رد: صفحات من الماضي
هناك مايسمة بالفزعة
وهي يتصف بها اهلنا منذ القدم وهي تاتي تلقائية العنصر والعادات ومايسمى بالشيمة والمقدرة على مساعدة الغير
وهنا بعض النقاط .. والامثلة للفزعة او المساعدة في انجاز شي يقوم به الاخرين ولايتم ولاينتهي ذلك العمل
الا بتكاتف الاخرين معاااااا واليوم عندك يافلان واليوم الثاني عند الاخرين ..
1- تتم الفزعة في ارسال عدد معين من الرجال والحريم الى مساعدة عائلة الفلاينة من اجل ان عندهم يوم
غذا حصد ثمارهم مثل الحنطة والشعير والمشعورة ويكون العمل منذ الصباح حتى قبل المغرب ويكون هناك
فترة توقف لتناول طعام الفطور والغداء .. ويقوموا بانجاز او صرام ذلك الركيب او القطع الكبيرة ..
2- تتم الفزعة في طينة المنازل العامرة حديثاَ وتسقيفها من قبل مجموعة من الرجال والحريم الذي منهو من يحضر الماء بالقرب من الوادي ومنهو من يحضر الطينة والعتاد لتكملة طينة سطح هذا المنزل من التراب الناعم بعد تسقيفة
من الخشب ولحاء الشجر .. ويكون هناك ..اهازيج ..يغنون بها المجموعة ..
3- هناك الفزعة في جلب الحطب من الوديان قبل العرس بايام وذلك لاستخدامه في طبخ عشاء العرس قبل قصور الافراح وغيرهااااا .. بالاضافة الى أستلاف الادوات التي تستخدم في العرس مثل .. الزوالي والخصف الذي يمد عليه
القرى ( اي العشاء ) بالاضافة الى جلب اي مساند او زوالي تفرش فقط في واجهة المجالس ..
وكل ما يتلق بالعرس كلها سلفه من الجيران حتى ينتهي العرس ويتم ارجاعهاااا
وكانت صفة حميمة يقتدي بها ربعنا قديمااا وتمسى الود والتسامح والفزعات في وقت الضيق ..
ومثل ماقلت لكم الكل هنا سواسية لايوجد كبير الناس متساوية في النفوس والاخلاق الحميدة ..وكثرة الشيمة
وهذا العمل ليس بالقرية الواحدة بل يكون هذا سائر للقرى المجاورة .. يتم السلف والمساندة والمساعدة
* واختصار لهذه المواضيع او المسميات التي يتم فيها الفزعة مثل الحرث والدمس والصرام والدياس والذراية
4- بعض البيوت او العوائل خلال موسم الصيف او الخريف لايوجد لهم انتاج نظرا لقلة اليد العاملة او عدم وجود
مزارع او اتساع في البلاد ويقوم الاخرين بأعطاء هذا البيت بماتجود بهم انفسهم اهداء او صدقة ليبارك
الله لهم في محصولهم وانتاجهم ولايمكن ياكلون الجيران وانت لايوجد لديك شي فيقوموا بارسال من الاشياء التي
لديهم .. ويسمى ذلك طيبة النفوس وسعة الصدر ..
واتذكر بعض البيوت والشيبان الله يرحمهم ويسكنهم فسيح جناته كل موسم لانتاج العسل يقوم بتوزيع نصفه الى جيرانه
ليطعمهم من انتاج ما يسره الله له والله يبارك له في ذلك العسل ..
وبطيبة نفس وشيمة وكرم البيوت العامرة بالارزاق وكلما يوزع الله دائما يبارك له في البقية من ما يملك ....
عادات وتقاليد غابت عن عصرنا هذا كثيرا ... وقل الرزق ... من تلك .. الارزاق التي كانت تأتي بارادة الله
سبحانه وتعالى .. الان البلاد الزراعية أيلة للسقوط وتنتج شوك .. والمساقي صارت عثري .. وتنتج أشجار
يابسة الشكل .. والامطار مهما سقطت لايمكن تروي عطش الارض التي انتهت بأنتهاء كبيريا وشموخ اصحابها
الاولين .رحمة الله عليهم ...
تخيل اخي الكريم كم كانت الفزعة لها صدى كبير في نفوس الاخرين من قيم واخلاق ورضاء الله سبحانه
وتعالى على هذه الارض من شيوخها ..
الان تغيرت الارض بمافيهاا من خلق والانفس ضاقت والقلوب قست .. ولاعاد سوى الابتسامة الغير صادقة
ولن اقول الا الدنيا بخير يابشر فهل نبادر بتغيير انفسنا وقلوبنا ليعود الينا الرزق والخير ..
والاهم في ذلك التواصل ..وصلة الرحم .. وزيارة المريض .. وعدم نقل الكلام الغير مفيد ..
لنتقرب من الله ليرحم ماتبقى لنا من عادات وتقاليد .. وتكملة مابناه لنا الاوليين ..من خير .
صفات أبائنا واجدادنا منذ القدم كانت مليئة بالعبر والشموخ .. ولو دونت مجلدات لن اوفيهم حقهم رحمة الله
عليهم .. ولكن اختصرت وذكرت لكم نموذج مبسط من
( شعار الفزعة والشيمة والكرم )
تقبلوا خالص التحية والتقدير
ومن لدية تكملة لهذا العطاء فليتفضل .. والى اللقاء ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعديل الأخير تم بواسطة ابو يزيد الحريري ; 25-12-2010 الساعة 12:50 AM.
|