[نسيم السروات]

أخواني / اخواتي أعضاء وزوار منتدى زهران الكرام .

بكرة السفر بكرة ، بكرة السفر بكرة ، هذا مقطع من بداية أغنية لفنانه مصرية قديمة تذكرته وتذكرت معه

ذكريات قديمة لا تنسى

في مثل هذه الأوقات من نهاية كل عام دراسي والطلاب والطالبات يأدون الأختبارات وفي انتظار الإجازات

جال بخاطري ذكريات جميلة لا يمكن أن يمحوها الزمن مهما طال وبعد .

تذكرت ونحن صغار وكنا في مثل هذه الأوقات من نهاية الترم الأخير يحذونا شوق وتلهف للسفر إلى ديرتنا الغالية

بلاد زهران .







تذكرت أمي الحبيبة ونحن كلما نرجع من المدرسة بعد الأختبار نلاقيها ترتب في شناطنا للسفر وتضع فيها ملابسنا

بعد ما غسلتها وكوتها وطبقتها . وبعضها جديدة دوبها شرتها لنا لنحضر بها المناسبات والزواجات

تذكرتها وهي تنزل هي والوالد رحمه الله كل عصرية للسوق يتقضون للديرة الكساوي والهدايا .

كان الوالد غفر الله له يقتضي الساعات والشمغ والعقل والكبكات والمسابح ليقوم بإهدائها للصغار والكبار من العائلة .

وتقوم الوالدة بشراء فساتين صغيرة للبنات الصغار وقطع قماش للنسوان وشابات العائلة من ( طاقة طاقة )

كنت أطلب من أمي تفرجني على مقاضي الديرة وكانت ترد علي إذا خلصتي الأختبارات وريتك كل الماقاضي

وكأنها تحمسني لزيادة الإجتهاد في الدراسة والتحفيز لها ، ما أجمل ذلك الشعور وأحنا ننتظر أخر يوم

من الأختبارات لنشد الرحال إلى ديرتنا الغالية نحن في شوق لها ولآهلها وهم في شوق لنا هم يعدون

ويحسبون لمجيئنا ونحن كذلك .

وفي أخر يوم من الإختبار ادخل البيت وأرمي شنطتي وكتبي وأول كلام ابادر أمي به تعالي وريني الهدايا

ولما تفتح الشنطة أشوف فيها مايبهج النفس من الفساتين الجميلة لمن في سني من البنات



حتى أنها تصيبني الغيرة من بعض الفساتين ودي أنها كلها لي ولا تهدي منها شئ ( طفلة ماعلي شرهه )



ثم تطلع الأقمشة الرائعة وتبدأ توزعها وتقول لي هذه الطاقة (القطعة) لعمتك فلانه مع قاروة ريح ( عطر )

وهذه لخالتك فلانه مع كيس حنا وهذه لجدتك فلانه مع شوية بخور أما جدتك فلانه فهي ماتحب تيه الخراميط كلها

جبت لها سجادة وشرشف صلاة وقطعة شيلة من أبو مفتاح وبنات عمك الصبايا شريت لهن شالات مكثله

يأخذنها فوق كتوفهن زينه نهار العيد .






وكل واحدة خت لها على بنجرتين بنجرتين يأخذنها جوف أيديهن في الصدات

ياتعني ذهبن وهي ماهي ذهبن ماهلا زينه ،

ثم أقول لها طيب يمه وأنا وين المقاضي حقتي ؟ فترد وأنتي اسكتي ساكته وش جبنا لك غمضي عيونك ولا تفتحين

لين أوريك وش جبنا لك انا وأبوك وافتح عيوني والقى قدامي فساتين بألوان مختلفه وجزمة وأنتم بالكرامة

بكرتونها وبكلات وشباصات شعر وغيرها وأخذها بكل فرحة وسعادة وكل شوي افتحها وأتفرج عليها وأقيسها مرة ومرة

أرجعها في الكيس تقطعت من كثر القلاب والفرجة .

أخواني كذلك مثلي قد شرى لهم الوالد ثياب جديدة وغتر وأحذية وملابس داخلية وكل واحد منهم فرحان باغراضه

يقلب فيها ويصلق ويرتبها مرة في شنتطة ومرة يخترجهاويقيسها الفرحة واصله حدها بالسفر وبالملابس الجديدة .

يجي عاد يوم السفر والحزبه تكون من الفجرية بعد صلاة الصبح حيث كان الوالد الله يرحمه يحب السفر من بدري

وكان يردد أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( بارك الله لأمتي في بكورها ) حيث كان يصحينا من النوم مبكرين

ونقوم كسلانين وعيوننا مغطشه ولكن فرحتنا بالسفر تجعلنا نصحصح .

كانت الوالدة الله يسعدها تعبي لنا ترمس مويه وثلج نشرب منه في الطريق


حافظة من الفتة والسمن والعسل ناكل فيها طول الطريق

وكذلك تسوي لها وللوالد تلاجتين قهوة وشاهي يشربونها طول الطريق أيضاً.

ننطلق على بركة الله متوجهين على الديرة يغمرنا الشوق والحنين لديارنا الحبيبة وأهلنا هناك .



كان أحلى شئ إذا وقفنا في قهوة في الطريق وطلب لنا أبوي غداء من المطعم يالله تقول أن أكلهم طالع من الجنة

مع أن النظافة والعناية في القهاوي ذلك الوقت معدومة لكن نفرح بأي شئ فيه تغيير لنمط الحياة مهما كان .

وبعد صلاة العصر بحوالي ساعة نكون قد شرفنا على شمرخ فعندما نصل شمرخ نشم ريحة الديرة وهنا

نقوم نصحي بعضنا البعض لأن بعضنا كان ينام في السيارة من طول المسافة فتلاقينا ننهض

نصارخ كلنا وصلنا الديرة وصلنا الديرة هي هي وصلنا الديرة .

وأول ما نشرف على القرية طبعا نجي على غفلة مافيه جولات ذاك الوقت نخبرهم بمجيئنا ومن كان يستقبلنا

في البداية ؟ الصغار البنات والأولاد يقربون إلى عند قزاز السيارة ليتعرفون من بداخل السيارة فإذا عرفوا

من أحنا فروا مسرعين إلى بيت جدي وأعمامي يخبرونهم بقدومنا وما أن تقف سيارتنا في الزربه

( ساحة البيت ) إلا وقد تجمع علينا كل أهل القرية مستبشرين بقدومنا حتى أن جدي كان يطلق عدة طلقات

من بندقيته فرحة بنا وتتجمع كل العوائل في بيت جدي وبعد شرب القهوة والشاهي والأستقبال الحار

من الجميع يقوم جدي على الغنم ويسدح منها خروفين ويذبحهم تكريماً لنا ويعزم أهل القرية خاصة القرابه

وحتى العمات والقريبات المتزوجات في قرى بعيدة يرسل لهن من يجي بهن للعشاء وحضور هذه المناسبة

الجميلة , وبعد هذا العشاء يستلمونا أهل القرية بيت بيت الغداء عند فلان والعشاء عند فلان وإذا خلصنا من

أهل القرية جتنا العزائم من الأخوال وبرضه كلهم بيت بيت عشاء وغداء وهكذا يمر حول أسبوعين كلها عزائم

في عزائم وسعة بال ووناسة بالإضافة إلى الزواجات والمناسبات الأخرى .

اليوم الثاني نفتح شناط الهدايا ويبدأ الوالد يوزع كل هدية لصاحبها وكل شخص تقدم له الهدية التي تناسب سنه ووضعه

وكذلك تقوم الوالدة بتوزيع الهديا التي أحضرتها على النسوان والبنات ما تخلي أحد منهن بدون كسوة أو هدية .

كنت أذكر بنات القرية يتجمعن حولي منبهرات من كل شئ اللبس والكلام ويطالعون فيني من من قدمي حتى رأسي

وكأني جاية من كوكب الزهرة ويتسابقن على مصاحبتي والجلوس معي وأحس في عيونهن بحسرة على العيش

في المدينة والسفر للمدن بكثر ما يرددن ياحظك أبوك سافر بكم .

أما اليوم فبنات الديرة احسن من بنات المدن بكل شئ وصرنا نهني لهن بأشياء كثيرة ليست عندنا .

ما أجملها من ذكريات كانوا الناس متحابين متكاتفين يفرحون بالقادم من السفر ويسعدون بشوفته ويقدمون له

واجب الضيافة والأستقبال .

أما اليوم ويا أسفي على اليوم .

نجي من السفر ونوقف بسيارتنا عند البيت والله ما نشوف احد بدى لنا أو درى عنا لا أستقبال ولا بزران

يلاحقون سيارتنا ليعرفون من أحنا مثل زمان وقد نجلس ثلاثة أيام مانشوف أحد يبدي علينا ويأخذ أخبارنا

صاروا المسافرين شئ عادي جو أو راحوا ما أحد عليه من أحد .

أنقطعت الكساوب والهديا من قبل المسافرين وأنقطعت هدايا أمهات الديرة للمسافرات ( قسبه ولوز وقليه ) ههههه

والذبائح يقوم كبير العائلة بأنتظار كل المسافرين حتى يحضرون كلهم من جميع المناطق ثم يجمعهم أما في بيته أو

في أحد الاستراحات ويسوي لهم عشاء جماعي ماخذ بمدأ ( من حبه الله جمع ضيفانه ) وبعدها كلن في بيته .

وإليكم هذا المقطاطع كهدية لكم لمناسبتها للموضوع .






ولكم اجميل تحياتي .

بقلم أختكم / نسيم السروات .