[عذبة الاوصاف]

سبعمئة وثلاث وسبعون صورة أرشيفية تشهد على عمق وأصالة الفن المعماري العماني، التقطتها عدسة محمد الزبير، مستشار السلطان قابوس بن سعيد للشؤون الاقتصادية والمصور المحترف الذي عَشِق الكاميرا والتاريخ فعشقاه منذ عقود .

يمثل صدور كتاب “رحلة عُمان المعمارية” حدثاً فارقاً في مجال توثيق التراث والثقافة في سلطنة عمان، البلد الذي يعود تاريخه إلى آلاف السنين والذي ساد دولاً عدة في ماضيه العريق، حيث يرصد الكتاب مراحل تطور العمارة العمانية منذ بداياتها الموغلة في القدم، وحتى تجلياتها المعاصرة، لقد كانت فكرة الكتاب صائبة إلى حد بعيد حين انطلقت من أن العمارة تحمل في طياتها تاريخاً وثقافة وتراثاً أتاح الكتاب سبر أغوارها للمهتمين أولاً وللأجيال القادمة ثانياً، وهو في ذلك يقدم خدمة جليلة بالحفاظ على التاريخ وإعادة بنائه تبعاً للشواهد الأصيلة على الأرض .

رعى حفل تدشين كتاب “رحلة عُمان المعمارية” هيثم بن طارق آل سعيد، وزير التراث والثقافة العماني، وذلك في متحف بيت الزبير الشهير في قلب العاصمة مسقط بحضور عدد من الوزراء والوكلاء والمهتمين .

وقد وضع محمد الزبير أرشيفاً مصوراً للعمارة التقليدية في سلطنة عمان يبدأ من جبال مسندم في أقصى الشمال العماني وصولاً إلى السهول الساحلية في محافظة ظفار الجنوبية على المحيط الهندي، مروراً بالمناطق الداخلية والصحراوية كافة في السلطنة والتي صور فيها محمد الزبير المباني التقليدية التي تشكل معلماً من معالم الفنون المعمارية .

وفي العمارة الدفاعية يتوسع المؤلف في رصد شواهد التحصين الدفاعي القوي في السلطنة عبر التاريخ كالحصون العسكرية، والقلاع وأبراج المراقبة التي تعد أيقونات رمزية لتاريخ الدولة وتراثها العظيم والتي أفرد لها مستشار السلطان مساحة كبيرة لاستعراض فنها المعماري الذي اعتبره الزبير أساس الفن المعماري العماني كله .

وحول العمارة المنزلية يقدم الكتاب نماذج من البيوت الخلابة المصنوعة من الطوب والواقعة على سفوح الجبال، إضافة إلى بيوت الصيادين المبتكرة المصنوعة من سعف النخيل، وكذلك بيوت علية القوم الأنيقة .

وخصص المؤلف فصلاً للفن المعماري المعاصر لاستعراض نماذج حية من المباني الرائدة في السلطنة مثل حصن الشموخ الذي يمثل التحديث المبتكر للعمارة الدفاعية العمانية، وجامع السلطان قابوس الأكبر الفريد من نوعه وأحد أهم المزارات في البلاد، ودار الأوبرا السلطانية، مروراً بعدد من المباني الأخرى السلطانية والخاصة .