عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 22-07-2012, 02:44 PM
الصورة الرمزية ابو عادل العدواني
ابو عادل العدواني ابو عادل العدواني غير متواجد حالياً

إداري أول
 






ابو عادل العدواني is on a distinguished road
افتراضي وجاء الضيف الكريم

[align=CENTER][tabletext="width:100%;background-image:url('http://www.zahran.org/vb/backgrounds/21.gif');"][cell="filter:;"][align=center]


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده وعلي آله وصحبه وسلم .

[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
[align=CENTER][tabletext="width:100%;background-image:url('http://www.zahran.org/vb/backgrounds/21.gif');"][cell="filter:;"][align=center]

..........
ها قد جائكم ضيف كريم يطرق باب القلوب والجوارح من جديد ليعلقها برب البرّيات ويزهدها في الدنيا وما فيها من شهوات
ضيف جاء ومع من الماء النقي ليغسل الأوزار والمعاصي والذنوب التي بها فسدت الجوارح وقتلت القلوب
ضيف من تركه بدون تكريم ولا حسن ضيافه خسر وخاب وندم وظل في غياهب الظلم والظلمات
ومن أحسن لقائه فلح وأدرك النجاح وسار علي درب الصالحين واشعل نوراً في قلبه

هذا الضيف هو رمضان
أتى رمضان مزرعة العباد ... لتطهير القلوب من الفساد
فأد حقوقه قولا وفعلا ... وزادك فاتخذه للمعاد
فمن زرع الحبوب وماسقاها ... تأوه نادما يوم الحصاد

يا من طالت غيبته عنا قد قربت أيام المصالحة يا من دامت خسارته قد أقبلت أيام التجارة الرابحة من لم يربح في هذا الشهرففي أي وقت يربح من لم يقرب فيه من مولاه فهو على بعده لا يربح

كم ينادي حي على الفلاح وأنت خاسر كم تدعى إلى الصلاح وأنت على الفساد مثابر.
إذا رمضان أتىمقبلا ... فاقبل فبالخير يستقبل
لعلك تخطئه قابلا ... و تأتي بعذر فلايقبل
كم ممن أمل أن يصوم هذا الشهر فخانه أمله فصار قبله إلى ظلمة القبر كم من مستقبل يوما لا يستكمله ومؤمل غدا لا يدركه إنكم لو أبصرتم الأجل ومسيره لأبغضتم الأمل وغروره

فكم خربت من ديار وكم أخلت ديارا من أهلها فما بقي منهم دياركم أخذت من العصاة بالثار كم محت لهم من آثار

يا صاحب الذنب لا تأمن عواقبه ... عواقب الذنب تخشى وهي تنتظر
فكل نفس ستجزى بالذي كسبت ... و ليس للخلق مندي انهم وزر

أين حال هؤلاء الحمقى من قوم كان دهرهم كله رمضان ليلهم قيام ونهارهم صيام
باع قوم من السلف جارية فلما قرب شهر رمضان رأتهم يتأهبون لهويستعدون بالأطعمة وغيرها فسألتهم فقالوا نتهيأ لصيام رمضان فقالت: وأنتم لا تصومونإلا رمضان لقد كنت عند قوم كل زمانهم رمضان ردوني عليهم.

باع الحسن بن صالحجارية له فلما انتصف الليل قامت فنادتهم: يا أهل الدار الصلاة الصلاة قالوا: طلع الفجر؟ قالت: أنتم لا تصلون إلا المكتوبة ثم جاءت الحسن فقالت: بعتني على قوم سوءلا يصلون إلا المكتوبة ردني ردني قال بعض السلف: صم الدنيا واجعل فطرك الموت الدنياكلها شهر صيام المتقين يصومون فيه عن الشهوات المحرمات فإذا جاءهم الموت فقد انقضىشهر صيامهم واستهلوا عيد فطرهم.

وقد صمت عن لذات دهري كلها ... ويوم لقاكم ذاك فطر صيامي
من صام اليوم عن شهواته أفطر عليها بعد مماته ومن تعجل ما حرم عليه قبل وفاته عوقب بحرمانه في الآخرة وفواته وشاهدوا

ذلك في قوله تعالى: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا}

وقول النبي صلى الله عليه وسلم:
\"من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة ومن لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة\" .
أنت في دار شتات ... فتأهب لشتاتك
واجعل الدنيا كيوم ... صمته عن شهواتك
وليكن فطرك عند الله ... في يوم وفاتك

خطب عمر بن عبد العزيز آخر خطبة خطبها فقال فيها: إنكم لمتخلقوا عبثا ولن تتركوا سدى وإن لكم معادا ينزل الله فيه للفصل بين عباده فقد خابوخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء وحرم جنة عرضها السموات والأرض ألا ترونإنكم في أسلاب الهالكين وسيرتها بعدكم الباقون كذلك حتى ترد إلى خير الوارثين وفيكل يوم تشيعون غاديا ورائحا إلى الله قد قضى نحبه وانقضى أجله فتودعونه وتدعونه فيصدع من الأرض غير موسد ولا ممهد قد خلع الأسباب وفارق الأحباب وسكن التراب وواجهالحساب غنيا عما خلف فقيرا إلى ما أسلف فاتقوا الله عباد الله قبل نزول الموتوانقضاء مواقيته وإني لأقول لكم هذه المقالة وما أعلم عند أحد من الذنوب أكثر مماأعلم عندي ولكن أستغفر الله وأتوب إليه ثم رفع طرف ردائه وبكى حتى شهق ثم نزل فماعاد إلى المنبر بعدها حتى مات رحمة الله عليه.
يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب ... حتى عصى ربه في شهر شعبان
لقد أظلك شهر الصوم بعدهما ... فلا تصيره أيضا شهرعصيان
واتل القرآن وسبح فيه مجتهدا ... فإنه شهر تسبيح وقرآن
فاحمل على جسدترجو النجاة له ... فسوف تضرم أجساد بنيران
كم كنت تعرف ممن صام في سلف ... منبين أهل وجيران وإخوان
أفناهم الموت واستبقاك بعدهم ... حيا فما أقرب القاصي منالداني
ومعجب بثياب العيد يقطعها ... فأصبحت في غد أثواب أكفان
حتى يعمرالإنسان مسكنه ... مصير مسكنه قبر لإنسان

ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضيالله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: \"كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشرأمثالها إلى سبعمائة ضعف قال عز وجل: إلا الصيام فإنه لي وأنا الذي أجزي به إنه تركشهوته وطعامه وشرابه من أجلي للصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربهولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك\" وفي رواية: \"كل عمل ابن آدم له إلاالصيام فإنه لي\" وفي رواية للبخاري: \"لكل عمل كفارة والصوم لي وأنا الذي أجزيبه\" وخرجه الإمام أحمد من هذا الوجه ولفظه: \"كل عمل ابن آدم له كفارة إلا الصوموالصوم لي وأنا أجزي به\" .
فعلى الرواية الأولى: يكون استثناء الصوم من الأعمالالمضاعفة فتكون العمال كلها تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لاينحصر تضعيفه في هذا العدد بل يضاعفه الله عز وجل أضعافا كثيرة بغير حصر عدد فإنالصيام من الصبر وقد قال الله تعالى:

{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَأَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}

ولهذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنهسمى شهر رمضان شهر الصبر.
وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه وسلم قال: \"الصوم نصفالصبر\" خرجه الترمذي.
و الصبر ثلاثة أنواع: صبر على طاعة الله وصبر عن محارمالله وصبر على أقدار الله المؤلمة

و تجتمع الثلاثة في الصوم فإن فيه صبراعلى طاعة الله وصبرا عما حرم الله على الصائم من الشهوات وصبرا على ما يحصل للصائمفيه من ألم الجوع والعطش وضعف النفس والبدن وهذا الألم الناشىء من أعمال الطاعاتيثاب عليه صاحبه كما قال الله تعالى في المجاهدين: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لايُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلايَطَأُونَ مَوْطِئاً يُغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاًإِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَالْمُحْسِنِينَ}

و اعلموا أن مضاعفة الأجر للأعمال تكون بأسباب منها شرفالمكان المعمول فيه ذلك العمل كالحرم ولذلك تضاعف الصلاة في مسجدي مكة والمدينة كماثبت ذلك في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

\"صلاة في مسجديهذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام\"

وفي رواية: \"فإنه أفضل\" وكذلك روي: \"أن الصيام يضاعف بالحرم\" وفي سنن ابن ماجة بإسناد ضعيفعن ابن عباس مرفوعا: \"من أدرك رمضان بمكة فصامه وقام منه ما تيسر كتب الله له مائةألف شهر رمضان فيما سواه\"

وذكر له ثوابا كثيرا ومنها: شرف الزمان كشهررمضان وعشر ذي الحجة وفي حديث سلمان الفارسي المرفوع الذي أشرنا إليه في فضل شهررمضان: \"من تطوع فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيهفريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه\" وفي الترمذي عن أنس: سئل النبي صلى اللهعليه وسلم أي الصدقة أفضل؟ قال: \"صدقة في رمضان\" وفي الصحيحين عن النبي صلى اللهعليه وسلم قال: \"عمرة في رمضان تعدل بحجة\" أو قال: \"حجة معي\"

وفي مسندالإمام أحمد أن امرأتين صامتا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فكادتا أن تموتا منالعطش فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأعرض ثم ذكرتا له فدعاهما فأمرهما أنتتقيآ فقاءتا ملء قدح قيحا ودما وصديدا ولحما عبيطا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: \"إن هاتين صامتا عما أحل الله لهما وأفطرتا على ما حرم الله عليهما جلست إحداهماإلى الأخرى فجعلتا تأكلان في لحوم الناس\" و لهذا المعنى والله أعلم ورد في القرآنبعد ذكر تحريم الطعام والشراب على الصائم بالنهار ذكر تحريم أكل أموال الناسبالباطل فإن تحريم هذا عام في كل زمان ومكان بخلاف الطعام والشراب فكان إشارة إلىأن من امتثل أمر الله في اجتناب الطعام والشراب في نهار صومه فليمتثل أمره فياجتناب أكل الأموال بالباطل فإنه محرم بكل حال لا يباح في وقت من الأوقات.
وقوله صلى الله عليه وسلم: \"وللصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه\" .
أما فرحة الصائم عند فطره فإن النفوس مجبولة على الميل إلى ما يلائمها من مطعمومشرب ومنكح فإذا منعت من ذلك في وقت من الأوقات ثم أبيح لها في وقت آخر فرحتبإباحة ما منعت منه خصوصا عند اشتداد الحاجة إليه فإن النفوس تفرح بذلك طبعا فإنكان ذلك محبوبا لله كان محبوبا شرعا والصائم عند فطره كذلك فكما أن الله تعالى حرمعلى الصائم في نهار الصيام تناول هذه الشهوات فقد أذن له فيها في ليل الصيام بل أحبمنه المبادرة إلى تناولها في أول الليل وآخره فأحب عباده إليه أعجلهم فطرا واللهوملائكته يصلون على المتسحرين فالصائم ترك شهواته لله بالنهار تقربا إلى الله وطاعةله ويبادر إليها في الليل تقربا إلى الله وطاعة له فما تركها إلا بأمر ربه ولا عادإليها إلا بأمر ربه فهو مطيع له في الحالين ولهذا نهى عن الوصال في الصيام فإذابادر الصائم إلى الفطر تقربا إلى مولاه وأكل وشرب وحمد الله فإنه يرجى له المغفرةأو بلوغ الرضوان بذلك.
وفي الحديث: \"إن الله ليرضى عن عبده أن يأكل الأكلةفيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها\"
والحديث عن فضائل الصيام وفضائل شهرالقرءان (رمضان ) كثير لا يسعنا ذكره أو حصره في مجرد رسالة بخاطرة نرسلها إليكم

نسأل الله أن يبلغنا رمضان وأن يتقبل منا الأعمال وأن تكون خالصه له وحدهسبحانه دون غيره أنه ولي ذالك والقادر عليه

صيد الفوائد


[/align]
[/cell][/tabletext][/align]


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع



أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة ابو عادل العدواني ; 28-07-2012 الساعة 10:50 AM.