[ابو مهند1]

شركــة ارامكو والبترول

كما نعرف جميعا ان شركة ارامكو السعوديه هي الشركه الوطنيه القائمه على صناعة البترول لدينا بكل مراحله من الاستكشاف الى الحفر الى الاستخراج والتخزين الى التسويق.

وهي اي ارامكو تبلي حسنا في اجزاء من هذه الصناعه ولكنها حسب اعتقادي تخفق في جزئيه مهمه وهامه في مرحله اساسيه من سياسة التعامل مع الانتاج البترولي كماده استراتيجيه للوطن والتي اتفق الاقتصاديون والسياسيون على تسميته بالذهب الاسود كونه يدر اموالا طائله تغذي ميزانية الدول وخططها الاقتصاديه.

فأرامكو للاسف تقوم بتوريد وتوزيع بعض الانتاج من الزيت الخام للسوق المحلي او المستهلكين المحليين مثل بعض محطات توليد الكهرباء والمصانع وبعض القطاعات الاخرى وللاسف تقوم بتسويق فكرة استخدام الزيت الخام بدلا من الديزل مثلا وتتحمل هي مصاريف التحويل الى استخدام الزيت الخام حيث تحتاج تلك العمليه الى بعض المعدات كمصفيات ومنقيات وفلاتر ليتمكن المستهلك من استخدام الزيت الخام بدون عوائق في العمليه التشغيليه.

وهذه الفكره من ارامكو للاسف تتمحور حول تقليل الاستيراد من مادة الديزل من الخارج لكون الانتاج المحلي من الديزل لا يكفي الاستهلاك وتهدر الزيت الخام كونه متوفرا من ابار البترول وصهاريج التخزين ولا يكلفها سوى التوزيع من بعض محطاتها التي انشأتها لذلك الغرض.

فاستخدام الزيت الخام في العمليات التشغيليه المباشره هدر للموارد بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
حيث عندما يستخدم ويحرق الزيت الخام فذلك يعني حرق كل العناصر المكونة للبترول مثل الديزل والبنزين والزيوت بأنواعها وكل المواد الكيميائيه المستخرجة من الزيت الخام.

اليس هذا هدرا للثروة الوطنيه الاستراتيجيه الوحيده التي يعتمد عليها اقتصاد البلد بأكمله ؟

البعض يعرف اننا نستورد بعض مشتقات البترول وأخص بالذكر مادتي الديزل والبنزين ناهيك عن بعض المشتقات الاخرى، وذلك بسبب عدم كفاية او محدودية مصافي البترول المحليه.

اليس بمستغرب على بلد يحتل المرتبه الاولى في احتياطيات النفط وانتاجه ان تستورد من الخارج بعض منتجات او مشتقات ذلك البترول؟

ما هذه السياسه يا شركة ارامكو؟ اذا كانت المصافي المحليه لا تكفي الاستهلاك المحلي فينبغي انشاء وتركيب مصافي جديده حتى تفي بالاستهلاك المحلي وكذلك تصدر الفائض من تلك المشتقات الى السوق العالمي لنكون بلدا مصدرا للمشتقات وليس مستوردا اضافة الى تصدير الزيت الخام الذي تبيعه الشركه في الاسواق العالميه، فيكون عندنا نوعين من التصدير زيت خام ومشتقات بتروليه كوننا بلد نحظى بالمراتب الاولى في الانتاج والتصدير والاحتياط .

فذلك سيوفر الاستفادة الكاملة القصوى من البترول بعدم هدره حرقا بحرق كل المشتقات التي اساسها هو الزيت الخام، كما ان توفر المشتقات محليا سيغني الدوله عن تحمل تكاليف الاستيراد لمشتقات البترول بالاسعار العالميه وتحقيق الامن الاستراتيجي من هذه المواد الهامه وتزاد مداخيل الدوله من المشتقات التي تصدر للاسواق العالميه بعد الاكتفاء الذاتي منها محليا.

كما ان البترول وهو الثروه الوطنيه الوحيده المعتمد عليها كعمود فقري لاقتصاديات الدوله، يجب المحافظة عليه والاستفادة القصوى منه بكل السبل لاجيالنا وللاجيال القادمه.

لهذا وجب السؤال للقائمين على هذا المنتج الوطني الهام، الا تدركون الخساره الكبيره من هذا المنتج الاستراتيجي الذي يهدر حرقا بكل مشتقاته ؟

حتى لو لو ان انشاء مصافي جديده تكلفتها عاليه، فذلك ليس بخساره حيث ستسترد تكاليف الانشاء في فتره زمنيه قصيره من جراء البيع المحلي والتصدير الخارجي للمشتقات المنتجه من تلك المصافي.

وهنا اضع هذا الموضوع امام المعنيين وكل من له علاقه لوقف هدر وحرق هذه الثروه الوطنيه الاستراتيجيه الوحيده التي تؤمن دخل ميزانية الدوله.

والله من وراء القصد.

كتبه/ ابو مهنـــــــــــــــــــد

-----------------------