عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-03-2008, 01:25 PM
azazaz azazaz غير متواجد حالياً
 






azazaz is on a distinguished road
افتراضي حيث لم يكن على الأرض بشر

حيث لم يكن على الأرض بشر
‏كانت ‏الفضائل والرذائل , تطوف العالم معاً
‏وتشعر بالملل الشديد
‏ذات يوم وكحل لمشكلة الملل المستعصية
‏اقترح ‏الإبداع ‏لعبة ( أسماها الأستغماية ) اللي إحنا عندنا اسمها الغمّيمه
‏أحب الجميع ‏الفكرة
والكل بدأ يصرخ : ‏أريد أنا أن أبدأ .. أريد أنا ‏أن أبدأ
‏الجنون قال :- أنا من سيغمض عينيه ويبدأ العد
‏وأنتم ‏عليكم مباشرة الاختفاء
‏ثم أنه اتكأ بمرفقيه على شجرة وبدأ
‏واحد , اثنين , ثلاثة
‏وبدأت الفضائل والرذائل ‏بالاختباء
‏وجدت ‏الرقة ‏مكاناً لنفسها فوق ‏القمر
‏وأخفت ‏الخيانة ‏نفسها في كومة زبالة
‏دلف ‏الولع ‏بين الغيوم
‏ومضى ‏الشوق ‏إلى باطن الأرض
‏الكذب ‏قال بصوت عالٍ :- سأخفي نفسي تحت الحجارة
ثم ‏توجه لقعر البحيرة
‏واستمر ‏الجنون :- ‏تسعة وسبعون , ‏ثمانون , واحد ‏وثمانون
‏خلال ذلك
‏أتمت كل الفضائل والرذائل ‏تخفيها
‏ماعدا ‏الحب
‏كعادته لم يكن ‏صاحب قرار وبالتالي لم يقرر ‏أين يختفي



‏وهذا غير مفاجئ ‏لأحد , فنحن نعلم كم هو صعب ‏إخفاء الحب

‏تابع ‏الجنون :- ‏خمسة وتسعون , ستة وتسعون , سبعة وتسعون
‏وعندما ‏وصل ‏الجنون ‏في تعداده إلى :- المائة
‏قفز ‏الحب ‏وسط أجمة من الورد واختفى بداخلها
‏فتح ‏الجنون ‏عينيه ‏وبدأ البحث صائحاً :- أنا آتٍ ‏إليكم , ‏أنا آتٍ إليكم
‏كان ‏الكسل ‏أول من ‏أنكشف لأنه لم يبذل أي جهد في ‏إخفاء نفسه
‏ثم ظهرت ‏الرقة ‏المختفية في القمر
‏وبعدها خرج ‏الكذب ‏من قاع البحيرة مقطوع النفس
‏وأشار الجنون على ‏الشوق ‏إن يرجع من باطن الأرض
الجنون ‏وجدهم ‏جميعاً واحداً بعد الآخر
‏ماعدا ‏الحب
‏كاد يصاب بالإحباط واليأس في بحثه عن ‏الحب
واقترب الحسد من الجنون , ‏حين اقترب منه ‏الحسد همس في أذن الجنون
قال :- ‏الحب ‏مختفاً بين شجيرة الورد
التقط ‏الجنون ‏شوكة خشبية أشبه بالرمح وبدأ في ‏طعن شجيرة ‏الورد بشكل طائش

‏ولم يتوقف إلا عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوب
‏ظهر ‏الحب من تحت شجيرة الورد ‏وهو يحجب عينيه بيديه والدم يقطر من ‏بين أصابعه

‏صاح ‏الجنون ‏نادماً :- يا إلهي ماذا فعلت بيك ؟

لقد أفقدتك بصرك

‏ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك ‏البصر ؟
‏أجابه ‏الحب :- ‏لن تستطيع إعادة ‏النظر لي , لكن ‏لازال هناك ما تستطيع ‏فعله لأجلي

كن دليلي

‏وهذا ماحصل من يومها

يمضي ‏الحب ‏الأعمى و ‏يقوده ‏الجنون