عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19-10-2022, 09:30 PM
الصورة الرمزية الوليدنت
الوليدنت الوليدنت غير متواجد حالياً
 






الوليدنت is on a distinguished road
افتراضي ((عيون المها بين الرصافـة والجسـر))

((عيون المها بين الرصافـة والجسـر))

قدم علي بن الجهم على المتوكل، و كان بدويًّا جافياً، فأنشده قصيدة قال فيها :
أنت كالكلب في حفاظـك للـود و كالتيس في قراع الخطوب
أنت كالدلو لا عدمنـاك دلـواً
من كبار الدلا كثيـر الذنـوب
فكاد من كان في مجلس المتوكل ان يبطشوا به ظناَ منهم انه يهجوا المتوكل
لكن المتوكل عرف قوته ، و رقّة مقصده و خشونة لفظه ، وذلك لأنه وصف كما رأى و ‏لعدم المخالطة و ملازمة البادية . فأمر له بدار حسنة على شاطئ دجلة فيها بستان يتخلله نسيم ‏لطيف و الجسر قريب منه ، فأقام ستة اشهر على ذلك ثم استدعاه الخليفة لينشد ، فقال :‏

عيون المها بين الرصافـة والجسـر
جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

خليلـي مـا أحلـى الهـوى وأمـره
أعرفنـي بالحلـو منـه وبالـمـرَّ !

كفى بالهوى شغلاً وبالشيـب زاجـراً
لو أن الهوى ممـا ينهنـه بالزجـر

بما بيننا مـن حرمـة هـل علمتمـا
أرق من الشكوى وأقسى من الهجر ؟

و أفضح من عيـن المحـب لسّـره
ولا سيما إن طلقـت دمعـة تجـري

وإن أنست للأشياء لا أنسـى قولهـا
جارتها : مـا أولـع الحـب بالحـر

فقالت لها الأخـرى : فمـا لصديقنـا
معنى وهل في قتله لك مـن عـذر ؟

صليه لعل الوصـل يحييـه وأعلمـي
بأن أسير الحب فـي أعظـم الأسـر

فقالـت أذود النـاس عنـه وقلـمـا
يطيـب الهـوى إلا لمنهتـك الستـر

و ايقنتـا أن قـد سمعـت فقالـتـا
من الطارق المصغي إلينا وما نـدري

فقلت فتـى إن شئتمـا كتـم الهـوى
وإلا فـخـلاع الأعـنـة والـغـدر

فقال المتوكل : أوقفوه ، فأنا أخشى أن يذوب رقة و لطافة !

تحياتي لكم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس