عرض مشاركة واحدة
قديم 12-05-2014, 08:26 AM   #23
عذبة الاوصاف
مشرفة مجلس الامارات
مشرفة القسم الرياضي
 
الصورة الرمزية عذبة الاوصاف
 







 
عذبة الاوصاف is on a distinguished road
افتراضي رد: ( ملحــــق خاص عن الصناعات والحرف التقليدية في الامارات )

الموروث الشعبي منبت الهوية وقيم الانتماء


يعتبر الموروث الشعبي جزءاً مهماً من تاريخ وثقافة الشعوب، فهو الوعاء الذي تستمد منها عقيدتها وتقاليدها وقيمها الأصيلة ولغتها وأفكارها وممارستها وأسلوب حياتها الذي يعبر عن ثقافتها وهويتها الوطنية، وجسر التواصل بين الأجيال، وإحدى الركائز الأساسية في عملية التنمية والتطوير والبناء، والمكوّن الأساس في صياغة الشخصية وبلورة الهوية الوطنية.

مستودع معارف

وحول التراث وأهمية الموروث الشعبي، الذي يعد إحدى ركائز الهوية الوطنية قال الدكتور حمد بن صراي، الأستاذ المشارك في قسم التاريخ والآثار بجامعة الإمارات: «إن التراث أمر لا غنى عنه لتحديد الهوية، والحماية، والتفسير، والحفاظ على المكونات المادية المنقولة، والمباني التاريخية، والمواقع الآثارية، والمظاهر الطبيعية الثقافية»، وأشار إلى أن التراث يمتلك آلية دفاعية تجعله قادراً على استنفار الشعوب وحشد طاقاتها وتأمين تكاتفها، ودورها في عملية البناء.


تراث اجتماعي

مؤكداً أن التراث يمثّل قوّة دفع ومصدر ثقة، وليس نموذجاً جامداً أو مُقَوْلَباً، حيث أضاف: «أنه يضمّ رواسب الزّمن والحياة والسّلوك ويضمّ المباني والآثار، وما قدّمه الشعراء والكتّاب، وما أنتجه الإنسان مِن تراث اجتماعي حياتي كالأمثال والحكايات والعادات الاجتماعيّة وغيرها، وأن الموروث الشّعبي يحمل رؤية الشّعوب لأصولها ولأحداث تاريخها، ولذلك يحمل التاريخ الشعبي الذي يفي بالحاجات الاجتماعيّة والثّقافيّة للجماعة، ومن هذه المنطلقات يشكّل الموروث الشّعبي إحدى الركائز المهمّة للهُويّة الوطنيّة».


تراث باق

وقال الباحث والشاعر والمستشار سعيد بن كراز المهيري: إن تراثنا في الإمارات باقٍ فينا ورثناه من أجيالنا السابقة واكتسبنا منهم سلوكهم ورموزهم وأقوالهم المأثورة وحكمهم، وأمثالهم، وأخلاقهم. تراثنا في الإمارات باقٍ وخالدٍ، لأنه مجموع المعارف، والمعتقدات، والأدب، والعادات والتقاليد

وكل الممارسات التي اكتسبناها من جيل الآباء والأجداد ولانزال نمارسها في دولة الإمارات، حفاظاً على أساس تراثنا بحيث نؤديه ونمارسه يومياً من دون أن يقول لنا أحد هذا تراثكم.

لأن هناك قناعات إيديولوجية مستمدة من التراث الديني المتمثل بالإسلام والتراث القومي المتمثل بالعروبة والانتساب إليها، فهما نبعان يجعلان ابن الإمارات يعيش موصولاً بقومه ووطنه، شاعراً بالتناسق العقلي والعاطفي معها وبهذا الصدد أتذكر قولاً للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه،


وأسكنه فسيح جنانه يوم قال: «إننا نحرص على الاحتفاظ بتقاليدنا العربية الأصيلة وتراثنا القومي، وهي تقاليد نحبها وتوارثناها عن الأجداد عبر أجيال طويلة، إنها منقوشة في الصدور وسنحرص عليها دائماً مهما خطونا في ميادين الحضارة»، وأضاف لقد صدق، رحمه الله، بقوله بوجوب الاحتفاظ بتراثنا مهما خطونا في ميادين الحضارة.


تحديات حضارية

هذه القضية تثير الاعتزاز كما تثير القلق في مجتمع الإمارات، لأن احتمال نزوغ الشباب في المجتمع إلى الانبهار بالحضارة الغربية ومحاولة تقليدها، يجعلنا نقف حذرين من أن يقضي ذلك على معظم التراث.

أمام هذه التحديات وغيرها يجب أن نوفق بين قوى التراث وقوى التجديد. أي أن نؤمن بأن الأمس غير اليوم، وذلك بالأخذ من تراث الأقدمين بما يمكن تطبيقه اليوم.


شخصيات اماراتية



وقال ناصر العبودي، باحث ومتخصص في الآثار والتراث، وعضو اللجنة الدائمة للآثار والمتاحف في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم سابقاً في جامعة الدول العربية: «التراث الشعبي في الإمارات يمثل شعب الإمارات، ودولة الإمارات بلد موغلة في القِدمْ، يزيد تاريخها وحضارتها على خمسة آلاف سنة، وفي هذه الفترة الطويلة ظهرت أنماط وعادات وتقاليد كثيرة، ولكن إذا أردنا أن نبحث في موضوع التراث الشعبي وعادات البلد فإننا نستطيع أن نحدد القرن الثامن عشر الميلادي كمرحلة استمرت حتى هذا اليوم، حيث إن العناصر البشرية المواطنة والوافدة عاشت وامتزجت وكونت عادات وتقاليد وأنماط محددة».


وذكر أيضاً: «إن لمجتمع دولة الإمارات عادات وتقاليد تختلف عن غيرها من المجتمعات وتقترب هذه العادات مع سلطنة عمان ومع قطر ومع دول الخليج الأخرى، وأيضاً تقترب بعض هذه العادات مع الدول المجاورة مثل الهند وباكستان وإيران وإفريقيا، ومجمل هذه العادات تُشكل الشخصية الإماراتية، أو الشخصية الوطنية التي نعتز بها»، وقد أشار إلى التغيير الذي يحصل نتيجة الظروف الحضارية التي تحدث يومياً بسبب التغييرات التقنية والتطورات وغيرها.


صمود الثقافة


وقال الشاعر أحمد الماجدي البدواوي: «في عالم تتسارع فيه وتيرة تطور الحياة وتغييرها وتتنامى وسائل التواصل بين الحضارات المختلفة فاسحة المجال لمفهوم جديد يسمى «العولمة» أن يشكل الخطر الأبرز لصمود الثقافات المحلية والهاجس الأكبر لها، يبزغ نجم التراث الشعبي كأمل وحيد في سبيل الحفاظ على موروثنا الثقافي وهويتنا الوطنية.


وفي اللحظة التي قد يقلل الكثيرون من أهمية البرامج والأنشطة التراثية في عالم أصبح لا يدرك بالفعل أهمية الماضي، يكافح أولئك الذين يملكون بصيرة تنظر إلى مستقبلنا الإنساني والاجتماعي من أجل أن يؤسسوا لغد لا يتنصل من ملامح حضارتنا الأصيلة، والتي امتدت بجذورها في عمق التاريخ العربي والإسلامي.

وفي دولة الإمارات، أدرك المؤسسون منذ البدايات أن مسيرة التنمية والبناء وجب ألا تعلو على حساب هويتنا الوطنية التي يحفظها تراثنا الشعبي الغني، الأمر الذي رسخه المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بقوله: «من ليس له ماض، ليس له حاضر أو مستقبل».


واليوم، نعيش تحديات متنامية في سبيل الحفاظ على هويتنا الوطنية في ظل تركيبة سكانية معقدة وواقع يفرض علينا مجاراة التطور الحضري والتغيرات الاجتماعية المتلاحقة. ولا سبيل نحو الحفاظ على هذه الهوية الوطنية في ظل هذه التحديات سوى العمل بجد للحفاظ على تراثنا الشعبي وترسيخه في نفوس أبنائنا ليصبح جزءاً من واقع حياتهم اليومية».

توثيق الموروث

الخبير الإعلامي الدكتور علي قاسم الشعيبي قال: «في مجتمع مثل مجتمع الإمارات الذي يضم في جنباته أكثر من 200 جنسية محملة بثقافات متعددة وعادات وتقاليد مختلفة، من المهم أن تقوم مجموعة من الأجهزة وعلى رأسها وسائل الإعلام بتوثيق الموروث الشعبي وتعزيز الممارسات على مستوى العادات والتقاليد وعلى مستوى القيم المتوارثة، ذلك أن هذا التعزيز يحتاج إلى برامج ممنهجة تبدأ من المراحل الدراسية الأولى في رياض الأطفال، ويجب أن تستمر في المراحل الدراسية المختلفة، ولكن يبقى العامل الأساس هو أن تصل رسائل مركزة بالصوت والصورة إلى المتلقي ليبقى على اتصال بهذا التراث في جانبه المعزز لبعض السلوكيات»، وأشار إلى أن الموروث الشعبي ليس ذلك الموروث الذي يتم التعامل معه على شكل فولكلوري متمثلاً في الزي والملابس وبعض الأكلات الشعبية وغيرها، وإنما الموروث الذي يمكن أن يعزز القيم المجتمعية، وبما نصل إليه من خلال تسليط الضوء على السلوكيات المرتبطة بين جيل الآباء وجيل الأبناء، وتعزيز قيم التواصل والنبل والكرم والانتماء للأرض والولاء، والتصدي للتيارات والأفكار الدخيلة التي تهدد أمن واستقرار المجتمع وتهدد المقدرات والقيم والتقاليد التي توارثتها الأجيال أباً عن جد.

