اليوم الوطني له دلائل في إرساء دعائم العطاء والنماء الذي نعيشه أمنًا واستقرارا ورفاهية، فهو يوم نستذكره في كل عام يعيد لنا جميعا أمجاد أمتنا وبطولات رجالاتنا.
ومع ذكرى هذا اليوم نستشعر المعاني الوطنية التي شكلها دخول الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود لمدينة الرياض في الخامس من شوال عام 1319هـ ونذكره بالفخر والاعتزاز كيف حول شتات الامس الى وحدة صف نتائجها ثمار نهضة تنموية شاملة.
فهذا اليوم هو مولد أمة تركزت على عوامل الاستقرار والأمن والرخاء في ظل الشريعة الاسلامية السمحة، وهو يوم ذكرى تمر علينا نفخر بها جميعا نحن ابناء هذه البلاد بسيرة قائد فذ فرض مكانة الوطن بجدارة ودونها في صفحات التاريخ وخلدها في الأذهان ذلك لأنه انجاز عظيم تمثل في توحيد المملكة وبدأ مسيرته الخيرة نحو آفاق البناء والنمو والفاعلية على المستوى الداخلي والاقليمي والدولي والريادة للعالم العربي والاسلامي، ولا شك ان هذا الانجاز تحقق بالكثير من الجهد والتضحيات التي قدمها المؤسس طيب الله ثراه ورجاله المخلصون الأوفياء.
اليوم الوطني للمملكة ذكرى تستحق التأمل والتفكير لأن ما حدث يعتبر من المعجزات الفريدة في التاريخ المعاصر، كما انه يعتبر وقفة نسترجع فيها كيف كانت بلادنا بالامس وكيف اصبحت اليوم وكم من انجاز تحقق على أرضها عطاء تجاوز عقبات التضاريس وتصحر الأرض وقلة الموارد المائية ليحقق الانجاز والاعجاز في شتى مجالاتها الزراعية لتتحول بلادنا من دولة مستوردة الى مصدرة.
وقراءة موجزة لسجل انجازات النهضة الشاملة التي شهدتها مملكتنا في ذكرى اليوم الوطني كافية بأن تمنحنا الثقة في المستقبل الذي ينتظره ناشئة الاجيال من ابناء المملكة العربية السعودية اذ كان امتداد التنمية المتوازية والمتوازنة شموليا تزامنت معها تنمية تعليمية بمستوياتها المختلفة لتمتد مظلة التعليم من رحلة الأساس حتى الجامعي المتخصص في أدق التخصصات وأكثرها ندرة متجاوزة ذلك الى تعليم المعاقين الخاص وتعليم كبار السن.
فيما امتدت مظلة الرعاية الصحية لتتكامل عبر مستوياتها من الرعاية الطبية لتقديم رعاية صحية متخصصة ودقيقة على أعلى المستويات من الكفاءة بالاضافة الى الصناعة التي اصبحت تتصدر قائمة الدول تصديرا لمنتجاتها الصناعية بالاضافة الى الكثير من الانجازات التي حققتها في الكثير من مجالاتها المختلفة.
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز واصلت المملكة تطورها ونماءها فأصبحت مضرب المثل، فهي قيادة اتخذت القرآن دستورا لها وأرست تعليمه في كل مناحي الحياة وهي ميزة تنفرد بها بلادنا عن غيرها من باقي البلدان.