بلاد السرو التي يسكنها بجيلة وزهران وغامد وسواهم من القبائل مخصبة كثيرة الأعناب وافرة الغلات ، وأهلها فصحاء الألسن ، لهم صدق نية وحسن أعتقاد ، وهم إذا طافوا بالكعبة يتطارحون عليها ، لائذين بجوارها ، متعلقين بأستارها ، داعين بأدعية يتصدع لرقتها القلوب وتدمع العيون الجامدة ، فترى الناس حولهم باسطي أيديهم مؤمنين على أدعيتهم . ولا يتمكن لغيرهم الطواف معهم ، ولا استلام الحجر ، لتزاحمهم على ذلك . وهم شجعان أنجاد ، ولباسهم الجلود ، وإذا وردوا مكة هابت اعراب الطريق مقدمتهم ، وتجنبوا اعتراضهم ، ومن صحبهم من الزوار حمد صحبتهم.