عرض مشاركة واحدة
قديم 02-09-2018, 07:46 AM   #158
شاذان اليحمدي
 
الصورة الرمزية شاذان اليحمدي
 







 
شاذان اليحمدي is on a distinguished road
افتراضي رد: الشنفرى ليس صعلوكاً وقبره في زهران

بارك الله فيك على الطرح

الاسم. عمرو بن مالك

اخواله من بني عدي بن كعب من دوس بني فهم من زهران.

الصعلوك لغة هو الفقير الذي لايملك المال ، ولكن تجاوزت الكلمة من بعد معناها, وأخذت معاني أخرى ، فاطلقت على قطاع الطرق ، ألذين يقومون بعمليات السلب والنهب ، وهذا ما نـُبرىء الشنفرى منه ولا نميل للإتهامات التي وردت اليه في هذا الشأن في كتب التاريخ لأنها أصلاً لم تخضع للتمحيص والتدقيق ولن نميل اليها ولن نقبلها ونحن منها في شك كبير لأن قصائده تنطق بلسان حاله وهي تعكس شخصيته بصدق ، فهي تقول عكس هذا تماماً ولا يمكن للشاعر أن يكذب ابداعه الشعري والشعر يمثل الشاعر، فهو جزء من شخصيته، ويعكس ما بداخله من أحاسيس في شعوره ومشاعره.
شاعر يتفوّه بنظم مثل هذا الكلام السديد ، أليس ذو عزّة وحكمة وأخلاق حميدة، فلاميته عند العرب قد بلغت القمة من المقدرة على التصوير والتجسيد ويكفى أنها تشمل على بعض الصور الأدبية التى تلفت النظر إلى هذه اللامية وهذا يدل على جودة العمل الأدبى، فهى ذات أهمية فى الأدب العربى حيث تنازع عليها العرب والعجم بمعنى إنها درة فى الأدب العربى كله.

ومع كل هذا يُرمى بالصعلكة بمعانيها السلبية ،ثم يأتي الرواة يلفقون عليه ماشاءوا من قصص وأقاويل.

حقيقة يؤسفني ان اعضاء المنتدى من ابناء زهران لايعرفون مامعنى الشنفرى وهو لفظ دارج من ألالفاظ المستخدمة لدينا كانت ومازالت تطلق على الشخص عندما ينتابه حالة انفعال وتغير في السلوك وعدم السيطرة على مشاعر الغضب.

الشنفرى ثأر لأبية عندما كبر وعلم بمقتله والثأر هي عادة من عادات الجاهلية،وكان أبوه في موضع من أهله ولكنه كان في قلة , فلما رأت أم الشنفرى أن ليس يطلب بدمه أحد ارتحلت به الى اهلها بني عدي بن كعب من دوس بني فهم من زهران، وقاتل أبيه سيد من سادات بني سلامان بن مفرج الشرفاء الأجلاء فطالما هو سيدهم ولاتقوم القبيلة إلا بأمره فمن يأخذ بثأره فلم يطلبوه وتركوه والشنفرى يومئذ مولود صغير ولكن من عادات العرب الثأر لايتقادم بتقادم الزمان والسنوات ومن لم يأخذ بالثأر يوصف بالمذمة والعار ، وعندما أخذ بثأر ابيه وقام بقتل قاتل أبيه ، جعل يغير على جماعته بني سلامان بن مفرج بن مالك بن زهران في بيده فيقتل كل من أدرك منهم انتقاماً منهم ، ولذلك فإن عملية الثأر قد تقع على الشخص الجاني وقد تقع على غيره بأن يقتل ولي الدم أحد أقارب القاتل أو واحداً من عشيرته، كما أن الثأر قد يقتصر على قتل شخص واحد مقابل القتيل، وقد يتجاوز إلى قتل عدد أكبر كما هو الشائع في معظم قضايا الثأر التي سادت المجتمع الجاهلي وارتبطت بشخصية الإنسان العربي ونظامه القبلي القائم على العصبية والتفاخر بالكثرة والانتقام بأعلى قدر من الشدة والقسوة .

أما ماقيل انه اسر وانه عبد وأنه سمي الشنفرى لغلظ شفتاه كل هذا الكلام ليس بصحيح.

حبكوا حوله الأساطير الأخرى غير قتله المائة الأشداء الأقوياء فخطواته الجبارة تقارب العشرين مترا ، لا تلحق به الخيول الأصيلة ،
وقدموه لنا باسم (ثابت بن أوس الأزدي) على أغلب الروايات ،وجعلوه صعلوكاً قاتلاً ، لقد وقع الرواة والأخباريون والمؤرخون في خلط كبير ، ونقلوا إلينا الأخبار دون تمحيص دقيق ، أو تحكيم لعقل سليم ، سوى الأعتماد على سند يحسبونه ثقة.

ما أكثر الشعراء الذين ذكروا (أم عمرو) في أشعارهم، ويبدو لي أن الكنية هي لامرأة ليست معينة يتوجه إليها الشاعر، وليس شرطًا أن يكون لها ابن اسمه عمرو. بمعنى آخر قد تكون خطابًا عامًا، ثم إن هناك عشرات الأبيات في شعر كُثيّـر والمجنون وجميل بثينة ويزيد بن الطثرية، وعمر بن أبي ربيعة، فهل عشق كل منهم امرأة تكنى أم عمرو؟

وهذا الاختلاف بحد ذاته يثبت أن ليس هناك ضرورة أن يكون الخطاب لامرأة تخص الشاعر -اسمها أم عمرو، إذن (أم عمرو) كنية لامرأة ليست محددة بالضرورة، ومع ذلك فإن هذا الرأي الذي أسوقه لا يمنع أن تكون هناك (أم عمرو) حقيقية في خطاب الشنفرى وقد تكون والدته على أغلب الاحتمالات. هذا والله اعلم.
شاذان اليحمدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس