ أوبارها=عليها ربت يومَ تنزى وتذرى
وأفلاؤها ومساقيطها=تقامصُ فيها قلوصا وبكرا
وتُحمى بأرماحِ فرسانها=إذا شلَّتْ الإبلُ طرداً وطرُّا
وفيها الكواعبُ والمحصَّنا=تُ منْ مقتنيها عواناً وبكرا
نجومُ قبيلٍ إذا ما طلعنَ=أغرنَ النُّجومَ وإن كنَّ زهرا
وكلُّ ثقيلة ِ حملِ الأزارِ=خفيفة ِ ما ضمَّ عنقا وخصرا
ترى الغصنَ تحسبهُ في النَّسيمِ=أخاها وإن كسيتْ يومَ يعرى
أمنها وإنْ نامَ ليلُ الوشاة=وعادَ المواقدُ في اللَّيلِ حمرا
ومرّ يصوِّبُ سرحُ النُّجومِ=خيالٌ ألمَّ ولا حينَ مسرى
ألمَّ بمعتنقٍ ساعديهِ=يطارحُ منها الأمانيَّ ذكرا
فما رابهُ منْ صعيدِ الغوي=رِ إلاَّ تحوَّلهُ اللَّيلُ عطرا
ولمَّا أضاءَ الَّذي حولهُ=تطلَّعَ يحسبُ ظمياءَ بدرا
فللهِ بابلُ نفَّاثة ٌ=وإنْ ضرَّتْ الحلمَ سحرا وخمرا
على أنَّها منزلٌ لا يكا=دُ يحملُ في غالبِ الأمرِ حرَّا
ومزلقة ٌ بالفتى لا تكونُ=لذي حاجة ٍ وابنِ فضلٍ مقرَّا
إلى كمْ أطامنُ عنقي بها=خمولا وأعركُ جنبيَّ فقرا
وأتبعُ إلفى وحزمي يقولُ=وراءكَ في غيرِ ذا المصرِ مصرا
كفى النَّاسُ لؤماً بمثلي يضي=عُ فيهمْ ويطابُ منهمْ مفرَّا
فلمْ يغرزْ الدَّهرُ حملاً عل=ى َ مالكَ أبعدكَ اللهُ دهرا
أمنْ أجلِ أنِّي بفضلي وسع=تُ أهلكَ توسعني منكَ شرَّا
وما زلتُ أحفلُ بالغدرِ منكَ=وأنكرُ جوركَ حتى أستمرَّا
ولو قدْ وفتْ لعميدِ الكفا=ة ِ أيامهُ لمْ أنلْ منكَ غدرا
إذنْ لوقتني حصداءُ منهُ=تطيرُ سهامكَ ثلماً وكسرا
وكنتُ أعزُّ حمى ً أنْ أضامَ=وأمنعَ في حرمِ الأمنِ ظهرا
وردَّكَ عني ولا الطودُ فلَّ=بكفيكَّ مني ولا اللَّيثُ فرّى
عوائدُ ما أسلفتني يداهُ=على نائباتكَ غوثا ونصرا
لئنْ كنتَ أسحلتَ في كفّهِ=من العهدِ حبلاً فتيلاً ممرَّا
وأصبحتَ تنهدُ بغياً إليهِ=بشهباءَ بيَّتَّها أمسِ مكرا
فلمْ تنحِ إلاَّ على المكرماتِ=ولا هضَّتَ إلاَّ السَّماحَ المبرَّا
لغادرَ جهلكَ قلبَ العلا=خفوقاً بها وحشى المجدِ حرّى
ضممتَ عليهِ جناحَ العقوقِ=فرحتَ بها قدْ تأبَّطتَ شرَّا
فسلْ عنهُ كيدكَ يادهرُ كيفَ=ثناكَ ثباتاً وأعياكَ صبرا
وكيفَ حشدتَ لهُ وارتقيتَ=فلمْ تستطعْ طودهُ المشمخرَّا
وفى ناهضا بكَ حتى رددتَ=صروفكَ عنهُ رذايا وحسرى
وما كنتَ والأسدُ الوردُ أنتَ=لتعقَ بالحرِّ نابا وظفرا
ولكنها دولة ٌ أعرضتْ=ودنيا تنقَّلُ مرَّاً ومرَّا
هو الحظُّ يعقلُ من حيثُ جُ=نَّ والمالَ يرجعُ من حيثُ مرَّا
وخيرُ بنيكَ الَّذي إنْ نقص=تَ في حالهِ ازدادَ مجداً وفخرا
وما كنزَ المرءُ خيراً لهُ=من الحمدِ والحسبِ العدِّ ذخرا
إذا سلمَ العرضُ عرضُ الكريمِ=وعزَّ فلا وفَّر اللهُ وفرا
لعلَّ مجعجعها أن يطيلَ=لها في الأرمَّة ِ سحباً وجرَّا
ويتركها وسواءَ الطَّريقِ=تساقُ إلى غايتيها وتجرى
فتأتى ويا قربها من منى ً=يقولُ لها الدَّهرُ صفحاً وغفرا
مبيناً بما قدْ جنى تائبا=إليك بسالفِ ما قدْ أصرَّا
ترى للنَّدامة ِ في صفحتي=هِ سطراً مبيناً وللذُّلِّ سطرا
لعمري لئنْ صوَّحتْ دوحة ٌ=لقدْ أعقبتْ غصناً منكَ نضرا
وسيعَ الظِّلالِ على قومهِ=شهيَّ الجنى ناعماً مسبكرَّا
رباطاً لشملهمُ أنْ يشذَّ=ودعماً لسقفهمُ أنْ يخرَّا
بكَ انتظمَ العقدُ من بعدِ ما=تهاوى فعُطِّلَ جيداً ونحرا
ضممتَ قواصيهمْ بعدما=تعاطوا عصا البينِ صدعا وقسرا
وكنتَ لهمْ كأبيكَ الكريمِ=حنوَّ الرءومِ وعطفاً وبرَّا
فلمْ يهوِ طودٌ وأنتَ الكثيبُ=ولا ماتَ زيدٌ إذا كنتَ عمرا
أطافوا بناديكَ واستحلبوكَ=فأحسنتَ حوطاً وأغزرتَ درَّا
وما ضرَّهمْ أنَّهمْ يعدمو=نَ غيثاً وقدْ وجدوا منكَ أثرى
مخايلُ كنتُ توسَّمتها=قديماً وعيَّفتها فيكَ زجرا
وأيقنَ صدري أنَّي أراكَ=لأهلكَ وجهاً وللنَّاسِ صدرا
بما كنتَ أبعدهمْ همَّة ً=وآمتنهمْ في الملمَّاتِ أسرا
وأضيقهمْ عذرة ً في السؤالِ=وأوسعهمْ ليلة َ القرِّ قدرا
وأجلى إذا الشُّبهاتُ اختلط=نَ رأياً وأمضى لساناً وأجرى
أمورٌ إذا اجتمعتْ للفتى=أرادَ بهِ اللهُ في العزِّ أمرا
سدُ اليومَ ابناءَ عبدِ الرّحيمِ=فأنتَ غداً سيِّدُ النَّاسِ طرَّا
وثقْ ببشائرَ تملى عليَّ=فما كذَّبتْ لي في الخير بشرى
أنا ابنُ الوفاءِ الَّذي تعلمو=نَ لمْ أنوِ نكثاً أو أطوِ غمرا
قسيمكمُ إذا أساءَ الزَّمانُ=كما كانَ قاسمكمْ حينَ سرَّا
حليَّا على عطلِ المهرجا=نِ يعصفنَ تاجا ويرصفنَ شذرا
فإنْ تكُ وقتاً أخلَّتْ بكمْ=فربَّ انقطاعٍ ما كانَ هجرا
ولولا تلاعبُ أيدي النَّوى=بكمْ ما أغبَّتْ ثناءً وشكرا[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,tomato" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
رقَّ لبغدادَ القضاءُ والقدرْ
رقَّ لبغدادَ القضاءُ والقدرْ=وعطفَ الدَّهرُ عليها وأمرْ
وامتعضَ المجدُ لها من طولِ ما=حاقَ بها الضَّيمُ فثارَ وانتصرْ
وضحكَ المزنُ إلى ربوعها=والعامُ قدْ قطَّبَ فيها وكشرْ
فهي ومنْ يحملهُ ترابها=عازبة ٌ راحتْ ومنهاضٌ جبرْ
عادَ الحيا إلى الثرى فربَّهُ=وفتقَ الصُّبحُ الظَّلامَ ففجرْ
ونطقتْ خرسُ العلا فأبصرتْ=عمياؤها وسمعتْ وهي وقرْ
فليهنها ما أثمرَ الصَّبرُ لها=والصّبرُ في إمرارهِ حلو الثَّمرْ
قصركِ يا خابطة َ اللَّيلِ بنا=لا بدَّ لليلِ الطَّويل منْ سحرْ
تنفَّسي مبصرة ً وانفرجي=فطالما غمَّ دجاكِ واعتكرْ
هذا الوزيرُ وأخوهُ فأسفري=قدْ ردَّتْ الشَّمسُ عليكِ والقمرْ
نجمانِ ما غابا لسعيٍ ماجدٍ=في الأفقِ إلاَّ طلعا مع الظَّفرْ
وجاريانِ سابقٌ بنفسهِ=إلى المدى ولاحقٌ على الأثرْ
تشابها والكفُّ مثلُ أختها=والزِّندُ مثلَ الزِّندِ مرخاً وعشرْ
متى تطلْ منْ شرفِ الدِّينِ يدٌ= تجدْ كمالَ الملكِ عنْ أخرى حسرْ
كلتا اليمنينِ قياسٌ للعلا=ذا ذرعَ الأفقَ بها وذا شبرْ
ومنْ يرَ ذا ورداً وذاكَ قرباً=لهُ يقلْ ذا العشبُ من ذاكَ المطرْ
دوحة ُ مجدٍ صعبتْ عيدانها=على العدا أنْ تختلى وتهتصرْ
سقى النَّدى عبدُ الرَّحيمِ ساقها= وحاطَ أيِّوبُ عليها وحظرْ
وحملتْ مثقلة ً فأثمرتْ=مذكرة ً فولدتْ كلَّ ذكرْ
قومٌ أقاموا الدَّهرَ وهو عاثرٌ=حتى مشى يختالُ عنهمْ وخطرْ
وأدركوا أيامهمْ بهيمة ً=مغفلة ً شياتها حصَّ الشَّعرْ
فاعتلقوا جباهها وسوقها=وطلعوا منَ الحجولِ والغررْ
كلُّ غلامٍ إن عفا وإنْ سطا=أمَّنَ بينَ الخافقينَ أو ذعرْ
أروعُ لا تجري الخطوبُ إن نهى=خوفاً ولا يقضي القضاءُ إن أمرْ
نالَ السَّماءَ مدرَّجاً في قمطهِ=وفاتَ كلَّ قارحٍ وما اثَّغرْ
لمْ يأخذْ السوددَ حظَّاً غلطاً=ولا العلا مغتصباً أو مقتسرْ
ما سارَ في كتيبة ٍ إلاَّ حمى=وما متطى وسادة ً إلاَّ وزرْ
قدْ صدعَ اللهُ بكمْ معجزة ً=في الأرضِ ليستْ في محلاتِ البشرْ
فأرشدَ المستبصرينَ بكمُ=لو كانَ يغني القلبُ أو يغني البصرْ
وأعلمَ الملكَ المدارَ أنَّهُ=بغيرِ قطبٍ منكمُ لا يستقرْ
وأنَّهُ حبلٌ وليتمْ فتلهُ=فكيفما أبرمهُ النَّاسُ انتسرْ
أما كفاهُ إن كفاهُ واعظٌ=بيانُ ما جرَّبَ منكمْ واختبرْ
وكيفَ لمَّتْ وهي في أيديكمُ=طينتهُ وانحلَّ في أيدٍ أخرْ
كمْ غارَ من بعدِ الغرورِ مدة ً= بغيركمْ أما يغارُ من يغرْ
بلى على ذاكَ قدْ بانَ لهُ=فرقانُ ما بينَ الرِّجالِ فظهرْ
ونصحتهُ نفسهُ لنفسهِ=فشاورَ الحزمَ وأحسنَ النَّظرْ
فقابلوا هفوتهُ بحلمكمْ=فمثلكمْ إن كانَ ذنبٌ من غفرْ
واستدركوا بسعيكمْ حفيظة ً=من أمرهِ ما شعبَ العجزُ وجرّ
فهو الذي درَّ على إيمانكمْ=قدما لهُ خلفَ الصِّلاحِ وغزرْ
وإنْ غنيتمْ لغنى أنفسكمْ=عنْ رغبة ٍ فهو إليكمْ مفتقرْ
إنَّ العراقَ اليومَ أنتمْ قطبهُ=لولاكمُ مدبِّرينَ لمْ يدرْ
قدْ حبستْ عليكمُ سروجهُ=منْ غابَ في حماتكمْ ومنْ حضرْ
أنتمْ غذا ضيمَ سيوفُ نصرهِ=وأنتمْ ربيعهُ إذا اقشعرّ
إذا قربتمْ ضحكتْ عراصهُ=وابيضَّ وجهُ العدلِ فيها وسفرْ
وإنْ نأيتمْ كانَ في انتظاركمْ=كأنكمْ فيهِ الإمامُ المنتظرْ
فعالجوا أدواءهُ بطبِّكمْ=قدْ حفرَ الجرحُ الذي كانَ عقرْ
لمْ يبقَ إلاَّ رمقٌ فابتدروا=إمساكهُ والغوثَ إنْ لمْ يبتدرْ
يا قاتلَ الجدبِ انتصرْ وقدْ بغى=بعدكَ عامُ المحلِ فينا وفجرْ
كمْ تمطرُ الشَّهباءُ عنكَ بالحيا= قدْ صرَّحتْ كحلٌ وصابتْ بقرْ
أمددْ بيمناكَ على مجدٍ عفا=خصباً وجدِّدْ رسمَ جودٍ قدْ دثرْ
أقدمْ على السَّعدْ إلى الصَّدرِ الذي=أوحشتهُ فانهضْ بوردٍ وصدرْ
واضفُ على الدَّولة ِ ظلاًّ سابغاً=تسحبهُ سحبكَ هدَّابَ الأزرْ
دعْ كبدَ الغيظِ على أعدائها=ودعْ لأوليائها حزَّ الأشرْ
قدْ أكلتْ أكفَّها نواجدٌ=يومَ لكَ الأمرُ استقامَ واستقرْ
ودويتْ بما أشرتْ وطوتْ=أفئدة ً بكَ بالسُّوءِ تأتمرْ
منَهمُ فربعوا منْ ظلعٍ=على رضاً بادٍ وسخطٍ مستترْ
فلا يزلْ وأنتَ حيٌّ خالدٌ=نأيهمْ حتى يسدُّونَ الحفرْ
ولا تنلْ ملككَ إلاَّ شللاً=يدُ الزَّمانِ وتصاريفُ الغيرْ
اذكرْ وصفْ كيفَ ترى بشائري=في مجدكمْ إنَّ الكريمَ من ذكرْ
حدِّثْ بآياتي وقلْ بمعجزي=وخبري عنْ كلِّ غيبٍ مستترْ
هذا الذي جرتْ بهِ عيافتي=لكمْ وطيري ذو اليمينِ إذ زجرْ
وكيفَ لا تصدقُ فيكمْ نذري= وأن في مديحكمْ أبو النُّذرْ
ومددُ العيشة ِ لي منْ فضلكمْ=وحظَّكمْ حظَّي منْ خيرٍ وشرّ
قدْ عرقَ الزَّمانُ لحمي بعدكمْ=ببعدكمْ وأحرقَ العظمُ وذرّ
ولمْ يدعْ لي غمزهُ جارحة ً=إلاَّ وفيها غمزُ نابٍ وظفرْ
تنبذني في حبِّكمْ نواظرٌ=وألسنٌ منبذة َ النَّضوِ المعرّ
أرجو نداهمْ ضلَّة ً وعطفهمْ=كما رجتْ قحطانُ ودَّاً في مضرْ
أرجعُ عنْ زيارتي في يسرهمْ= إلى محلٍّ عامرٍ من العسرْ
فافتقدوا شلواً لكمْ بقاؤهُ=ومنكمْ إن فاتَ أو مرَّ يمرّ
لسانكمْ وكلُّ منْ ينطقكمْ=سواهُ معقولُ اللِّسانِ أو مجرّ
قدْ بلغَ المفصلَ مني جازري=فاللهُ فيَّ أنْ يحزَّ ماجزرْ
لمْ تبقَ فيَّ بعدكمْ بقيَّة ٌ=يرجى لها رفدُ غدٍ وينتظرْ
فاقضوا ديونَ جودكمْ في خلَّتي=فقدْ قضى شعري فيكمْ ما نذرْ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,coral" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
روَّحها مخمسة ٍ خمائصا
روَّحها مخمسة ٍ خمائصا=جبّاً منَ الإعياءِ أو وقائصا
قرومها الجلَّة َ والقلائصا=موبرة ً تحسبها قصائصا
زادَ الرَّبيعُ وغدتْ نواقصا=إذا مشتْ على الحصى حوائصا
عادَ بها لذّاعهُ قوامصا=تسألُ بالماءِ القطا الفواحصا
إذا السّحابُ اغترّها مراقصا=ردّتْ عليهِ أعيناً أخاوصا
يغدو السّفا لموقهنَّ باخصا=حتَّى لحقنَ طيِّعاً وعائصا
يفلينَ منْ روضِ الحمى العقائصا=ويجتلبنَ الُّلمَّعَ النشائصا
يالكَ ربعا بالنَّخيلِ شاخصا=أينَ الظِّباءُ تقنصِ القوانصا
بأوجهٍ لمْ تعرفِ الوصاوصا=وأنملٍ يبسطنها رواخصا
إذا ضممنَ في الدُّجى القرابصا=نمَّ عليهنَّ الحليُّ آبصا
أيَّامُ أرعيكَ الهوى مخالصا=مناوئاً غيُّ الصِّبا مناوصا
ذلكَ حتّى عدتُ ظلاًّ قالصا=قلْ لامرئٍ نابلني القوارصا
مستخفياً وذمَّ فضلي ناقصا=عمَّكَ جهلٌ أتعبِ الخصائصا
عشْ حاسداً ما شئتَ أو قلْ خارصا=تعلقُ منّي قلقلاً محارصا
مصابراً أقرانهُ مرابصا=حتّى يردَّ كلَّ مخزٍ ناكصا
حرَّمتُ شربا ما رزقتُ خابصا=يالكَ درَّاً لو تكونَ خالصا
إنْ تردِ الجمرَ تجدهُ قابصا=قبلكَ أقذيتُ عدَّاً أخاوصا
تنصُّ نحوي أعيناً شواخصا=تلفتَ العانة ِ راعتْ قانصا
ففتُّها بمهلي حرائصا=فوتَ الرؤسِ أعيتِ الأخامصا
فقلْ مطيلاً فيَّ أو ملاخصا=تشرِ المنايا منْ فمي رخائصا
وربما عفوتُ عنكَ ماحصا=جهدُ البعوضِ أنْ يكونَ قارصا[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,orangered" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
سائلِ الدَّارَ غنْ سألتَ خبيرا
سائلِ الدَّارَ غنْ سألتَ خبيرا=واستجرْ بالدموعِ تدعو مجيرا
وتعوَّذْ بالذِّكرِ من سبَّة ِ الغد=رِ فلا حبَّ أنْ تكونَ ذكورا
المغاني أحفى بقلبي منْ العذ=لِ وإنْ هجنَ لوعة ً وزفيرا
أفهمتني على نحولِ رباها=فكأنِّي قرأتُ منها سطورا
يا معيري أجفانهُ أنا أغنى=بجفوني الغزارِ أنْ استعيرا
دمُ عيني بالسَّفحِ حلَّ لدارٍ=لا يرى أهلها دماً محظورا
ومثيرَ بالعذلِ كامنَ أشوا=في مشيرٍ ولمْ أكنْ مستشيرا
لا مني في الوفاءِ ماتَ ملوماً= فيه أو عاشَ عاشقاً مهجورا
يا حداة َ الرِّكابِ لا وألَ القا=صدُ منكمْ غيرَ الحمى أنْ يجورا
رامة ٌ بي وأينَ راموة ُ مني=أنجدَ الركبُ والهوى أنْ أغورا
هي دارَ العيشِ الغريرِ بما ضمَّ=تْ قضيباً لدناً وظبياً غريرا
ما تخيَّلتُ أنَّها جنَّة ُ الخل=دِ إلى أنْ رأيتُ فيها الحورا
يا لواة َ الدِّيونِ هلْ في قضايا الح=سنِ أنْ يمطلَ الغنيُّ الفقيرا
لي فيكمْ عهدٌ أغيرَ عليهِ=يومَ سلعٍ ولا أسمَّي المغيرا
احذروا العارَ فيهِ والعارُ أن يم=سي ذمامي في رعيهِ مخفورا
أو فردُّوا عليَّ حيرانَ أعشى= ناظراً قدْ أخذتموهُ بصيرا
أنا ذاكَ اعتبدتُ قلبي وأنفق=تُ دموعي عليكمُ تبذيرا
فاحفظوا في الإسارِ قلباً تمنَّى= شغفاً أنْ يموتَ فيكمْ أسيرا
وقتيلاً لكمْ ولا يشتكيكمْ=هلْ رأيتمْ قبلي قتيلاً شكورا
اعرفوا لي إذا الجوارحُ عوف=ينَ ندوباً في أضلعي وكسورا
باقياتٍ وقدْ جررنَ عليه=نَّ اللَّيالي معدودة ً والشُّهورا
نصلَ الحولُ بعدكمْ وأراني=بعدُ منْ سكرة ِ النَّوى مخمورا
ارجعوا لي أيَّامَ رامة َ إنْ كا=نَ كما كانَ وانقضى أنْ يحورا
وشباباً ما كنتُ قبلَ نشرِ المشي=يبِ أخشى غرابهُ أنْ يطيرا
إنْ تكنْ أعينُ المها قدْ أنكرتني=فلعمي لقدْ أصبنَ نكيرا
زاورتْ خلَّتينِ منِّي إقتا=راً يقذي عيونها وقتيرا
كنتُ ما قدْ عرفنا ثمَّ انتحتني=غيرٌ لمْ أطقْ لها تغييرا
وخطوبٌ تحيلُ صبغتها الإب= شارَ فضلاً عنْ أنْ تحيلَ الشُّعورا
وافتقادي منَ الكرامِ رجالاً=كانَ عيبي في ظلِّهمْ مستورا
ينضحونَ الفتيقَ مني بأيدٍ=ناعشاتٍ ويجبرونَ الكسيرا
فارقوني فقلَّلوني وكم كا=ثرتُ دهري بهمْ فكنتُ كثيرا
ولعمري لربَّما عاثرَ الح=ظُّ على القودِ ثمَّ جاءَ يسيرا
ولقدْ أبقتْ اللَّيالي أبا الفض=لِ فأبقتْ في المجدِ فضلاً كبيرا
قسماًبالمقلِّداتِ إلى جم=عٍ عهوناً محبوكة ً وضفورا
يتلاحكنَ في المضايقِ أو يد=مينَ فيها صلائفاً ونحورا
كلَّ تلعاءَ كالبنيَّة ِ تعط=يكَ سناماً طوراً وعيناً حفيرا
سرُّها ما تزيَّنتْ ولأمرٍ=ساءها عجلوا عليها السُّرورا
بينما أنْ رأيتها وهي ملءُ ال= عينِ حسناً حتى تراها عقيرا
منحوها ذاتَ الإلهِ فلمْ يف=ترضوها إلاَّ الصفيَّ الأثيرا
والملبَّينَ حرَّموا اللُّبسَ والطِّي=بَ احتساباً والحلقَ والتَّقصيرا
هوَّنوا الانفسَ الكرامَ فباعو=ها على الرُّخصِ يشترونَ الأجورا
يجهدونَ الأرماق أو شهدوا بال=خيفِ ذاكَ المسعى وذاكَ النَّفيرا
حلفٌ لا تعيثُ بهِ يدُ الحن=ثِ بإفكٍ ولا يكونُ فجورا
أنَّ كافي الكفاة َ خيرهمْ بال=بيتِ والنَّفسُ أوَّلاً وأخيرا
منْ رجالٍ إذا انتموا نسبوا بي=تاً منَ المجدِ آهلاً معمورا
بالمساميحِ الطَّيبينَ بني الطَّيِّ= بِ أضحى سبطُ التُّرابِ عطيرا
يمترى ماؤهُ عقاراً ويستا=فُ ثراهُ ألوَّة ً وعبيرا
شرفٌ زاحمَ النُّجومَ على الأف=قِ فأربى عزِّاً عليها ونورا
درجوا فيهِ سيِّداً سيِّداً قد=ماً وزالوا عنهُ وزيرا وزيرا
يتواصونَ بالمعالي فيقتا=فُ الفتى الحيُّ منهمْ المقبورا
وإذا حوسبوا على الحسبِ الأب=عدِ عدَّوا بهرامَ أو سابورا
ومناجيبُ محصناتُ توَّحد=نَ بأنْ لا يلدنَ إلأاَّ الذُّكورا
زعماءٌ على الملوكِ غذا ما اع=تورَ الملكُ ناصحاً ومشيرا
وكماة ٌ على الوسائدِ إما اق= تعدوها يقسِّمونَ الامورا
غوَّروا غورة َ النُّجومِ وبقُّوا=علماً ردَّ طيهمْ منشورا
وتصفَّوا منْ ناصرِ الدَّولة ِ ابنا=يشهدُ الفخرُ ظافراً منصورا
لحقَ الأصلَ ثمَّ سادَ بنفسٍ=ظفرتْ بالنَّدى وزادتْ كثيرا
فضحتْ بالنَّدى الغمامَ وردَّتْ= بالمساعي شوطَ الرِّياحِ حسيرا
أنفتْ أنْ ترى لها في بني الدَّه=رِ إذا نوظرَ الرِّجالُ نظيرا
فامتطتْ وحدها إلى غاية ِ المج=دِ ظهوراً خشناً وطرقاً وعورا
راكبُ العزِّ في مفاوزها اليه=ماءِ سارٍ لا يركبُ التَّغريرا
يبتغي حقَّهُ منَ الشَّرفِ الأب=عدِ خوضاً إليهِ أو تشميرا
وانتهى حيثُ لا يرى النَّجمُ في الأف=قِ صعوداً ولا الهلالُ مسيرا
تارة ً بالمضاءِ يستدمُ العز=مَ وطوراً يستخدمُ المقدورا
مدَّ باعاً في الفضلِ طالَ لأمرٍ=كانَ عنهُ باعُ الزَّمانِ قصيرا
لم يلامسْ خطباً وكانَ جسيماً= في المعالي إلاَّ رآهُ حقيرا
وأظنُّ استقلالهُ الدِّستَ أنْ ير= كبهُ يملكُ الزَّمانَ السَّريرا
قهرَ الدَّهر وهو يقهرهُ الجو=دُ فناهيكَ قاهراً مقهورا
واكتسى حلَّة َ الغنى وسلبنا=هُ فأكرمْ بهِ غنياً فقيرا
لاحَ فينا فأقمرتْ ليلة ُ البد=رِ وأعطى فكانَ يوماً مطيرا
وسلونا بجوده الحيِّ أيما=ناً دروساً من الكرامِ دثورا
وشهدنا نداهُ حقَّاً تقينا=وسمعنا عنهمْ ضجيجاً وزورا
وروينا بمالهِ الوشلِ العدِّ=وأعطى قومٌ وكانوا بحورا
وسرى ذكرهُ فلمْ يبقِ يوماً=لهمُ في سماحهمْ مذكورا
يا أبا الفضلِ والفضائلُ إنْ قا= ضينَ يحكمنَ فيَّ إنْ لا تجورا
أتناسيتَ أو نسيتَ حقوقاً=لي لم آلكمْ بها تذكيرا
ووعوداً يكنَّ عندَ الكريمِ ال=عهدِ حتى يفي بهنَّ نذورا
وغروساً لي في ثراكَ الزَّكيِّ= الرَّطبِ يرجو مثلي بها التثميرا
وصفاتي على لسانكَ يسمع=نَ الصَّفا الصَّلدَ والفتى الموقورا
فعلامَ استردَّكَ الدَّهرُ منِّي=مكرهاً بعدَ خبرتي مقسورا
نعمة ٌ نفِّرتْ ما كنتُ يوماً=بالعطاءِ الهنيِّ منها كفورا
وعذاري من القوافي تعوَّضتُ=بهنّ التعليلَ والتَّعذيرا
لمْ يكنْ حجُّها وقدْ جهدتْ في=هِ إلى كعبة ِ العلا مبرورا
ألظنٍّ وربَّما كانَ إثماً=كنتَ لو قدْ عصيتهُ مأجورا
لمْ تدنِّسْ عرضاً ولمْ تؤتِ بالذَّن=بِ اعتماداً فيهِ ولا تقصيرا
لمْ تكنْ صدقتَ بأوَّلِ مدحٍ=ضاقَ ملكٌ عنْ وقتهِ فاستعيرا
لمتموني فيهِ وربَّ ملومٍ=كانَ في غيبِ أمرهِ معذورا
هو شعري وفيكَ قيلَ ابتداءً=جاءَ أو كانَ راجعاً مكرورا
ولعمرو الواشي لقدْ كانَ ذنباً= هيناً لو وهبتموهُ يسيرا
واعترافي بالهفوة ِ الآنَ يمحو=منْ خبايا الصُّدورِ تلكَ الوغورا
والقوافي عني عبيدٌ منيبا=تٌ فكنْ لي بالصَّفحِ ربَّاً غفورا
لكَ أبرزنَ بعدَ أنْ ردَّ عنه=نَّ بعولٌ أسنوا إليَّ المهورا
وأرى النّزر منْ ودادكَ أو رف=دكَ حظَّاً في مهرهنَّ خطيرا
باقياتٌ في الدَّهرِ ما بقى الدَّه=رِ وناصى رضمى أخاهُ ثبيرا
فاستمعها مختومة َ العذرِ أبكا= راً إلى اليومِ ما برحنَ الخدورا
تتلفُ المالَ لا تبالي إذا أح=رزتَ في الأرضِ كنزها المذخورا
وإذا ما وجدنَ عرضاً بهيماً=مدلهماً طلعنَ فيهِ بدورا
عوضاً منْ عتابكَ المرِّ حتى=تشربَ الشُّكرَ منكَ عذباً نميرا
نعمَ ما تقتني مقيماً وإنْ سا=فرتَ كانتْ إلى النَّجاحِ سفيرا
فاحتفظْ قاطناً بها اسرِ مغبو=طاً على ملكِ مثلها محبورا
وتزوَّدْ منها على صحبة ِ الل= هِ متاعاً إذا عزمتَ المسيرا
وكنْ القرمَ منْ ملوكَ بني مر= وانَ لي أنْ أكونَ فيكَ جريرا[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
سقى زمناً ببابلَ عقربيُّ
سقى زمناً ببابلَ عقربيُّ=مليٌّ بالّذي يروي ويرضي
عنيفُ السَّيرِ أوطفُ مستمرٌ=على غلواءِ ما يقضي ويمضي
يزورُ الأرضَ بعدَ جفائهِ في=قضيضٍ منْ زماجرهِ وقضِّ
سقى فجرى فأسمنَ كلَّ ضاوٍ= يمرُّ بهِ ورفَّعَ كلَّ خفضِ
فمنْ ملانَ بعدَ الغيضِ ضاغنْ=ومنْ ريَّانَ بعدَ اليبسِ غضِّ
وكرَّمَ أسرة ً كانوا إذا ما ان= تجعتْ زلاليَ الصَّافي وحمضي
همْ حملوا وسوقُ الدَّهرِ عنِّي= وهمْ نشطوا عرى نسعي وغرضي
أضاءوا مذهبي فسرحتُ طرفي=وسيعاً بعدَ إطراقي وغضّي
وقاموا بينَ أيَّامي وبيني=فلمْ تقتلْ ولا راعتْ بنبضِ
حموا وجهي ولمْ أسالْ سواهمْ=وأعطوا كلَّ نافلة ٍ وفرضِ
فأصبحُ فيهمُ وأروحُ عنهمُ=إلى وفرينِ منْ مالي وعرضي
فهل منْ حاملٍ شوقي إليهمْ=على ما فيهِ منْ ألمٍ ومضِّ
فحاملهُ فموصلهُ إليهمْ=على بزلاءَ ينحلها وينضي
يؤمُّ الزابيينَ بها ويعلو=قويقاً بينَ تقريبٍ وركضِ
فيسمعَ ثمَّ سامعة ٍ كراما=أيامى العيشِ بعدهمُ ويفضي
وإنِّي مذ نأتْ دنيايَ عنهمُ=منْ الدُّنيا على هجرٍ ورفضِ
أقضِّي ما أغالطُ منْ زماني=بلوعاتٍ تكادُ عليَّ تقضي
فكمْ أحيا وفي بغدادَ بعضي=على مرضي وفي تكريتً بعضي
ومسبوقينَ في طرقِ المعالي= وإنْ زجروا بحثٍّ أوْ بحضِّ
أصاحبهمْ فيمسي الودُّ منهمْ=على زلقٍ منَ الشَّحناءِ دحضِ
وأبرمُ فيهمُ مدحاً متاناً=فتلقاها وعايبهمْ بنقضِ
ولو حامى كمالُ الملكُ عنِّي=رعيتُ الخصبَ في دعة ٍ وخفضِ
إذاً لأعادَ سلسالا نميراً=على عاداتهِ ثمدي وبرضي
فدتكَ أبا المعالي كلَّ كفٍّ=تقصِّرُ عنكَ في بسطٍ وقبضِ
وكلُّ مدنَّس الأبِ لا بحتٍّ=يميطُ العارَ عنهُ ولا برحضِ
دعيٌّ في الفضائلِ كلِّ يومٍ=لهُ نسبٌ يجيءُ بهِ ويمضي
نأى بكَ جمرة ً بالغيظِ تسري= إلى سوداءِ مهجتهِ وتفضي
كرمتَ ففي عطايا الغيثِ شوبٌ=وماءُ يديكَ منْ صافٍ ومحضِ
ويعطي النَّاسُ منْ جدة ٍ وتعطى=عطاءَ الحمدِ منْ دينٍ وقرضِ
وتخجلكَ المواهبُ وهي كثرٌ=كأنَّكَ مسخطٌ ونداكَ مرضي
قضى اللهُ الكمالَ فكنتَ شخصاً=لصورتهِ وخلقُ النّاسِ يقضي
شريتكَ بالبريّة ِ بعدَ قطعي=طريقَ الإختيارِ بهمْ ونفضي
ورعتُ بكَ النَّوائبَ وهي فوقي=وتحتي بينَ حائمة ٍ وربضِ
فقدْ أسلمتني بنواكَ حتّى=نسلنَ قوادمي وبرينَ نحضي
فها أنا بينَ حاجاتي وشوقي=لفتٍّ منْ مخالبها ورضِّ
أزمُّ إليكمُ قلبي وعيني=بآية ٍ فيكمُ جذلي وغمضي
أسادتنا كمِ الإبطاءُ عنكمُ=وصبركمُ على الهجرِ الممضِّ
ألمَّا يأتكمْ وقتكمُِ المسمى=ألمَّا يأنِ زبدكمُ بمخضِ
فكمء سخطًٍ على الدُّنيا وصدٍّ=عنِ الدَّولاتِ وهي على التَّرضي
حديثكمُ يبرِّحُ بالمعالي=فنهضاً إنَّها أيَّامَ نهض
أراها أينعتْ ودنا جناها=وأذعنَ ختمها لكمُ بفضِّ
عسى أقذي بقربكمُ عيونا=حسدنّ عليَّ منْ حزنٍ وبرضِ
ويبردُ منْ أعاديكمْ وشيكاً=زفيرَ جوانحَ بالهمِّ رمضِ
وبعدُ فما لكمْ أغفلتموني=وأخلبَ بارقٌ منْ بعدِ ومضِ
أظنا انَّني عنكمُ غنيٌّ=بحليِّ أو بتطوافي وركضي
معاذَ اللهِ والعهدِ المراعى=ولو أنضيتُ تامكتي ونقضي
وتعويلي من النيروزِ وفدا=على متنجِّزٍ لي ومستنضِّ
فلا تتوهوا لي خصبَ مرعى= إذا قعدتْ سماؤكمُ بأرضي[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,firebrick" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
سلْ بالغويرِ السائقَ المغلِّسا
سلْ بالغويرِ السائقَ المغلِّسا=هلْ يستطيعَ ساعة ً أنْ يحبسا
فإنَّ في الدَّارِ رذايا لوعة ٍ=نوقاً ضعافاً وعيوناً نعَّسا
وثملينَ ماأداروا بينهمْ=إلاَّ السُّهادَ والدُّموعَ أكؤسا
ما علمتْ نفوسهمْ أنَّ الرَّدى=ميقاتهُ الصُّبحُ إذا تنفسا
راخِ لهمْ فإنَّهم وفدُ هوى ً=يرضيهِ أنْ تروِدَ أوْ أنْ تسلسا
تركتَ من خلفكَ أجسامهمُ=وسقتَ ما بينَ يديكَ الأنفسا
اعطفْ لهمْ شيئاً فلو لمْ ينفسوا=على الشُّموسِ في الخدورِ منفسا
لأغرقوكَ دمعة ً فدمعة ً=وحرَّقوكَ نفسا فنفسا
أينَ تريدَ عنْ حياضِ حاجرٍ=أنْ تستجيزَ الخضمَ والتَّلسُّسا
وهلْ على ماءِ النَّخيلِ مطعنٌ= إذا وردتَ مثلثاً أوْ محمسا
وفي الحمول سمحة ٌ ضنينة ٌ= تبذلُ وجهاً وتصانُ ملمسا
شنَّتْ على الكنَّاسِ حتّى لمْ تدعْ=للرِّيمِ إلاَّ حمشناً أوْ خنتسا
تبسمَ عنْ أشنبَ في ضمانهِ=نطفة ُ مزنٍ لقبها اللعسا
سلسالة ٌ إنْ لمْ أكنْ عرفتها=رشفاً فقدْ عرفتها تفرُّسا
يا هلْ إلى ذاكَ اللمي وسيلة ٌ= تبلُّ لي هذا الغليلَ اليبسا
أمْ هلْ إلى ذاكَ الهلالَ نظرة ٌ=إمَّا بملءِ العينِ أوْ مختلسا
بلْ كلَّ ما بعد المشيبِ مسمحٌ= ماكسَ أوْ منجذبٌ تشمُّسا
ومنْ عناءِ اليدِ أن تبغي الجنا= والسَّاقُ خاوٍ والقضيبُ قدْ عسا
لامتْ على تعزُّلي إذْ أبصرتْ=جحفلَ شيبٍ هاجما ومحمسا
تنَّكرتهُ مذْ رأتهُ بلجة ً=ضاحية ً أنْ عرفتهُ حندسا
بيضاءَ أعشتْ في السَّوادِ عينها=فاشتبه الصُّبحُ عليها والمسا
إذا تلفعتُ بها منصَّعاً=ماكنتُ منْ صبغتها مورَّسا
منتبذاً نبذَ الحصى يردُّني=نقدُ العيونَ أخزرا وأشوسا
فلمْ تكنْ أوَّلَ حالٍ غبطة ٍ=أحسنَ فيها زمني ثمَّ أسا
هو الّذي ما جادَ أوْ ضنَّ ولا= رقَّ على مرة ٍ إلاَّ قسا
وقدْ ألفتث خلقهُ تمرُّناً=بهِ على لونيهِ أو تمرُّسا
حلفتُ بالحلقِ الطَّلاحِ صعبتْ= على الوجى سوقاً ولانتْ أرؤسا
مثلَ القسيِّ كلُّ ظهرٍ فوقهُ=ظهرٌ بإدمانِ السُّرى قدْ قوِّسا
منْ كلِّ فتلاءِ تطيعُ المرسَ ال=مثنى عليها أو تعودَ مرسا
تقامرُ الأخطارُ في نفوسها=على لطُّلابِ غنْ زكاً وإنْ خسا
يخبطنَ يطرحنَ الرُّبى عجرفة ً=في الوفدِ يطلبنَ العتيقَ الأملسا
