[ابن مخزوم]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن مخزوم      [justify] س\ لماذا عندما تُذكر فروع الجعفر , يُقال لنا (القهاد و الحسن والجعفر) فكيف يكون الجعفر أصلاً و في نفس الوقت فرعاً , أرجوا التوضيح ؟ [/justify]

لطالما كان هذا السؤال موضع إستغراب لدى الجميع شيبةً و شبابا , إذ لا يُعقل أن يكون الجعفر أصلاً وفرعاً في نفس الوقت , ولكن فيما يبدو لي بأن القهاد والحسن فروع مستقله عن الجعفر , ذلك لأننا عندما نقرأ الحجج والوثائق القديمه المُتعلقه بقريش زهران , نجد أن القهاد والحسن والجعفر لها إستقلاليه واضحه عن بعضها البعض , على الرغم من وجود قرابه واضحه ومُلموسه فيما بينهم , لدرجة أننا نعتقد بأنهم من أبٍ واحد .

ففي كتاب التبيان في تاريخ أنساب زهران لأبن سدران , توجد وثيقه قديمه لقبيلة قريش زهران في الصفحة"347" , حيث أن هذه الوثيقه تتكلم عن إتفاقيه مُلزمه لفروع قبيلة قريش زهران في سبيل المحافظه على وحدة القبيلة فيما بينها , فضامن على هذه الإتفاقيه سادات وشيوخ فروع قريش زهران :
فكان من الأطاولة بفرعيها ضُمناء على الإتفاقيه , وكان من بني محمد بفروعها السته ضُمناء على الإتفاقيه , وكان على القهاد ضُمناء على الإتفاقيه , وكان على الحسن بفرعيها ضُمناء على الإتفاقيه , وكان على الجعفر بفروعها السبعه ضُمناء على الإتفاقيه .

فبالتالي فإننا نلحظ إستقلالية القرار السياسي للقهاد والحسن عن القرار السياسي للجعفر , مما يدل بأن القهاد والحسن والجعفر هي بالفعل فروع مستقله ذات أُخوه لأبٍ واحد .

.................................................. .....

السؤال \ ما هو اسم الأب والجد الجامع لعشائر "القهاد - الجعفر - الحسن" ؟


"والجواب على ذلك التالي"

1\ في البدايه أود أن أُعرف القارئ الكريم بفروع الجعفر المباشره والحسن والقهاد :-

[justify]* الجعفر \ القسمه - المحاطبه - الحمود - الثراوين - منضحة - التويمات - منحل .
*الحسن \ الجماهير - العديه .
*القهاد .[/justify]

...............

2\ إن هذا التكوين القبلي لقبيلة الجعفر غريب جداً , حتى كبار السن كما قلت آنفاً لا يعلمون ما السر في ذلك , وأنا بدوري قد سألت أحد كبار السن من القهاد عن ذلك , فقال لي بأن القهاد والحسن والجعفر لهم قرابة قويه لا تخفى على الجميع فزيجاتهم وشداتهم ومُلزماتهم ومفاخرهم واحده , ثم سألته لماذا الجعفر تكون أصلاً وفرعاً في نفس الوقت , فقال لي لا أعلم عن ذلك , وان هذا السؤال بالفعل يثير الدهشه والإستغراب !!!.

حتى

الأخ الكريم حفيد الخرش , عندما تداخلا معنا قال التالي :

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حفيد الخرش      قرية الجعفر نسبه إلى جدهم الأعلى المسمى جعفر ابن قريش أو ابن ماهر ونرجح الاسم الأول قريش

فهو يقول بأن الجعفر بجميع فروعها القهاديه والحسنيه والجعفريه هي أبن لقريش , فقلت له من أين لك هذه المعادله الصعبه , وعلى أي أساس رجحت بأن الجعفر هو أبن لقريش وليس لماهر ؟ ولكنه لم يرد علي .

"ويبدو لي بأن هنالك بالفعل قرابة أُخوه بين القهاد والحسن والجعفر لكن هذه القرابه قد أنطمثت مع مرور الزمن"

3\ كما قلت آنفاً في أن القهاد والحسن والجعفر بينهم علاقةَ أخوة واضحه , فما هو الإسم الجامع لجد وأب هذه العشائر العظيمة البأس والشديدة المراس ؟؟؟

والجواب سوف نعرفه من أبونا وجدنا "أبن ثامره" في القصه التاليه :

كان لأحد رجال آل الدوسي من الأطاولة دين بمبلغ عشرة ريالات عند أعرابي من الباديه , وكان هذا الأعرابي يُماطل في سداد دينه لمدة ثلاث سنوات , وبالصدفه تواجه الدوسي مع الأعرابي في سوق قريش , وكان هذا البدوي في حماية أهالي القسمه من الجعفر حسب العرف القبلي لأنه قد أمسى عندهم , فطالب الأطولي دينه من الأعرابي بكل قوة حتى وصل إلى حد التماسك بالأيدي , إلى أن أخذت الحميه تغلي في عروق الجعفري غضباً لما حصل لضيفه الأعرابي من قبل أبن عمه الأطولي , فقام الجعفري بقتل الأطولي في السوق وأمام مرأى من الناس , بعد ذلك هرع شيوخ وسادات الأطاولة إلى المُطالبه بدم ولدهم من عشائر الجعفر حسب مواثيق السوق والأعراف القبليه , فكان الحكم على الجعفر وفروعها هو تنفيذ حكم "النقا" فيهم , فرفضوا الجعفر ذلك الحكم جملةً وتفصيلا , فما كان من الأطاوله إلا أن تجهزوا للحرب على الجعفر وفروعها , وكادت أن تتوقد نيران الفتنه بين الطرفين وتكون الحرب المستعره فيما بينهما , لولا لطف الله ثم حكمة رجالات زهران وشيوخهم الكرام , فإليكم الحل الذي ذكره أبن ثامره لهذه المشكله من خلال شعرهِ الفخم :

[frame="7 90"]
قدر الخالق بصكة حين بين اثنين من قريش
والسبب دين لولد الأطاوله عند البدو ما كمله
واهبط يطلب عميله في الخلاص وابى يسلمه
قال ولد القسمه وقفت عانينــا وضيفنا
ونقا في وقفة العاني برجال من ايل الدوسي
ورجال الأطاوله نقوا برجال في العقود
وتحاسبنا في التالي با الاول والنقى سلف
والذي متغبن زهران يعطون السبل والسيـه
والسوالف قد مضت وابن ادم له مثل ما عليه
واشهد ان البيض لقريش ابن ماهر حيهم والفاني
أبد يا جبريل واسرافيل ومكاييل جرها
[/frame]

"الحل"
أن الحل الذي إرتضاه الجميع لهذه المعضله القبليه , هو أن يكون النقا سلف ودين على الجعفر , فوافق الطرفان على هذا الحل .

"البيض"
هو قماش أبيض يُعطى لأحد طرفي النزاع , مكافأتً له على إسراعه ولينه في سبيل إخماد نار الفتنه والمشكله , فإن كان طرفي النزاع هما شخصان , تكون البيضاء للشخص الأسرع صلحاً والأرغب لدرء الفتنه , وإن كان النزاع بين قبيلتين تُعطى البيضاء للقبيلة الأسرع في الصلح , وهكذا حتى يكون هنالك ترغيب للمُتخاصمين في الصلح , فيكون لصاحب البيضاء شرف المكافئه الماديه والمعنويه وهي الأهم عندهم .

ويبدو من خلال قصيدة أبن ثامره لنزاع الأطاولة و الجعفر , أنهُ تم الترشيح البيضاء في أن تكون مُكافئه "لعشائر ماهر" وهو الجد والأب الجامع للجعفر والحسن والقهاد .
ذلك لأن البيضاء كما قلت آنفاً لا تكون إلا لمن هو أسرع وألين في الصلح بين طرفي النزاع القبلي , فكان صبيان ماهر هم الأسرع للصلح من صبيان الأطاوله .

والدليل الأخر في أن ماهر هو جد لهذه العشائر , هو قول أبن ثامره "حيّهم والفاني" في نهاية البيث الشاهد بالقصيده , مما يدل فعلاً بأن ماهر هو جد كبير لعشائر كبيره , ليس كما يقول البعض في أن ماهر هو شخص له مكانه في قريش بذلك الوقت .

النتيجه النهائيه \

مثلما قد أخبرنا أبن ثامره عن حارثية بني حسن يوس , نجدهُ في هذه القصيده الضخمه يُخبرنا عن "ماهر" جد وأب عشائر الجعفر والقهاد والحسن .

**********************************

وتأكيداً على أن البيضاء تُعطى للقبيلة الأسرع والأرغب للصلح من القبيلة الأخرى , هي قصة نزاع قبيلتي بني جندب و بني بشير , والقصه هي :

أنهُ قد مات رجل من بني بشير بسبب مرض الجدري , فأُتِهم ظُلماً علي بن مبارك البشيري بقتله وهو لم يقتُله في الحقيقه , فهرب علي بن مبارك البشيري إلى قبيلة بني جندب عند شيخها أبن زنان , فطلب حق الجوار واللجوء عنده , فأجاره أبن زنان وحماه , لكن بعد فترة شهرين قرر علي بن مبارك البشيري الرجوع إلى قبيلته بني بشير , لأنهُ مؤمن ببراءته من هذه التهمه المُغرضه , فطلب من أبن زنان شيخ قبيلة بني جندب أن يرد الجوار إليه فردها , وبعدها عاد علي بن مبارك البشيري إلى بني قومه , لكن ما إن علم أقرباء المتوفى بعودته حتى جاؤوا إليه فقتلوه وقتلوا أحد أبناءه , واستطاعت بقية أسرته الهرب إلى قبيلة بني جندب مرةً أخرى , وأخبروا شيخها أبن زنان ما حدث لوليهم علي أبن مبارك البشيري , فأستصعب ذلك الأمر على الشيخ أبن زنان مما قد حدث لدخيله علي أبن مبارك وإن كان قد رُد جواره إليه وأصبح في حلٍ منه , فقام بعض أفراد قبيلة بني جندب فقتلوا رجُلين من قبيلة بني بشير "نقاً" لجارهم القديم وإنتقاماً له .

فعلمت قبيلة بني بشير بذلك التدخل الجندبي في خصوصياتها , فأعلنوا الحرب على قبيلة بني جندب , وتجهز الطرفان لذلك اليوم العسير , لكن لطف الله ثم تدخل المصلحين أبى أن تقوم هذه الحرب , فتواعدوا للصلح في سوق المندق ببني كنانه ليشهد مرتادوه بذلك الصلح , وقد أُستدعي أبن ثامره ليشهد هذا الصلح وليقول في قصيدته الفخمه الشعر التالي :
[frame="7 90"]
قدر الله واحد يجدر ويفنى من بني بشير
قالوا الدا والردى والشر كله من علي بن مبارك
وغدا يدخل على الحكمان من فتنة رفاقته
وقعد شهرين عود يخرج الحكمان م الدخّل
وأنقتل بعد أنصب البيضا لجاره واتصل في بيته
قال ابن زنان بأنقى في دخيل كان عندنا
ونقا والبيض فأل الجندبي عال يُنشر شاشه
فأل حاضرهم وغايبهم وميتهم وحيهم
واجب نكسي بها حتى شجر ديرة بني عمر
[/frame]

وقد تم الإكتفاء بما حدث من نقا بين المتنازعين , وتم في نفس الوقت إعلان براءة علي بن مبارك البشيري رحمه الله حتى وإن قُتل , وذلك إكراماً له وإحقاقاً للحق أيضاً .

ثم تم منح البيضاء لقبيلة بني جندب , وذلك لأنها القبيلة الأسرع والأرغب للصلح من قبيلة بني بشير .

...........................................

"الملاحظه النهائيه"

من شروط البيضاء منحها للخصم الأسرع والأرغب بين المتخاصمين , وهي شروط مُلزمه ليس فيها أي مُجامله أو استثناء , لهذا نجد أن البيضاء ذهبت إلى قبيلة بني جندب دون قبيلة بني بشير على الرغم من خطورة هذا الأمر , ولكنها هي العلوم والسوالف والسلوم التي كان عرب زهران يُجزمون ويتشددون فيها , حتى ولو شُكك في حدوث إنتكاسه لهذا الصلح , مع أن هذا لن يتم لأن البيضاء لا تُعطى إلا بعد تثبيت مواثيق الصلح وإعطاء الكلمة من لدن المتخاصمين , وهي الكلمه التي كان العرب يُقدسونها ويجلونها .

ومثلها نجد الخلاف الذي كان بين الأطاولة و بني ماهر , فنجد بأن البيضاء ذهبت إلى بني ماهر دون الأطاولة , لأنها كانت الأسرع والأرغب للصلح ودرء الفتن فيما بينهما .

إذن :

إن القول بأن قبيلة الجعفر هي من ذرية جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه , هو قول باطل جملةً وتفصيلا , فالجعفر والقهاد والحسن هي من ذرية ماهر من قبيلة بني حُبيش من زهران .

لأننا نعلم بأن قريش قد تحالفت مع عامة قبيلة بني حُبيش الزهرانيه كما يقول أبن حبيب في كتاب المنمق , وبني حُبيش هي قبيلة بني حرير الأن , حيث أن بني حُبيش قد تلقبت في فتره من الفترات التاريخيه بلقب حرير , فغلب لقب حرير على الأسم حُبيش , وكما هو معلوم بأن قبيلة بني حرير تحد جغرافياً قبيلة قريش زهران من الجنوب والشمال والغرب , وكأن قريش زهران جزء من قبيلة بني حرير , ونحن نعلم أيضاً بأن بني حرير تتكون من فرعين هما "بنو حُبيش , وبنو مسلم" , وفي الواقع أن بني حرير هو لقب لبني حُبيش كما ذكرنا , وأن بنو مسلم هي جزء من قبيلة بني حُبيش , ولكنها أنفصلت عنها في في الفتره الإسلاميه , والدليل على ذلك الإسم الذي يدل على إسلامية زمن هذا الإنفصال , فإسم "مسلم" لم تكن العرب تُسمي أبناءها به في الجاهليه .

وبما أن الثابت لدينا في أن مخزوم بني محمد هم الوحيدين الذين ثبت نسبهم الى قريش مضر , فبالتالي فإن عشائر ماهر هي جزء من قبيلة بني حُبيش , لأنها تقع بين قبيلة بني مخزوم و بين قبيلة بني حُبيش .

الخلاصه : القهاد والجعفر والحسن هي من ذرية ماهر من قبيلة بني حُبيش الأزديه من زهران .

***********************************