عرض مشاركة واحدة
قديم 26-08-2012, 02:32 AM   #11
شذى الريحان
عضو اداري
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية شذى الريحان
 







 
شذى الريحان will become famous soon enough
افتراضي رد: ┏ıl ̽[ أوراق الورد ]lı ̽┓

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:green;border:5px groove white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]صلاة في المحراب الأخضر




شجراتي

"ولما غضبت ويبس ما بينهما ضاق بهجرها فانصرف إلا شجرات كان يخلو إلا نفسه
في ظلها ونضرتها ونسميها وما فيها وما حولها وظن أنها تنبت شيئا في جدب الهوى
أو ترمي بظل على رمضاء القلب فكان في وهمه كالذي يحاول أن يجد نساء من
الشجر ..وهناك كتب هذه الرسالة في الربيع ...والتي بعدها في الشتاء.....
لي صديقات نم الشجر أعرفهن ويعرفنني منذ سنوات وهن ينزلن مني بعض الأحيان
منزلة الحب لأن فيها شيئا من دلال النساء الخفرات أجد أثره في قلبي ولا أجد برهانه
على لساني فإذا هممت أن أبن عنه وأبتغيه بالعبارة أخفته العبارة حتى لا يزيده البيان
إلا غموضا وسوء معرض ولكن لكن إذا مضيت أفكر فيه تبينته أشد تبين فأحسست
في ظلهن المستحي ونسيمهن المتنهد وغصونهن المنثنية شمائل حبيبة إلا نفسي
ورأيت لها معاني لا تقع إلا في القلب ثم لا تقع نته إلا في الموضع الذي مسته يوما
نفحة أو قبلة أو تنهد..
وإنما قيمة الأشياء بما فيها من أثر القلب أو بما لها من في القلب من أثر ولرب شيء
تافه لا خطر له ولا غناء فيه ثم يكون في يد ك محب من حبيبه النائي أو الممتنع
الهاجر فإذا هو قد تحول بموقعه من القلب إلى غير حقيقته فأطلعه الهوى من مطلع
آخر ليس في الطبيعة فيرتفع ثم يرتفع حتى كأنه عند صاحبه ليس شيئا في الدنيا
بلالدنيا شيء فيه ويكون ماهو كائن وينبعث منه روح ذات جلال أقل ما فيه أنه فوق
الجلال الإنساني




هذه صغار الحياة حتى خالطها القلب أصبحت في الحياة أكبر كبائرها كأن قلب كل
إنسان هو النقطة المحدودة له من الكون والكون كله مبعثر من حوله فلا بداية لشيء
ولا نهاية لشيء ولا قرب ولا بعد ولا صغر ولا كبر ما يكون له قياس إلى
القلب .........
والحب قدرة إنسان على قلب إنسان فهو من ثم قدرة قدرة على الكون التنصل بالعاشق
وهو بهذه القدرة أشبه بألوهية لو ساغ في الظن أن توجد ألوهية عاجزة عن كل شيء
إلا عن التصرف في مخلوق واحد وهو بكل ذلك إما حقيقة كبرى او سخرية
كبرى.....



تقوم شجراتي على مسيل من الماء في قاصية بعيدة عن المدينة وتراهن فوق الماء
صفا إحداهن إلى إحداهن كأن هناك بقعة من الجنة قامت فيها قصور الزمرد على
طريق أرضها من الفضة البيضاء المجلوة .
وأراهن كلا سنة يتجردون من الأوراق ليكتسين أوراقا مثلها لا تخلفها في شيء من
الهيئة ولا تباينها في معنى الطبيعة ولكن بين ما يخلعن وما يلبسن تزيد فيهن الحياة
وتشب الروح وتتجدد القوة فتلقى الشجرة أوراقها وتستقبل الشتاء مقشعرة جرداء



لتظهر في الربيع كاسية جميلة ، جديدة في حسنها تتبرج بروحها قبل ثيابها ،
كالحسناء الفاتنه أو ما يتحرك في دمها الحب...
كذلك لا تتبرج الروح إلا خارجة من شقاء أو مقبلة على شقاء ، وما أشبه الحب في
الناس بهذا الربيع في الشجر هو الطريق الأخضر يمتد إلى الجدب واليبس والألم وإما
إلى غاية منسية مهملة في الجفاء أو السلوة!
وهبت في ضحوة النهار إلى صديقاتي أحييهن كعهدي بين حين وحين وما أكرمه
عهدا لمن لا يختلفن من ملل ولا يتغيرن من كئب ولا يتبدلن من خيانة فلما جئتهن
تحفين بي وتناولن قلبي يمسحنه ويتحببن إليه واقبلن يغازلنه ويأخذن فيه مأخذ من
تحب فيمن يحبها حتي لم أشعر منه إلا ما اشعر من زهرة فيها أرجها العاطر أو ثمرة
فيها ماؤها الحلو أو نبتة فيها لونها الأخضر...
ونبهن فيه برفقهن هذه القوة المتواضعة المظلومة التي تتوجه بالإنسان إلى ربه فتكون
عبادة وإلى الناس فتكون رحمة وإلى بعض الناس فتكون الحب،فإني لتحت ظلالهن
الوارفة وكأنني من السمو لتحت اجنحة الملائكة ، وإني لمع أغصانهن النضرة وكأني
من السرور أداعب أطفالا صغارا تبسم لي وإني لبين أنفاسهن وكأني من النشوة مع
الخيال الذي اتخيل...



تجلت علي القوة التي تحول الشعاع إلى ظل ، والهواء إلى نسيم والزمن إلى ربيع
فكنت في الشجر الصامت شجرة متكلمة وانسللت من الطبيعة إلى طبيعة غيرها
ووقفت بين عفو الله وعافيته في هذا المحراب الأخضر ومن لبي المتألم أرسلت إلى
السماء هذه التسابيح ذاهبة مع تغريد الطير ..[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة شذى الريحان ; 27-08-2012 الساعة 03:28 AM.
شذى الريحان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس