عرض مشاركة واحدة
قديم 20-12-2009, 01:01 AM   #17
علي المفضّلي
 







 
علي المفضّلي is on a distinguished road
افتراضي رد: مساكن بطون زهران بين الماضي والحاضر(1-بطن الغطاريف)

أولاً تعقيباً على رد الأخ ابو أبان فيبدو لي أن رواس يقصد في قصيدته الأزد عموماً وهذا ظاهر من مطلع القصيدة حيث يقول:
أبت فعلات الأزد إلا تكرما ... كما سبقت أولادهم بالمكارم
وإنا لنحن المنعمون وإننا ... لجرثومة سادت خيار الجراثم
ثم أخذ يمدح الأزد ويذكر ديارهم عموماً ، والأزد هي جرثومة العرب كما هو معلوم


ثانياً بالنسبة لتحديد مواضع ديار الغطاريف أو بني يشكر عموماً فيبدو الأمر صعباً لعدم وجود أقوال صريحة في ذلك ولكننا سنحاول المقاربة والاستنتاج بحسب ما يظهر لنا في النصوص وتحديد المواضع وفقاً لذلك

ورد في كتاب الأغاني خبر الحرب التي كانت بين بني كنانة والغطاريف والتي أستغاث فيها الغطاريف ببني سلامان فأغاثوهم وهزموا بني كنانة وغنموا منهم، فلما أراد سيد الغطاريف أخذ ربع الغنائم كما هي عادة الغطاريف منعه سيد بني سلامان وهو مالك بن ذهل، وهم عم أبو حاجز
وفي ذلك قال حاجز:
ألا زعمت أبناء يشكر أننا ... بربعهم باؤوا هنالك ناضل
ستمنعنا منكم ومن سوء صنعكم ... صفائح بيض أخلصتها الصياقل
وأسمر خطي إذا هز عاسل ... بأيدي كماة جربتها القبائل

والذي يهمنا من الخبر أن بني كنانة يظهر أنها كانت قريبة من الغطاريف في الديار وبنفس الوقت فبني سلامان ليسوا بعيدين عنهم والدليل أنهم حينما أستنجدوا بهم أغاثوهم فلو كانوا بعيدين لربما لن يكون بالإمكان إغاثتهم
وبالتالي نستنتج أن أقرب موضع بالإمكان أن يكون هو المعني بهذه الواقعة هو وادي قنونا حيث أن بني كنانة كانت ولا زالت تسكن في أسافله، بينما نعتبر أن الغطاريف سكنوا بأعلاه وبالتالي فالمسافة بينهم وبين بني سلامان لن تكون بالبعيدة كثيراً في تلك الناحية


ثم نأتي لذكر أصنام دوس في الجاهلية مثل صنم ذو الخلصة وصنم ذو الكفين وصنم ذو الشرى
فصنم ذو الخلصة ورد فيه أكثر من قول أحدها أنه لدوس وبجيلة والقول الآخر أنه لدوس وخثعم نواحي تبالة
وصنم ذو الكفين ذكر أنه لبني منهب وهو الذي هدمه الصحابي الطفيل بن عمرو، والمعلوم أن بني منهب كانت ولازالت تسكن وادي ثروق
أما صنم ذو الشرى فقد ورد أنه لبني يشكر ولم يحدد له أي موضع


من هنا نستنج أن صنم ذو الخلصة الأقرب أن يكون في موضع بين دوس وبجيلة حيث أن القول بأنه في تبالة يجعل من الصعب أن يكون لدوس وبجيلة فيه نصيب حيث أن تبالة بعيدة تماماً عنهم، ولا ننسى الحديث الوارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه "لا تقوم الساعة حتى تضطرب آليات نساء دوس على ذو الخلصة" والحديث مرفوع
كما لا ننسى أن من هدم صنم ذو الخلصة هو الصحابي جرير بن عبدالله البجلي، وبجيلة أقرب إلى دوس من خثعم
إلا في حالة أنه كان هناك بقية من دوس في تبالة، وليس دوس بالضرورة هي المعنية لأن التسمية تشمل بطون زهران عموماً فلعل ذلك الموضع كان سكانه من بني الحارث الغطاريف، والحديث الوارد يفيد بأن دوس لابد وأن تكون باقية هناك وإلا فكيف تأتي دوس من أقاصي سراتها لتعبد الصنم من جديد؟!


وأما بالنسبة لتحديد موضع صنم ذو الشرى فلعله يكون بوادي شرى الذي تسكنه حالياً قبيلة بني ميمون احدى قبائل خثعم،
والوادي ينحدر شرقاً ليلتقي مع وادي رنية ضمن ديار غامد، بينما نجد أن غور الوادي وأصداره غرباً هي بداية روافد وادي قنونا التي يسكنها حالياً قبائل من خثعم وشمران،
بينما تسكن في بطن الوادي قبائل من بالقرن يقال بأنها نزلت في عصور متأخرة!


كما نلاحظ أن هناك وادي عميق يشكل فاصلاً طبيعياً بين سراتين، وربما يكون هذا المكان هو المعني بسراة الحز، حيث ورد في معجم البلدان:
الحز: بالفتح ثم التشديد، موضع بالسراة. قال الأصمعي من المواضع التي يخلص إليها البردُ حز السراة وهي معادن اللازورد بين تهامة واليمن، وفي كتاب الأصمعي أول السرَوات سراة ثقيف ثم سراة فهم وعدوان ثم سراة الأزد ثم الحز آخر ذلك فما انحدر إلى البحر فهو تهامة ثم اليمن وكان بنو الحارث بن عبد الله بن يشكُر بن مبشر من الأزد غلبت العماليق على الحز فسموا الغطاريف.

بالتالي نستنتج أن ديار الغطاريف كانت بهذا الموضع من السراة وما يقابلها في تهامة حيث أن سراة ذلك الموضع هو وادي شرى وتهامته هي أعالي وادي قنونا
وهذا اعتماداً على ما ذكر بأن الغطاريف كانوا بقنونا وعلى خبر صنم ذو الشرى المذكور بأنه للغطاريف من بني يشكر
وايضاً مما يفيد في هذا الجانب أنه كان هناك وقائع بين بني سلامان وخثعم في تلك النواحي، وبالتالي فيكون هناك قرب بين بني سلامان والغطاريف


والله أعلم، واكتفي بهذا القدر وسيكون لي عودة إن شاء الله




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
****
!!
أخر مواضيعي
علي المفضّلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس