عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19-02-2009, 06:01 AM
الصورة الرمزية ابوباسل
ابوباسل ابوباسل غير متواجد حالياً
 






ابوباسل is on a distinguished road
افتراضي الباحة مدينة تسهرعلى الأساطير كل ليلة من«حراس الذهب»«أبناء الجنية»«ثعبان سد الحويه»!!

من «حراس الذهب» و «أبناء الجنية» إلى «ثعبان سد الحوية »
جدة: ماجد الكناني
تقول الاسطورة «ان خلافا كبيرا وقع بين ستة اشقاء في نهاية القرن الماضي 1900ميلادية حول كيفية توزيع ارض زراعية ذات مساحة كبيرة في قرية تدعى (سد الحوية) تبعد 50 كيلومترا عن مدينة الباحة جنوب السعودية، ويوما بعد يوم كان هذا الخلاف يكبر، ويزيد من شقاق الاخوة الستة الذين كانوا متحابين، لكن ذلك الخلاف لم يدم طويلا، فقد حدثت مفاجأة لم تكن في الحسبان اثناء مشادة وقعت بينهم، حيث ظهر ثعبان ضخم من احد اركان تلك الارض، ليقوم بالسير فيها وتوزيعها بشكل متساو ويختفي منها كما ظهر، بعد ان ترك اثارا تعلن وجود ست اراض موزعة بالتساوي».
يتناقل الناس الاسطورة في تلك المنطقة منذ عقود طويلة، ويحدثون ابناءهم عنها حين يمرون بمحاذاة تلك الارض التي تقع على شكل مستطيل في منطقة منخفظة تحيط بها الجبال الشاهقة من كل جانب.

ولكن محمد الزهراني من سكان تلك القرية يقول «بلغت الان العقد السادس من العمر، وكل ما اعرفه عن هذه القصة، انها حقيقة حصلت، ولكن لم التق بشخص قال انه شاهدها، بل كلهم يروونها عن اجدادهم، واعتقد ان الجيل القادم والذي يليه سيرووها عنا».

وأضاف «هذه القصة ان صح ان نقول انها اسطورة، فقد اعطت المكان جمالا، لذلك نحن حريصون ان لا نقول انها اسطورة، فالناس حين يمرون من الجوار من الطريق السريع المجاور للقرية، يخفضون سرعتهم، ليتأملوا في هذا المكان، ويخبروا ابناءهم بهذه القصة وهنا الجمال حقيقية كانت او اسطورة».


وحسب ما يقول صالح الفهمي «فان الناس يتداولون القصص على مواقع كثيرة، فهناك ايضا (خرابة الفضلى) ـ كما يسميها الاهالي ـ وتقع في قلب قرية مسير على قمة احد الجبال الشاهقة، فيخبرنا الاجداد بوجود كميات من الذهب تحت انقاضها تكفى العالم بأسره، ولكن احدا لا يستطيع الوصول اليه، وذلك بسبب حارسها الذي لا ينام ولا يغفو (ثعبان ذو رأس كبير يتولى حراسة ذلك المنجم)».
ويتابع حديثه «هناك العشرات من القصص الاخرى التي نسمع بها ولا نعرف هل هي صحيحة ام لا، فهناك اسرة كاملة تعيش في المنطقة يطلق عليهم الناس ابناء الجنية وهم معروفون بأن والدهم من الانس وامهم من الجن ولهم قصة مثيرة يتداولها الناس».

وهنا يقول قينان الزهراني الباحث في تاريخ منطقة الباحة «هذه الاسطورة ليست الاولى في منطقة اشتهرت بتداول الاساطير، ولن تكون الاخيرة، ومعروف ان مثل هذه الاساطير تصبح مع مرور الايام رمزا لتلك المناطق ليس في هذه المنطقة فحسب، بل في كل بقاع العالم».

وأضاف «من اهم اسباب انتشار الاسطورة في هذه المنطقة هم الحجاج اليمنيون الذين كانوا يمرون في القدم على هذه المنطقة المعروفة بالكرم خلال سفرهم ويمكثون عدة ايام في ضيافتهم ويبثون بينهم الكثير من الخزعبلات التي وجدت مكانا تنتشر فيه في ظل جهل البعض في تلك الايام».

الاسطورة في الباحة تجري في شرايين تلك المنطقة كما يجري الدم، وتعطي لأمكنتها هيبة كبيرة، تظل عالقة في رؤوس الناس، ورغم ان السكان بين مصدق ومكذب الا ان الفئة الاولى هي الاكثرية، ربما لانهم نشأوا وتربوا على تلك الروايات، واصبحوا يخشون ان يتعرضوا لاي مكروه ان هم لم يصدقوها، وهو ما يرويه محمد الزهراني بقوله «يتداول الناس هنا ايضا قصة عن احد الشباب كذب هذه القصص وقال انها غير صحيحة، وتراهن مع آخرين على ان يدخل احد الحصون التي فيها حارس يحرسها، ومنذ ذلك اليوم لم يره احد ولم يشاهده احد، لذلك فمن الافضل ان لا تهتم كثيرا بالامر صدقا او كذبا».


وعندما يكون الحديث عن الاسطورة، فيجب ان لا نغفل منطقة ذي عين الاثرية الواقعة في تهامة الباحه بمحاذاة عقبة الباحة، حيث يردد الناس هناك حسب ما يشير محمد العمري احد اعيان تلك المنطقة «ان هذه العين لم تكن موجودة منذ زمن بعيد ولكن رجلا من العراق جاء زائرا اليها وقال انه سيوجد لهم عينا من الماء ولكن شريطة ان يأخذ العصا التي ستخرج من الارض معها الماء لانها عصاه التي سقطت عليه في نهر الفرات، حيث ان هذه العين متصلة بمياه العراق».

ويضيف «بالفعل بعد ان حفر العين خرجت العصاة من الارض مندفعة بقوة الماء واصابت الرجل العراقي في عينه وافقدته إحدى عينيه ومن هنا سميت (ذي عين) حسب القصة التي يتداولها الناس».


وهنا يقول مهدي حسن الزهراني المسؤول عن اللجنة الاعلامية في محافظة المندق التي تعد اهم محافظات الباحة «ان معظم الاساطير تشكلت في السابق عندما كان الراوي هو الوسيلة الوحيدة لقضاء وقت الناس، ففي تلك الازمنة لم يكن هناك التلفزيون او الراديو او خلافه وكل وسائل الترفية او قضاء الوقت والسهر تنحصر في الرواة الذين يتجمع حولهم الناس ويروون القصص الحقيقية ويتناقلونها والقصص التي يختلقونها لتقطيع الوقت».

وأضاف «بدأت الكثير من القصص تختفي جيلا بعد جيل بعد ان انشغل الشباب في هذا الجيل بامورهم الحياتية المختلفة اضافة الى بعد بعضهم عن المنطقة لظروف العمل اضافة الى ابنائهم الذين لا يتسنى لهم الا السفر الى المنطقة في موسم الاجازات الصيفية في الغالب».

الشرق الأوسط
الثلاثـاء 07 رجـب 1427 هـ 1 اغسطس 2006 العدد 10108

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

أستودع الله الحجاز وأهله *** وسقاهم سيل الحيا وسقاه
أهوى الحجاز وطلحهُ وسيالهُ *** وأراكه وبشامهُ وعضاه
فسقى الإله سهوله وحزونه *** ومروجه ووهاده ورباه
غيثاً يطبّق بالفلاة ِ فيستوي *** بالروض منظرُ أرضه وسماه

http://mbseb.blogspot.com/
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس