عرض مشاركة واحدة
قديم 28-06-2013, 01:20 PM   #7
عذبة الاوصاف
مشرفة مجلس الامارات
مشرفة القسم الرياضي
 
الصورة الرمزية عذبة الاوصاف
 







 
عذبة الاوصاف is on a distinguished road
Wink رد: (( ذكريات وطرائف وأساطير من الذاكرة الشعبية في الإمارات ))

بنت المطر

منذ الوهلة الأولى لمشاهدة هذه التسمية ( بنت المطر ) تتبادر إلى الأذهان عدة تفسيرات تدور في مجملها حول الجنس الناعم ، ولكننا لن نخذلك أيها القارىء الكريم ، فنحن بصدد الحديث عن إحدى أعضاء جمعية الجنس الناعم !!



بنت المطر ، حشرة شهيرة في تراث الإمارات ، ولا نعني بأنها أسطورة ، فهي حقيقة ، والكثير ممن عايشوا الحياة على طبيعتها البسيطة قد عرفوا أشياء لم يعرفها غيرهم ممن ترفعوا عن بساطة هذه الأرض الطيبة .



نعود إلى ( بنت المطر ) وهي حشرة من فصيلة العناكب ، ولكنها بالطبع ليست من تلك العائلة القبيحة فهي أجمل بكثير ، ونقول أنها سيدة كل العناكب وترجع تفاصيل حسنها إلى زهو لونها وجلدها المخملي الناعم .



وابنتنا ( بنت المطر ) ذات الملامح الجميلة صغيرة الحجم فهي بحجم حبة العدس ، أو أكبر قليلا ، وتوجد في الطبيعة بثلاثة ألوان ، الأحمر الداكن ، والفاتح ، والبرتقالي ، وقد اكتسبت هذه التسمية الجميلة من دورة حياتها ، التي تبدأ ببداية موسم المطر ، وتنتهي بانتهائه فهي تظهر فقط عند ما يكون المطر ( وسمي ) .



هناك فئة من أهل الإمارات يحتفلون في موسم الأمطار بذهابهم إلى الصحراء والبحث عن النباتات المختلفة التي تنبتها مياه الأمطار ، وتقليب الرمال أيضا بحثا عن بنت المطر ، وبالعثور عليها تغمر الفرحة وجدان الجميع ويبدأون في البحث عن المزيد ، وبإكمال العدد المطلوب يتم تقسيم الحصص بالتساوي وتبدأ طقوس الاحتفال وذلك بهرس بنت المطر تحت آذانهم ، فيخرج منها سائل برتقالي اللون يشبه الزعفران السائل وله رائحة عطرة جميلة ، وبهذه تكتمل طقوس الاحتفال .



قد يشمئز البعض من منظر الصورة السابقة وطريقة تفقيس بطن بنت المطر وإخراج محتوياته العطرية ، لكن هذا هو تراثنا ( مر وحلو ) .



عندما كنا صغارا وخاصة في فترة ما قبل الطفرة ، ذلك العصر الذهبي لا أعني ذهب المادة بل ذهب الأصالة والعلاقات الحميمة والحب من أجل الحب في تلك الفترة كنا نستعذب كل شىء ، كأطفال هذه الأيام ، كنا نحبها وتحبنا ، فليست بنت المطر وحدها التي لها حكايات معنا ، فهناك ( أم النقيع والصرناخ واليرادة ) .



وهناك حشرات أخرى لها ذكر في قصصنا الشعبية مثل ( العنسلانة وبوالختين وأبو بثن والشرص ) والكثيرالكثير من الحيوانات البرية والبحرية والطيور التي لها حكايات وقصص وأساطير .



بنت المطر الآن صارت منسية غائبة مثل الكثير من جماليات الأصالة في الإمارات ، وبم يعد أحد يبحث عنها ، ولم تعد تخرج من مخبأها ، ولم يعد ( الصرناخ ) يصدح بصوته الذي كان عليلا ليبشر بموسم الصيف ، كما كانت أخته بنت المطر تبشر بموسم الشتاء ، فهي الآن وأقرانها وحدائقها ( النباتات الصحراوية ) باتت تدهس بعجلات سيارات ( الفورويل ) وعشاق التزحلق على الرمال ، والصحراء صارت ملهى لعشاق الصحراء من ( التورست ) أعني السياح .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
عذبة الاوصاف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس