عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19-07-2007, 12:49 PM
سعيد بن سالم سعيد بن سالم غير متواجد حالياً

شاعر
كبار الشخصيات
 






سعيد بن سالم is on a distinguished road
افتراضي شاعر بني كنانه مخترق الحضارات

[frame="2 80"]الشاعر الكبير / صالح اللخمي ( مخترق الحضارات )



لمـــــاذا ....؟؟؟
لمــاذا انتهــج صالح اللخمي هذا النوع من القصائد ..؟؟
ديـانـا ، رأفت الهجــان ، أبو جعفر المنصور ، فرعـون .
أهو اختراق للحضـارات ليكشف غثها وسمينها ..؟؟
أم اصطحاب لها بماتعنيه المصاحبة من احتكاك وتمحيص وأخذ وعطــاء وتبيان وإيضاح وتأثيــر ..؟؟
هـل عمــل صالح اللخمي في قسم [ الطب الوقائي ] في وزارة الصحة ..؟؟
أم أن هناك تأثير ثقافي غير مباشر لحملاته التحصينية ضد الأمراض الثقافية الوافدة وأراد [ كشــاعر ] أن يؤدي دوره وواجبه متأثرا بحسه وغيرته ومسئوليته تجاه الوطن ..؟
مدح رجل من كنانة الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله) بقوله :



به اللّه يسقي صيوب الغمام فهذا العيـان وذاك الخبـرْ



فقال النبي(صلى الله عليه وآله) : بوّأكَ اللّه يا كناني بكل بيت قلته ، بيتاً في الجنة
إن هذه الرؤية الإيجابية من قبل الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) للشعر الرسالي ، فاتحة منهج أدبي رائع ، يتحرك في سطور الأمة المبدعة وكلماتها ، وبداية اكتشاف لحقيقة حيّة مفادها : إن الشعر الرسالي الهادف أحد اكبر مدارج القيم الإنسانية التي ترفع من شأن الإنسان المبدع في الدنيا ، وترفع من درجته في الآخرة ، كأي عمل حثّت عليه الشريعة الإسلامية الغرّاء .
إذن صالح اللخمي يعلم أن للشعر رسالة هامة يجب أن يقوم بها ، وهي رسالة الوعي ولا يقوم بذلك إلا الشاعر الواعي ، الذي يتحسس المخاطر وينبه الناس لها ، ويعرف خطورة الغزو الفكري ، وأضراره الفادحة ، فينبري للتصدي له وفضحه بطريقة ساخرة لاذعة
ديانا تلك العاهرة التي استخدمت حسنها وجمالها وسيلة دعائية لنشر الرذيلة والفساد ، وتهافتت وسائل الإعلام على تلقف أخبارها ، ونشر صورها الفاضحة وغرامياتها المنحرفة وتقديمها للعامة في ثوب من الطهر والعفاف ..!!
ديانا ... تناول قصة حتفها الشاعر المبدع صالح اللخمي بطريقة ساخر




من نهار السبت إلى يوم الأحد عدا ثمـان أيـام
والصحافه والمحطات التي عبر الفضاء منشوره
ماتناقل غير قصة موت اميرة ولز في باريـس
في بداية كل نشره صوروها بالخبر والمنظـر
وابلغ التعبير ذاك الحزن مثل الوشم في الو جوه
رغم ذلك ماتغاضوا عن خطايا الفاتنه المحبوبه
صوروها في ثياب العشق حتـى بعـد موتهـا
والعرب كبوا قضايا القدس واهتموا بموت اديانا
ماعـدا الا مابعثنـا الـورد تخليـد لدورهـا
ليتنا وقت الحدث كنا نصيف في ضواحي لندن
كان صلينـا علـى الفايـد وشيعنـا جنازتـه




ويجيبنا [ ساترس ] على تلك التساؤلات
ما دام الإنسان في صراع مستمر مع الوجود -ومن أجله- فإن الشاعر المعاصر هو أحد أطراف هذا الصراع، بل هو أحد أطرافه الأساسيين، ومن هنا جاء اهتمامه بالأساطير مستلهماً دلالاتها البدائية ومستكنهاً أبعادها الإنسانية لمواجهة خيبات العصر، فالأسطورة "هي الماضي الحاضر في الحاضر وحين يستخدم الشاعر الأسطورة فإنه بذلك "يقوم بعملية اختراق حضاري لماضٍ غابر غير حضاري يحمل معه براءة البشرية ونقاءها في عهود طفولته الأولى
فهل كان رأفت الهجان أسطورة ..؟؟ أم كان شئ من الأسطورة ..؟؟ أم أنه إنتصار وهمي في خيال الكاتب والمخرج عايشناه على الشاشات الفضية والملونة ..؟؟
تســاؤلات يجيبنا عنها صالح اللخمي بقوله :





ياهل مصر اشغلتمونا في قضية رأفـت الهجـان
في القصص وعلى المسارح ثم عبر الشاشه الفضيه
كل يـوم تعرضونـه بعـد الاخبـار المصـوره
بالغ الكاتب وزاد المخرج ابدع فـي تقمـص دوره
ماعدالا مااصبح الهجان ريـس دولـة اسراييـل
والحقيقه ان العروبـه مستواهـا مـا تعـدا حـده
قبلنا مية سنه حتى نصيـر اقـوى مـن الموسـاد
ننتـج الافـلام واسراييـل تنتـج قنبلـه ذريـة
والمفاعل عندهم واكبر محطه في مطـار ايـلات
والقمر يرصد مدنا والصور ضمن الرسايل عبـره
ما ولا بقعه ولا موضع قـدم ماعينـوا جاسـوس
واني صرت اخاف حتى من زوايـا جـدر بيتنـا




ثم يرحل بنا مخترق الحضارات ليس فقط عبر الديار بل عبر الأزمان أيضـاً وكأنه قد استخدم [ بساط الريح ] أو فانوس [ علاء الدين ] هاهو هذه المرة يحط بنا في حضارة وادي الرافدين يصعد بنا الحدائق المعلقه ويقف بنا أمام بوابة عشتار ويجلسنا في ساحة قصر على الفرات وقد تصدر المجلس عربي بملامح عربية وأفكار غير عربية ، يخاطبه اللخمي قائلاً :




ليت ابو جعفر المنصور موجود وعيونه تشوف
كان يبصر بعينه ويش تعاقب على دار الخلافة
أصبحت منبع الشر بعد كان اسمها دار السـلام
حولتها القنابل والصواريخ قطعة مـن جهنـم
واقتحم ثعلب الصحراء معاقل بـلاد الرافديـن
سود الله وجه الحاكم اللي على شعبـه تجبـر
مثـل ماسـود البـارود جدرانهـا واركانهـا




لم يغمض للخمي جفن ولم تهدأ له نفس ولم يمــل الترحال كان دائماً يسعى عبر قصائده إلى إثبات علاقة قائمة أصلاً بين الشاعِر العربي المعاصر وتراث شعبه؛ بقدرِ ماتطمح إلى إضاءة جانب هام من هذا الأمـر، وهو مسألة استدعاء الشخصيّات التراثية في القصيدة؛ وذلك من خلالِ استدعاء شخصيّة واحدة على غايةٍ من الأهميّة في تاريخنا الأدبي هي شخصيّة



فرعون




يالله ياذا على فرعـون دار الدوايـر ليـن طـاح
يوم سلط عليه اقوى صنوف العذاب وغيرق اسمه
وارتعد من كليم الله موسى ومن هـارون اخـوه
عندما جمع اهل السحر قصده يحطم قدر موسـى
مادري ان المقدر والقضى فوق حقـد الحاقديـن
العصاة التـي فـي كـف موسـى غـدة حيـه
توقف السحر من كف الذي عقـده وتـلا عـزوم
واسلم الكاهن الكذاب والغـى عزومـه والعقايـد
واخلف الله ذيك الخطه اللـي سـرا يرقـب لهـا




أن التراث لدى صالح اللخمي"ليسَ تركةً جامدة، ولكنهُ حياة متجدّدة، والماضي لا يحيا إلا في الحاضر، وكل قصيدة لا تستطيع أن تمد عمرها إلى المستقبل لا تستحق أن تكون تراثاً، ولكل شاعرٍ أن يتخيّر تراثهُ عبرَ عناقه الحار مع التراث الشعري العربي



للكاتب : سعيد صالح المرضي



منقول للفائده [/frame]