الهيضة - الكريرة - الإسهال الصيفى
ما هي قصة الكوليرا في مصر ؟
اكتشف روبرت كوخ باشيل أو ضمات الكوليرا سنة 1883 بمستشفى الإسكندرية الأميرى عندما اجتاح وباء الكوليرا مصر وأدى إلى حدوث أكثر من أربعين ألف حالة وفاة، وفى سنة 1902 حدث وباء آخر فى مصر أدى إلى حوالى خمسة وثلاثين ألف حالة وفاة.
ولا زال كبار السن فى مصر الآن يذكرون وباء الكوليرا الشهير سنة 1947 والذى انتقل من الهند - موطنه الأصلى المتوطن فيه - عن طريق بعض جنود الاحتلال الإنجليزى، ولقد بدأ الوباء فى معسكر الجنود الإنجليز فى التل الكبير ثم انتقل إلى بلدة القرين بمحافظة الشرقية ثم انتشر كالريح فى جميع أنحاء مصر وقد أدى الوباء إلى حدوث حوالى عشرين ألف حالة وفاة.
وعند حدوث الحرب العالمية الثانية حدثت تحركات بشرية ضخمة من البلاد الآسيوية مما مكن الكوليرا من غزو العالم مرة أخرى. وبعد مدة عادت الكوليرا إلى موطنها الأصلى على ضفاف نهر الجانج والراهما بوترا بالهند ومضت عدة سنوات واعتقد الكثيرون أن أوبئة الكوليرا العالمية قد انتهت. ولكن مع بداية الستينات اجتاحت بعض بلاد العالم موجات من أوبئة الكوليرا بلغت ذروتها فى السبعينات ولكن مسببها لم يكن باشيل الكوليرا الأصلى التى تؤدى إلى مرض الكوليرا المعروف بصورته العنيفة وأوبئته الخطيرة بل كان مسببها هو باشيل كوليرا الطور الذى سبق أن اكتشفه جوتشلش سنة 1905 فى محجر الطور فى مصر أيضا.
إن ضمة كوليرا الطور كانت تبدو بريئة المظهر ولم تكن تسبب مرضا يذكر سوى بضع حالات كانت تظهر من حين لآخر فى جزر السليبيتر فى إندونسيا.
وفى بداية الستينات تحركت ضمة الطور لتلعب دورا لم يكن أحد يتوقعه لها وبدأت تأخذ شكلا وبائيا محليا ثم اكتسبت قوة على الانتشار فانتقلت إلى بقية الجزر الإندونيسية محدثة أوبئة من كوليرا الطور أخذت تنتقل غربا فاجتاحت آسيا كلها ثم وصلت إيران والعراق وبعض بلاد الشرق الأوسط وجنوب أوروبا ثم القارة الإفريقية حدث كل ذلك بينما ظلت الكوليرا الأصلية قابعة فى موطنها الأصلى بالهند. ومنذ عام 1982 بدأ باشيل الكوليرا الأصلى فى إحداث أوبئة للكوليرا ثانية.
ما هو ميكروب الكوليرا ؟
ضمات الكوليرا عبارة عن ميكروب سلبى صبغة الجرام متحرك على شكل واو ويقرز باشيل الكوليرا سُما داخليا يؤدي إلى زيادة إفراز خلايا الأمعاء للأملاح والماء مؤدية إلى حدوث جفاف يعقبها هبوط فى الدورة الدموية.
و يختلف ميكروب كوليرا الطور على ميكروب الكوليرا الأصلي بالآتي :
- باشيل كوليرا الطور يحدث أعراضا إكلينيكية تتراوح من حاملى ميكروب وحالات إسهال بسيطة أو متوسطة أو شديدة، مدة حاملى ميكروب باشيل كوليرا الطور قد تطول لمدد طويلة.
[
ما هي أعراض المرض ؟
- تتراوح مدة حضانة المرض من 12 ساعة إلى سبعة أيام بمتوسط ثلاثة .
- حدوث إسهال شديد غير مصحوب بمغص أو تعنية ولون البراز أولا أصفر ثم أبيض كلون ماء الأرز وكمية البراز فى كل مرة تبرز كبيرة .
- حدوث قيء شديد بعد الإسهال ويكون القيء غير مصحوب بغثيان ولون القيء أولا أصفر ثم أخضر ثم كلون ماء الرز وكمية القيء فى كل مرة كبيرة .
- عطش شديد نتيجة الإسهال والقيء الشديدين .
- حدوث جفاف نتيجة الإسهال والقيء الشديدين مؤديا إلى هبوط فى الدورة الدموية .
- قد يشكو المريض من تقلصات مؤلمة فى الأطراف أو البطن أو الصدر بسبب نقص أملاح الكلوريدات والكالسيوم .
- قد يشكو بعض المرضى كبار السن من ضيق شديد فى منطقة الصدر ويحدث ذلك نتيجة لزيادة لُزوجة الدم مؤدية إلى حدوث التصاق الصفائح الدموية ينتج عنها قصور فى الدورة التاجية للقلب .
- قد يحدث نقص فى البول نتيجة للجفاف مؤديا فى بعض الحالات إلى توقف إدرار البول .
ما هي أهم علامات المرض ؟
- علامات الجفاف : تكون العينان غائرتين داخل المقلتين وعند شد جلد اليدين أو البطن فإنه لا يعود إلى مكانه الطبيعى كالذى يحدث فى الشخص الطبيعى ويكون اللسان جافا .
- علامات قصور الدورة الدموية : يكون النبض سريعا وضعيفا أولا ثم يصبح جسه مستحيلا وينخفض ضغط الدم أولا ثم يصبح قياسه متعذرا وعند لمس الجلد يكون باردا ومبللا بالعرق وقد يحدث زرقة فى الشفتين وأطراف الأصابع .
- إذا لم يعالج المريض فإن شدة المرض قد تؤدى إلى الوفاة ولكن المريض يظل متنبها حتى النهاية.
ما هي الصورة الإكليكينية للمرض ؟
- الصورة العادية وتمثل 90% من الحالات صورة إسهال بسيط فى شخص يزاول أعماله كالمعتاد .
- الكوليرا التيفودية التى يحدث بها إسهال شديد مصحوب بارتفاع فى درجة الحرارة بصورة مشابهة للحمى التيفودية .
- الكوليرا الجافة التى تؤدى إلى الوفاة قبل حدوث إسهال أو قيء.
كيف تشخص حالة المرض ؟
- الصورة الإكلينيكية للمرض ولا يتأكد التشخيص إلا بعد وجود ميكروب الكوليرا فى البراز أو القيء.
- وعند حدوث وباء كوليرا فإن كل حالة إسهال أو قيء تعامل على أنها حالة كوليرا حتى يثبت العكس.
- أخذ مسحة من الشرج وزرعها لميكروب الكوليرا على المحلول اليابانى وتظهر نتيجة المزرعة بعد حوالى 24 ساعة .
- الفحص السيرولوجى للتفريق بين ضمات الكوليرا .
ما أهمية سرعة تشخيص مريض الكوليرا ؟
يعتمد علاج مرض الكوليرا على سرعة التشخيص فإن تأخير التشخيص قد يؤدى إلى الوفاة.
ما هو علاج مريض الكوليرا ؟
أهم بنود علاج مرض الكوليرا هو تعويض الماء والأملاح المستنزفة من الجسم والمؤدية إلى حدوث الجفاف وقصور الدورة الدموية .
ـ يوجد مرحلتان في العلاج :
أ- المرحلة الأولى :
والغرض منها إنهاء وزوال حالة الجفاف على وجه السرعة.
أولا : البالغين أو الأطفال أكثر من 5 سنوات أو 20 كيلوجرام وزن:
- يعطى المريض محلول ملح ثم محلول 1 : 6 ملارلاكتات الصوديوم بنسبة 2 : 1 حقنا بالوريد وإذا تعذر العثور على وريد بسبب هبوط الدورة الدموية فيعمل فتحة على وريد مع تركيب كانيولا .
- يعطى اللتر الأول من المحاليل فى مدة ربع ساعة واللتر الثانى فى مدة نصف إلى ثلاث أرباع الساعة ويستمر إعطاء المحاليل حتى زوال أعراض الجفاف وهى :
* امتلاء النبض وانخفاض سرعته إلى أقل من 100 فى الدقيقة .
* ارتفاع ضغط الدم إلى المستوى الطبيعى .
* عودة مرونة الجلد إلى حالتها الطبيعية .
*عودة إفراز البول إلى حالته الطبيعية .
- وضع المريض تحت الملاحظة وتقدر كمية ما يفقده من سوائل سواء براز - قيء - بول كل 8 ساعات وتعوض بالمحاليل مضافا إليها نصف لتر نتيجة العرق .
- يعطى المريض محلولا ضد الجفاف بالفم بقدر استطاعة المريض والذى يتكون من:
حوالى 2.5 جرام كلوريد الصوديوم .
حوالى 2.5 بيكربونات الصوديوم .
حوالى 21.6 جرام جلوكوز .
حوالى 1 لتر ماء .