إذا فرقنَ الموتَ لمْ يفرقنَ ما=ديِّثَ منْ أرضٍ وما توعَّسا
حتّى يؤدينَ الشخوصَ بمنى=مكبراًً للهِ أوْ مقدِّسا
لاضاعَ منْ يعتمدُ الحظُّ بهِ=منْ قسمة ٍ على عميدِ الرؤسا
أروعُ لاترعى الخطوبُ ما رعى=ولا تشلُّ غارة ٌ ما حرسا
أبلجُ بسَّامُ العشيِّ ما غدا=وجهُ الجدوبِ في الثُّرى معبِّسا
مباركُ الصَّفقة ِ يهتزُ الغنى=في كلِّ ما صافحَ أو ما لمسا
يفرِّجُ التَّقبيلُ عنْ أناملٍ=لو قارعَ الصَّخرَ بهنَّ انبجسا
جادّ على اليسرِ فلمّا أفلستْ=بهِ عطايا اليسرِ جادَ مفلسا
لا يحسبُ المالَ يغطي عورة ً=عارية ً ما غطَّتِ العرى الكسا
أرهفُ للأعراضِ منْ عزمتهِ= أصمعَ ما أنبلَ إلاَّ قرطسا
إذا رمى غايتهُ بظنِّهِ=كفى يقينَ غيرهِ ما حدسا
قالَ فأعدى الخرس بالنُّطقَكما= حسَّنَ عندَ النَّاطقينَ الخرسا
وقامَ يبغيْ حقّهُ منْ العلا=حتّى إذا جازَ النُّجومَ جلسا
موقّرُ المجلسِ إمَّا هوَ في ال= دستِ احتبى أو ركنُ ثهلانَ رسا
إذا سطاهُ أوحشتْ جليسهُ=فاضَ عليها بشرهُ فأنّسا
ذبَّ على الخليفتينِ رأيهُ ال=منصورُ ذؤبانَ الخلافِ الطُّلسا
أصحرَ في إثرِ العدوِ عنهما=أغلبُ ما وافى إلاَّ فرساَ
خلافة ُ اللهِ رقى مشيّداً=منها الّذي كانَ أبوهُ أسَّسا
طهَّرها تدبيرهُ فلمْ يدعْ=إزاءها منْ العبادِ نجسا
رقى منْ الأعداءِ كلَّ حيَّة ٍ=أصمَّ لو كانَ يحوهِ لنهسا
كمْ قدْ جلوتَ الحقَّ عنْ بصيرة ٍ=عمياءَ فيها وكشفتَ لبسا
أنفقتَ ميراثكَ في طاعتها=جناهُ أيُّوبُ الَّذي قدْ غرسا
تمنعَ منْ قناتها منْ رامها=بالعجمِ أو أدردتْ عنها الأضرسا
أنتَ الَّذي أحيا الزَّمانَ راعياً=منْ سننِ المجدِ بهِ مادرسا
قومكَ كنتَ في اقتفاءِ سعيهمْ=زرارة ٌ في الفخرِ تتلو عدسا
قدْ كبَّرتْ لكَ العلا وشكرتْ=نشركَ ذاكَ الكرمَ المرمَّسا
بكَ اعتلتْ ناري وهبَّتْ عاصفا=ريحيَ والتفَّ قضيبي واكتسى
وطمعتْ في زمني فضائلي=وكنتُ منْ إنصافهِ مستيئسا
إنْ أجدبتْ أرضي صبتُ مزنة ً=أوْ ادجنتْ حالي لحتَ قبسا
ساهمتني يسركَ والعسرَ ترى= بخسَ العلا وغبنها أنْ أبخسا
لا تذخرِ الأنزرَ تضطرَّ لهُ=ولا تضنُّ ما وجدتَ الأنفساَ
فلا تصبني فيكَ يدُ حادثٍ=أومضَ أو بارقُ خطبٍ أربسا
ولا تزلْ تلينَ لي منْ عنقِ ال=أيَّامِ فظَّاً في مقادي شرسا
وعاودتني بادئاتُ نعمٍ=منكَ إذا استوحشتُ كانتْ أنسا
ضافية ٌ تفضلُ عنْ ذلاذلي=لا أنزعُ الحلَّة َ حتّى ألبسا
قدْ راعني العامَ افتقادُ رسمها=وأنْ إرى مطلقهُ محتبسا
حاشاكَ منْ تطيُّري على العدا=منْ سطرها الثابتِ لي أنْ يطمسا
ديني وفي الشِّتاءِ بعدُ فضلة ٌ=يوضحُ منها المشكلَ الملتبسا
فسمحْ بها واسمعْ لها قواطنا=شواردا ملايناتٍ شُمسا
تطوي الفجاج لمْ ترحِّلْ ناقة ً=لها ولمْ تسرجْ إليها فرسا
لا ترهبَ الجنَّة َ في غريفها=إنْ أعتمتْ لا تخافُ العسسا
عذائراً تكونُ ما شئتَ بها=كلّ ضحى ً تهنئهُ معرِّسا
قدْ أمنتْ بحصنها وصونها=عندَ الرِّجالِ كلَّ ما تخشى النِّسا
ما كتبتْ أوْ قرئتْ لمْ تترك=لغيرها مخطة ً أو مدرسا
تشفعُ للنيروزِ فيما جاءَ منْ=قبولكمْ مبتغياً ملتمسا
ثمَّ يعودُ مثلها عليكمُ=بألفِ عيدٍ عربا وفرسا
في نعمٍ يقينها وحقُّها=يغني الليالِ عنْ لعلَ وعسى[/poem]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
__________________
[poem=font="Simplified Arabic,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
اينحن زهران لا ناوى ولا نرحم ولا نحن[/poem]
أخر مواضيعي
تأبط شراَ غير متواجد حالياً