الحاصلة
النهمة سيمفونية ترسم صدى الغوص

إبراهيم جمعة:

النهمة فن متميز من فنون البحر القديمة في الإمارات والخليج، وهو فن يتميز به نخبة من محترفي الغوص من ذوي الأصوات الجميلة المميزة التي تطرب وتشجي كل من هم على سفينة الغوص بداية من النواخذة، حتى آخر شخص فيها، وحينما يندمج النهام في نهمته ترى أن ملامحه وصوته ينفعلان مع الكلمة التي يتغنى بها وينعكس هذا على كل من يشاهده من أفراد السفينة لدرجة أنه إذا كانت هناك سفينة مجاورة للسفينة التي ينهم عليها النهام تسمع أصوات الاستحسان تأتي منهمرة من السفينة المجاورة وممن عليها إعجابا بأداء النَّهّام وتسمع لأصواتهم صدىً يعني الإعجاب والتشجيع وهنا ينتشي النهام ويعيش مع النهمة.

فنان مرهف

وأذكر مرة أنني كنت في باريس في مسرح اليونسكو وكان المشاهدون خليطا من الجنسيات وبينهم دبلوماسيون وزراء فرنسيون ومعنيون بالثقافة من السفارات المختلفة في باريس، وقد حضروا لمشاهدة الأسبوع الثقافي الخليجي، وكان من ضمن المشاركين النهام البحريني الشهير سالم العَلاّن رحمهُ الله، وكان كفيفا ولكن عينيه أبصرتا بنهمته وكأنه يرى الحاضرين بقلبه وصوته وأذكر أن هناك سيدةً فرنسية جالسة بجانبي وهي مستشرقة فلما سمعت سالم العلاّن يؤدي نهمته بكت من شدة التأثر، لأن سالم العلان ليس صوتا فقط بل هو فنان حساس مرهف، وخصوصا إذا حاوره في النهمة النهام البحريني الشهير أبوطْبينِة فتكون بينهم (وَلْمِة) يعني تناغم وانسجام في الإحساس و الأداء.


ومن يشاهدهما يرى سيمفونيةً بحرينية جميلة من فنانَين رائعين أوصلا صوتيهما إلى العالم الغربي بالإحساس الصادق فصدقُ الاحساس هو الذي يميز الفنان، ويرتقي به وهناك الكثير من النهامين المميزين في الإمارات الذين أطربوا الناس واسعدوهم مثل بوسماح وعبدالله محمود ممن أذكرهم، وهم امتداد لمن سبقوهم في الخمسينيات والأربعينيات من القرن الماضي، كما أذكر من الخليج سعد الجفّال وصالح العبيد، هؤلاء الذين صاحبوا أمواج الخليج العربي وكانت الأمواج تنهم معهم سمفونية موحدة متلاحمة فيها أصوات النهامة ممتزجة بأصوات الأمواج لكي يستمرالموج مدى الدهر يكتب على شواطئ الخليج ذكرياته عن أرواحهم وسيرتهم رحمهم الله.

فن جميل

ولابد لنا الآن أن نتبنى أصواتا شابة تؤدي النهمة لكي يستمر هذا الفن الجميل المميز في الصولفيج (وهو تمرين الصوت وكيفية أداء النهمة)، وقد بدأت الكويت بذلك فأثمر هذا الاهتمام بظهور النهام الشاب سلمان العَمّاري، الذي ينهم ويغني جميع ألوان فنون الغوص وكذلك اهتمت قطر بهذ الأمر فظهر النهام القطري أبوصبَّار منصور المهنِّدي، ونجد ذلك الاهتمام كذلك في البحرين وذلك بالاهتمام بمجموعة من الشباب الذين يمارسون فن النهمة وقد تم تدريبهم تدريباً جيداً.


ونأمل أن يكون هناك اهتمام في الإمارات بهذا الفن الجميل الراقي، لهذا أتمنى من وزارة الثقافة أن تعتني بهذا الموروث الجميل وتمرن أبناء الإمارات ممن يمتلكون أصواتا جميلة على أداء هذا الفن الخالد.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة عذبة الاوصاف ; 12-05-2014 الساعة 08:33 AM.
عذبة الاوصاف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس