دعونا اليوم نتحدث ببساطة لاينقصها الوضوح ,وسلاسة لاينقصها البيان..عن أم القبائل زهــــران
ولا مبالغة في وصفنا لها بأم القبائل لأن من بعض بناتها كانت أمهات قبائل عريقة كقريش وبجيلة وبني عدوان وغيرها((أي أن زهران سبقت وجود تلك القبائل بقرون))
ولكنا لن نقف كثيرا هنا...إذ نريد التعريج على القليل من أمجاد هذه القبيلة((القليل أما الكثير فيعجز عنها الوقت والطاقة))..
فمن أبناء هذه القبيلة كان جذيمة الوضاح مؤسس أول مملكة عربية موحدة مستقلة ببلاد مابين النهرين, وعمله هذا مازال يفاخر به العراقيين ويماري به المثقفين وحق لهم أن يفخروا فهو أقوى دليل على عراقة عروبة العراق وترسخ حضارته منذ قرون وآماد سبقت دخول الاسلام الى العراق,
وكيف لايفخرون بملك كان حيث لاملك للعرب خارج الجزيرة ولامملكة, بل إن كثير من القبائل الكبيرة لم تكن وجدت بعد!!!
وكان منهم الملوك المعاصرين لرسول الله ابني الجلندي,والذين دخلا في دين الله طوعا وحبا وكرامة, حينما كان غيرهم يفاخر بقطع الطريق وقتل أخيه ان لم يجد الا اخاه
ثم كان عشرات الملوك والسلاطين المتسلسلين من الدوحة الزهرانية الزاهرة والشجرة المباركة القاهرة,فمن ملك الى سلطان ومن إمبراطور إلى إمام حتى كان زمن اليعاربة الذين أسسو أكبر إمبراطورية خارج الجزيرة العربية تتبع لحكام من الجزيرة..وهذا أمر لم تعرفه الجزيرة الا في عهد اليعاربة الزهارين الطويل نسبيا(من عام1624الى عام1741), وعهد الخلفاء الراشدين القصير(من 10الى40هـ)
ثم حكمت والى اليوم الاسرة البوسعيدية التي تعود بأصولها لزهران,والتي تعد حكومة رشيدة من خيرة الحكومات العربية عدالة وتنمية ومساواة بين الحاكم والمحكوم,وبعدا عن الغرور والتجبر الذي قد يصيب بعض الحكام وصنائع الحكام
إلى جانب حياديتها الإيجابية وبعدها عن الإنخراط بالمؤامرات إثر المؤامرات وخوض المغامرات تلو المغامرات
ومن زهران كان عشرات الصحابة الأعلام المشهورين وعلى رأسهم أكـــبر راو لأحاديث الرسول وأحد الأعمدة التي تسلسل الينا عن طريقهم أشهر قراءة للقرآن الكريم وهو(الإمام العلم أبي هريرة رضي الله عنه),والصحابي الكبير الشهير الطفيل الدوسي رضي الله عنه وقد دعا رسول الله الى الهجرة الى بلاده ولكن الله كان قد اختار لحبيبه محمد أرض هجرته-طيبة الطيبة وهي أرض ليست غريبة على رسول الله إذ مر بها في طريق رحلته الى الشام قبل النبوة ولعله رغبها منذ ذاك-ومنهم الصحابي الجليل حافظ سر رسول الله وأسرار خلفاءه الراشدين وحامل خاتمه الشريف(معيقيب الدوسي رضي الله عنه)
إلى جانب وجود الاف الصحابة المغمورين والذين جهلهم الناس وعرفهم الله وقد أبلو في الفتوحات الإسلامية خير البلاء...والتابعين وتابعيهم بإحسان
كما كان منهم الكثير من الشيوخ الكرام والأمراء العظام والذين لن يحيط بعدهم كتاب ولا بإنجازهم حساب, فكيف نحصي ماصنعوا من أمجاد وخاضوا من ملاحم تتقطع من هولها الأكباد
هذه عجالة فقط نختصر فيها أكثر من ألفي سنة من الأمجاد المستمرة التي عز نظيرها لقبيلة أخرى