عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-2008, 02:43 PM   #4
الهوتي
 







 
الهوتي is on a distinguished road
افتراضي رد : الرد الصاعق على كتاب البلوش تاريخ و حضارة عربية و خديعة عروبة البلوش

(4)


ونكمل باقي موضوع الأستاذ دشتي :

تتمة لما مضى يقول ( محمد إسماعيل دشتي ) عن الأصول البلوشية وجذورها ويسرد تاريخ البلوش قبل الميلاد ويذكر بلوشستان :

((كانت بلوشستان في عهد الماد وحكومة أستياك إيشتوويغو 584 أو 585 إلى 549 أو 550 ق م دولة قائمة تسمى أراضي الباركان – الأحباش الأسيويين))

ويقول أيضا في سرده التاريخي البلوشي قبل الإسلام :

((ففي الأعوام 545 - 540 ق م أفتتح كورش الكبير الولايات الشرقية ومنها بلوشستان ))

ويذكر أيضا :

(( أستمد داريوش أثناء هجومه وأحتلاله لأراضي البنجاب والسند الجيش والمؤن من بلوشستان 513 ق م ))


ويقول أيضا :

((كانت بلوشستان جزء من الدولة المكيانية إبان حكومة كيخسروا حيث كان البلوش يشكلون جزءا من جيشه))

ويستمر في السرد التاريخي للبلوش في عهد الإسكندر وخلفائه على بلاد فارس فيقول :

(( في عام 306 ق م أعلن نفسه ( يعني أنتي غون وهو من خلفاء الأسكندر ) ملكا رسميا . وفي عام 306 ق م حينما أعلن جندره غويتا نفسه ملكا للهند قرر عدم محاربته بل وقع معه معاهدة صلح عام 304 ق م وبذلك سلمه كل ما أستولى عليه الأسكندر في الهند والبنجاب بما فيهما بلوشستان)).

ويذكر كذلك :
(( عام 190 ق م وفي آسيا الصغرى أنهزم السلوكيين فيما أتحدت دويلات بارس وأنفصلت وقد كانت سيستان وبلوشستان ورخج جزء من الدولة الشرقية )) .

ويقول أيضا :
(( عندما أقلع نيروشيس بسفينته عبر الخليج عام 325 ق م ألتقى بقبائل من البلوش على سواحل بلوشستان))


و اما عن طبيعة هجرة البلوش الأولى إلى عمان واليمن يقول ( دشتي ) :


( اما القبائل التي كانت تعتمد على الزراعة فهي دوما تمتص الأجناس المدنية )
ويقصد بهم الأقوام السامية الموجودة في مكران على الساحل البلوشي .

فهو يريد أن يقول لنا أن القبائل البلوشية القادمة من شمال منطقة مكران كانت تكتسح الأقوام السامية على الساحل المكراني من أبناء الأراضي الزراعية وكان نتاج هذه الإكتساحات البلوشية أن أندمجت وأختلطت مع الأقوام السامية .


ولذلك نجد المؤرخ ( دشتي ) يقول :

( إلى اليمن وسواحل عمان ومكران وجوادر في هذه المحطات والأماكن من الجزيرة العربية بدءت هجرتهم المستمرة بحث عن الحياة الكريمة والعيش بسلام في حالة السلم والحرب على أصولهم وتقاليدهم العربية القديمة) .


وللرد على ما ذكره الأستاذ ( دشتي ) أقول
:
أن الأستاذ دشتي يريد بأي حال من الأحوال أن يثبت عروبة البلوش قبل التاريخ .

وهذا ما عناه في قوله المزعوم :

( أن القبائل البلوشية أكنسحت الأقوام السامية على السواحل المكرانية وحصل الإمتزاج بينهم وقاموا بعد ذلك بالهجرة إلى عمان واليمن وعاشوا على حد قوله بسلام على أصولهم العربية )

وبالطبع هذا الكلام عاري عن الصحة ويخالفه أغلبية المؤرخين العرب .


لآن العرب الصرحاء العروبة كانوا في اليمن منذ أقدم العصور وأقدم من تاريخ الهجرة المزعومة للبلوش وأقدم من بداية تكوين الدول الفارسية المتعاقبة منذ عام 584 قبل الميلاد على بلوشستان وأقدم من تاريخ احتلال الأسكندر لبلاد الفرس قاطبة .

والأدلة على هذه المسألة كثيرة نختار منها ما يلي :

يذكر الدكتور السيد عبد العزيز سالم في كتابه ( تاريخ العرب في عصر الجاهلية )( ص / 119 ) :

عن دولة عربية كانت ذا سيادة وحكم في اليمن وامتدت سيطرتهم من اليمن إلى تخوم الشام وهذه الدولة هي الدولة المعينية ) فعنها يقول الدكتور السيد :
( تعتبر الدولة المعينية أقدم الدول العربية التي قامت في اليمن إذ دامت من سنة 1300 – 630 ق م )



يعني أقدم من قيام دولة الماد في بلوشستان وأقدم من الدولة الهخامنشيه الفارسية وأقدم من عهد الأسكندر المقدوني في فارس وقد ذكرت التواريخ التي ذكرها ( دشتي .)

وعن حقيقة المعينيين فقد قال الدكتور حسن إبراهيم أن المعينيين هم من قبائل العماليق العرب والتي كانت في العراق ونزلوا إلى جنوب الجزيرة العربية . على حد قوله .

ويذكر الدكتور السيد كذلك عن دولة سبأ والتي يؤرخ لقيامها من سنة 800 – 115 ق – م فهي أقدم من الدول التي تشكلت وأحتلت بلوشستان بأسرها .



إذا قول الأستاذ دشتي في مسألة هجرة البلوش في تلك العصور لاأساس لها من الصحة بتاتا .


لأن اليمن وبعض أجزاء من عمان في تلك الحقب كانت عربية مئة بالمائة وقبل القدوم المزعوم للبلوش حوالي سبعة أو ثمانية قرون، ولم تخالطهم أمة من من الأمم لا من بلاد فارس ولا من غيرها .وهذه للحقيقة لاغير .

وليس كم أدعاه السيد ( دشتي ) ان البلوش قاموا بهجرة عكسية إلى اليمن وعاشوا وتزاوجوا مع القبائل اليمنية وكان من نتاجها القبائل العربية اليمنية .


هذا الكلام لا يقبل به أي مؤرخ عربي ولا غربي والدلائل الأثرية في اليمن تشير إلى ذلك .




الأخوة الأعزاء إستكاملا لهذا البحث عن الجذور التاريخية لقبائل البلوش والذي أثير حوله الكثير من التساؤلات حول حقيقة انتمائهم إلى العرب يستمر الأستاذ دشتي بعرضه المثير للجدل عن حقيقة أصل البلوش فيقول :


(( إن الدولة الماكيانية كانت دون شك دولة عربية سامية متحدة قامت في اليمن وحضرموت وجنوب الجزيرة العربية ))ثم يحاول أن يثير العواطف في نفوس من ينتمي إلى القومية البلوشية فيقول :

( كانت هجرة الأقوام البلوشية الثائرة دائما الأولى ضد الظروف الطبيعية القاسية ) .



وبالطبع هذا الكلام للاستهلاك ويبدو انه إنشائي أكثر منه تاريخي .


فهو يحاول أن يقول أن الأصل البلوشي الآري السامي العربي ( يعني المزيج من الأقوام والشعوب ) قد قامت بهجرات متتابعة على مدى القرون الطوال ما بين شاطئي الخليج العربي وعمان واليمن وحتى العراق وهذا ما عناه بقوله :

( لقد قامت الدولة الماكيانية وأنتشرت من سواحل الجزيرة العربية إلى جزر البحرين وسواحل آبله ( البصره ) العراقية حتى السواحل العمانية في مسقط وعمان ومسندم )


أتعلمون إلى ماذا يرمي الأستاذ ( دشتي ) ايها الأخوة الأكارم ؟

يقول المثل العربي ( من كلامك أدينك ) .

لقد كان يرمي الأستاذ دشتي من خلال طرحه لموضوع أصل البلوش إلى إثارة النعرات وخاصة الفارسية منها وكلامه يدل على ذلك يقول :


( ثم قامت الأمبراطورية الفارسية بمد نفوذها على سواحل هذه الدول السامية العربية المشتركة )


هكذا وبهذه السهولة سقط هذا الإمتداد البلوشي ( الآري السامي العربي ) في يد أباطرة الفرس ، فبدل ان يقاومونهم أندمجوا معهم على حد زعمه و أكاذيبه .

ولذلك أكثر ما أقرأه للأستاذ دشتي :

مسألة الإمتزاج والتزاوج مع الشعوب المهاجرة أو المهاجر إليها كما في اليمن وكما في مسألة الإدماج العرقي مع الفرس .

قضية الأثنية العرقية ما بين قبائل البلوش فهم على رأيه ( خليط من آريين وفرس وعرب ) وهو قد مزجهم في مزيج واحد أندمجوا من خلاله في الدولة الفارسية بكافة شعوبها المتعاقبة على بلاد الفرس .

إذا فمن أين له وما دليله أن البلوش كلهم ذوي أصول عربية ضاربة في القدم ؟

من خلال قرأتي لكتاب الأستاذ دشتي أستنتجت رأي الدشتي ما يلي :

يدعي أن البلوش الأوائل ما هم إلى خليط من عناصر آرية أتت من الهند والسند وأندمجت مع الشعوب الفارسية السامية الأصل وهذا ما صرح به هو بنفسه فهم الجنين المشوه الناتج عن هذه الامتزاج .

لا صحة لما يذكره الأستاذ دشتي من أن البلوش الأولين ذوي أصول عربية حميرية قحطانية وذلك للتناقضات في سرد نسبهم العربي عنده وقد ذكرت ذلك سابقا .

أغلب المؤرخين والنسابة و الجغرافيين العرب ينفون هجرة العرب بقسميهم العدناني والقحطاني إلى بلدان فارس قبل الإسلام بعشرات القرون .

إن قضية الإمتزاج والتزاوج ما بين البلوش الأولين ذوي الأصول الآرية والفارسية من ذوي الأصول السامية جعل البلوش على حد زعمه و تحريفه للتاريخ الأولين يدخلون ويندمجون عرقيا وعقائديا ظمن منظومة الإمبراطوريات الفارسية المتعاقبة فكان منهم جيوش وقادة و حكاما يحكمون من قبل الحكومات المركزية المتعاقبة للإمبراطورية الفارسية وهذه بالطبع مما يكذبه التاريخ .

وسوف أستعرض لكم هذه الفقرة فيما بعد .

إبراز قوة الفرس قديما وسيطرتها على بعض المناطق في جزيرة العرب مثل عمان و اليمن وإضعاف قوة العرب وعدم إبرازهم بصورة مشرفة .

وهذا ما أنفيه جملة وتفصيلا . فلو كان الأستاذ ( دشتي ) منصفا في قوله بعروبة البلوش الأولين قبل الإسلام لذكر يوم ذي قار ويوم سلوت ففي يوم ذي قار انتصفت العرب العدنانية من الفرس وهزموهم .
ويوم سلوت أنتصفت الأزد ومن معها من قبائل قحطان بقيادة مالك بن فهم الدوسي من الفرس وطردوهم من عمان .

وأما عن حالة الدول العربية قبل الإسلام فحدث ولا حرج . فهل تناسى الأستاذ دشتي دولة المناذرة اللخميين في العراق ؟ أم دولة الغساسنة في الشام أو دولة بنو الجلندي في عمان أو مملكة سبأ في اليمن وفتوحات ملوكها من التبابعة الحميريين ؟ أين هو من ذكر قوة العرب وبأسهم قبل الإسلام ؟

ويستمر الأستاذ ( دشتي ) في طرحه عن البلوش فيقول :

(في عام 24 هجرية أرسل الخليفة عمر بن الخطاب كل من سهيل بن عدي وعبدالله بن عتبان لفتح بلوشستان وكرمان إلى تلك المنطقة فأسلم جمع كثير وقبل البقية دفع الجزية )


وهذا الكلام غير صحيح والدليل :


ما ذكره أبن الأثير يقول :



(ثم قصد سهيل بن عدي كرمان، ولحقه أيضاً عبد الله بن عبد الله بن عتبان، وعلى مقدمة سهيل بن عدي النسير بن عمرو العجلي وحشد لهم أهل كرمان واستعانوا عليهم بالقفص، فاقتتلوا في أداني أرضهم، ففض الله تعالى المشركين وأخذ المسلمون عليهم الطريق. وقتل النسير ابن عمرو العجلي مرزبانها، فدخل النسير من قبل طريق القرى اليوم إلى جيرفت، وعبد الله بن عبد الله من مفازة سير، فأصابوا ما أرادوا من بعير أو شاء، فقوموا الإبل والغنم فتحاصوها بالأثمان لعظم البخت على العراب، وكرهوا أن يزيدوا، وكتبوا إلى عمر بذلك، فأجابهم: إذا رأيتم أن في البخت فضلاً فزيدوا. ) الكامل في التاريخ / ص / 467 . )

ويقول ابن الأثير أيضا في حوادث سنة 29 هجرية
: (وبعث إلى مكران عبيد الله بن معمر فأثخن فيها حتى بلغ النهار؛ وبعث على كرمان عبد الرحمن بن عبيس؛ الكامل في التاريخ / ص / 487 )

ويقول أيضا :

(ثم إن أهل فارس انتفضوا ونكثوا بعبيد الله بن معمر، فسار إليهم، فالتقوا على باب إصطخر، فقتل عبيد الله وانهز المسلمون، وبلغ الخبر عبد الله بن عامر، فاستنفر أهل البصرة وسار بالناس إلى فارس وعلى مقدمته عثمان بن أبي العاص فالتقوا بإصطخر، وكان على ميمنته أبو برزة نضلة بن عبد الله الأسلمي، وعلى ميسرته معقل بن يسار، وعلى الخيل عمران ابن الحصين، ولكلهم صحبة، واشتد القتال، فانهزم الفرس وقتل منهم مقتلة عظيمة وفتحت إصطخر عنوة، ) الكامل في التاريخ / ص / 488 .)

وعند الطبري :


(كتب إلى السرى، عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحة والمهلب وعمرو؛ قالوا: وقصد سهيل بن عدي إلى كرمان، ولحقه عبد الله بن عبد الله بن عتبان، وعلى مقدمة سهيل بن عدي النسير بن عمرو العجلي، وقد حشد له أهل كرمان، واستعانوا بالقفس؛ فاقتتلوا في أدنى أرضهم، ففضّهم الله، فأخذوا عليهم بالطريق، وقتل النسير مرزبانها، فدخل سهيل من قبل طريق القرى اليوم إلى جيرفت، وعبد الله بن عبد الله من مفازة شير، فأصابوا ما شاءوا من بعير أوشاء، فقوّموا الإبل والغنم فتحاصوها باللأثمان لعظم البخت على العراب، وكرهوا أن يزيدوا، وكتبوا إلى عمر؛ فكتب إليهم: إن البعير العربيّ إنما قوم بتعيير اللحم؛ وذلك مثله؛ فإذا رأيتم أنّ في البخت فضلاً فزيدوا فإنما هي من قيمه.


وأما المداثنيّ:

( فإنه ذكر أنّ عليّ بن مجاهد أخبره عن حنبل بن أبي حريدة - وكان قاضي قهستان - عن مرزبان قهستان، قال: فتح كرمان عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي في خلافة عمر بن الخطاب، ثم أتى الطبسين منكرمان، ثم قدم على عمر، فقال: يا أمير المؤمنين؛ إني افتتحت الطبسين فأقطعنيهما، فأراد أن يفعل، فقيل لعمر: إنهما رستاقان عظيمان، فلم يقطعه إياهما؛ وهما بابا خراسان. ) تاريخ الرسل والملوك / ص / 898 . )


وعند الطبري أيضا :

( وعلى سجستان عبد الله بن عمير الليثيّ - وهو من كنانة - فأثخن فيها إلى كابل، وأثخن عمير في خراسان حتى بلغ فرغانة، فلم يدع دونها كورة إلا أصحها؛ وبعث إلى مكران عبيد الله بن معمر التيميّ، فأثخن فيها حتى بلغ النّهر. ) تاريخ الرسل والملوك / ص / 935 . )


وهذه دلائل على أن الفاتحين المسلمين لم يأخذوا هذه البلدان ذات الأغلبية البلوشية إلا بالسيف وليس كما قاله الأستاذ ( دشتي ) من أن أكثر البلوش أسلموا . بل حدثت معارك دامية بينهم وبين المسلمين العرب .

فأين ما ذكره الأستاذ ( دشتي ) أنهم قبلوا دعوة الحق من أول مرة ؟

إذ لو صحت دعواه في عروبة البلوش لقبلوا الدعوة من غير سيف ولا حروب وذلك لصلة العروبة فيما بينهم وبين العرب المسلمين الفاتحين .

وهاهو يقول بنفسه ويعترف بأن البلوش الأولين لم ينضموا إلى العرب المسلمين الفاتحين يقول :

(ثم أرسل الحجاج مجاعة بن سغر التميمي إلى بلوشستان فحارب وأنتصر وغنم كثيرا لكنه توفي بعد عام من المجاعة وفي عام 89 هجرية أمر الحجاج محمد بن القاسم أبن أخيه بفتح السند وبلوشستان فقام البلوش بتضعيف قواه وبذلك لم يستطع المكوث كثيرا في مكران وأجبر على العودة من حيث أتى ) .


أبعد هذا الدليل دليل ؟

إذ لو كانوا بالأساس عربا لقبلوا إخوانهم العرب الفاتحين معهم ولقاتلوا معهم
.
هذه الوقائع حصلت أيام الفتوحات الإسلامية فماذا على أيام العرب قبل الإسلام ؟


تذكر لنا كتب التاريخ العربية وبالأخص العمانية منها :

السالمي : ((يذكر أن رجلا من بني مالك بن فهم وأسمه سليمة بن مالك قد ملك على إقليم كرمان بعد حوادث حصلت جعل أهل كرمان ( من البلوش )يملكون عليهم عربي من بني مالك بن فهم الدوسي الأزدي . وصار عليهم ملكا إلى ان حسده بعضهم وقالوا إلى متى يملكنا هذا العربي ونحن أهل قوة ومنعة والعز والسلطان وجعلوا يتعرضون له في أطراف عماله . فكتب إلى أخيه هناة بن مالك بعمان يستصرخه ويطلب منه المعونة والمدد فامده هناة بثلاثة آلاف من فرسان الأزد وأبطالهم بالعدد والدروع وحملهم في المراكب حتى أوردهم إلى كرمان فتحصلوا عند سليمة واقاموا معه فشد بهم عضده وأقام بهم أود من أعوج عليه من العجم ( ولم يقل البلوش العرب ) وأستقام له الأمر وسياسة الملك ولم يزل أمر سليمة بارض كرمان مستقيما وقد أذعن له أهلها يؤدون إليه خراجها . تحفة الأعيان في سيرة أهل عمان / ص / 46 . ))

وأخير أخوتي الأعزاء قد تبين لكم بعد هذه الحقائق بطلان قول الأستاذ ( دشتي ) حول نسب البلوش منذ القدم إلى العرب وبشهادته هو شخصيا .

والقول الفصل حول الجذور التاريخية لأصل البلوش أنهم ومنذ القدم قبل الإسلام لم يكونوا بأي حال من الأحوال عربا أقحاحا .

و الخلاصة :
1- البلوش الاصليين سكان هذه الارض الساميين الاوائل و هو الغالبيه العظمي في التوزيع العرقي و تبينهم أنسابهم البلوشيه الصحيحه وهم قبائل الكبرى في بلوشستان مثل الرند والهوت واللاشاريين والناروئي والكورائي والبراهوئي و غيرهم ...


2- من أندمجوا مع البلوش في فترات تاريخيه مختلفه مثل : العرب و الفرس والاقوام الاخرى من الهنود والسنود والافغان والاتراك وغيرهم ، وهؤلاء معروفين بإنسابهم وأصولهم ، فالعربي له نسبه العربي الصحيح الثابت إلى العرب والفارسي والهندي والسندي وكلهم على هذه الاساس وكلن يعرف بي سيمائه ونسبه وحسبه على الرغم من أندماجهم في المجتمع البلوشي .



تبين لكم ومن ما نقلته عن المؤرخ ( محمد إسماعيل دشتي ) في حقيقة نسبة قبائل البلوش على عمومها إلى العرب القحطانية .

وقد بينت خطأ هذه النسبة من الناحية النسبية والتاريخية .
فهم ومن الأزمنة التي قبل الميلاد وقبل الإسلام لم يكونوا عربا قط بل شعوب سامية هاجر أجدادهم من بابل الرافدين من نسل الملك البابلي بيلوس و قبله مكران بن فارك بن سام بن نوح عليه السلام كما ذكر الحموي في معجم البلدان عند ذكر سبب تسمية مكران بهذه الاسم كما فصلت ذلك ودعمته بالأدلة في موضوعي السابق ( أصل البلوش بين التعريب والتفريس ) نعم أنهم في يوم من الأيام قد حكموا سواحل عمان فقط ولم يتعمقوا إلى الداخل لعلمهم بقساوة المناخ وكونهم حضرا ولا علم لهم بحياة أهل الصحراء .

وذلك بعد إنهيار سد مأرب بعد الميلاد وليس قبله كما ورد عن بعض المؤرخين .

وأما عن ما ذكره الأستاذ ( دشتي ) عن الهجرة المعاكسة إلى اليمن في عهد ( سيف ابن ذي يزن ) وقضية الاختلاط والتزاوج وإتحاد الشعوب من آرية وفارسية وعربية قحطانية وتشكيل الحضارة في اليمن وغيره من هذا الكلام لا أساس له من الصحة بتاتا لأن الجيش الذي قدم مع سيق بن ذي يزن كان فارسيا تابعا للدولة الساسانية الفارسية وقد حكم ( وهرز ) القائد الفارسي اليمن بعد حادثة مقتل سيف بن ذي يزن باسم كسرى وليس باسم حكومة عربية بلوشية كما يزعم الأستاذ ( دشتي ) .



فهذا ما وجدته من علاقة البلوش بالعرب وهو الدليل الوحيد على ان البلوش بالأصل ليسوا من العرب بل العرب هم الذين أنتقلوا أليهم في كرمان ومكران وسائر بلوشستان.

فالعرب في كرمان انحصروا في القفس أبناء سليمة بن مالك وذريته وقسم من بنيه بقي في عمان :ولا علاقة لهم بالبلوش سوى الجوار كما بينت ذلك سابقا و هم أقرب إلى فارس و الفرس منهم إلى البلوش لكونهم هم من قد حكموا تلكم الديار .



و للاستزادة أكثر حول الموضوع :

أصل البلوش بين التعريب والتفريس


منقول من كتابات احد ابناء بلوشستان
الهوتي غير متواجد حالياً