عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24-05-2008, 03:17 PM
ابو مصعب العدواني ابو مصعب العدواني غير متواجد حالياً
 






ابو مصعب العدواني is on a distinguished road
افتراضي الفقر في بني عدوان ...لماذا لي الجوع والقمح لك !!!

صح عنه صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عباس أنه قال: {يقول الله عز وجل يوم القيامة وهو يحاسب الإنسان: يابن آدم, جعت فلم تطعمني، قال: كيف أطمعك وأنت رب العالمين؟ قال: أما تعلم أن عبدي فلان بن فلان جاع فما أطعمته، أما إنك لو أطعمته وجدت ذلك عندي، يابن آدم, ظمئت ولم تسقني. قال: كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلان بن فلان ظمئ فما أسقيته, أما إنك لو أسقيته وجدت ذلك عندي. يابن آدم, مرضت فلم تعدني. قال: كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما تعلم أن عبدي فلان بن فلان مرض فما عدته, أما إنك لو عدته وجدت ذلك عندي }.......

وفي بعض الآثار يروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {الناس عيال الله, أحبهم إلى الله أنفعهم لعياله } فأحبهم إلى الله عز وجل الذي يسعى في نفع الناس، وبعض الناس أناني ذاتي, لا يعيش إلا لبطنه ولبيته ولمصالحه الشخصية، فلا ينظر في هموم الناس ولا مشكلاتهم ولا ديونهم ولا معاناتهم, ولا يقف على المستضعفين، ولا يشفع لهم، ولا يجمع التبرعات لهم، ولا يدخل الإسعاد عليهم، وهذا خطأ, فقد يوجد من الأغنياء من يسكن في حي وبجانبه فقراء, وأبناء هذا الغني مترفون بذخون, وأبناء الفقير لا يجدون كسرة الخبز.


واعلموا أيها الإخوة! أن المعاناة العظيمة التي يعيشها الفقراء في بني عدوان معاناة لا يعيشها إلا من ذاق الفقر، فهم يحسون بها ولا يحس بها غيرهم، وبعض الناس يستبعد هذا الكلام ويقول: أين الفقراء؟ أنت تتكلم من فراغ. وأقول: مثل هؤلاء كمثل ملكة بريطانيا , يروى عنها في التاريخ أن قومها فقدوا الخبز وما وجدوه, لا في الأفران ولا في البلد ولا في الدكاكين ولا في غيرها، فخرجوا متظاهرين، فخرجت لهم من نافذة القصر وقالت: ما لهؤلاء؟ قالوا: يريدون خبزاً، قالت: يأكلون بسكويتاً حتى يأتي الخبز، هم لو وجدوا البسكويت لما خرجوا متظاهرين أصلاً! لكن الشبعان والمثخن بالنعم وبالترف لا يشعر بهذه المعاناة، كما قال الشاعر:

لا يعرف الشوق إلا من يكابده........... ولا الصبابة إلا من يعانيها


فإن كثيراً من الناس لا يغطي دخلهم مصروفهم، وتصور ماذا يفعل الذي راتبه ألف ريال وبعضهم أقل، أمام حاجات العصر المتطورة, من لحوم وفواكه وخضروات ومأكولات ومشروبات؛ لأنه يريد أن يعيش العصر والمجتمع ...أيضاً هناك مصروفات كمصروفات الهاتف والكهرباء والماء ولوازم السيارة والذهاب والإياب والعلاج، وغيرها، هذه كلها لوازم باهضة، فيكون المصروف أعظم بكثير من الدخل، ولا مقارنة بين هذا وهذا.

وللاسف ان الفقر انتشر في القبيلة بعد غياب الجمعيات الخيريه وتجاهل الناس او اهل القرية لمعاناة الفقراء والمساكين وانا اعرف الكثير من الاسر لم يعد يجدوا قوت يومهم الا بصعوبه في ظل غياب الترابط والتكاتف والاخوه الاسلامية اللتي تحتم علينا مساعدتهم .

وللاسف ايظاً ان البطانه السيئه اللتي تحيط بالوالي ساهمت في تفشي الفقر في المملكة عامة علماً ان سعر البترول تجاوز 135 دولار وكلما زاد السعر زادت نسبة الفقر في هذه البلاد ..

دخل رجل على علي رضي الله عنه, والرجل فقير وعلي كان يملك ميزانية الأمة الإسلامية في الكوفة ، ومع ذلك كان أفقر الناس، يلبس المرقع ولا يجد حفنة من الزبيب, ويوزع بيت المال ويصلي ركعتين ويقول: [[اللهم اشهد أني ما أمسكت لأهلي حبة ولا تمرة ولا زبيبة ]] فأتى الفقير فخجل أن يتكلم بحاجته أمام أمير المؤمنين علي فكتب حاجته على التراب بأصبعه، يقول أريد منك شيئاً، فما وجد علي إلا حلة جميلة غالية من بيت المال؛ فأعطاها لهذا الفقير, وهي تساوي آلاف الدنانير, فقال الفقير:

كسوتني حلة تبلى محاسنها......... لأكسونك من حسن الثنا حللا
ذكر أن هارون الرشيد كان في يوم عيد الفطر يرسل نفقات للناس ما يكفيهم سنة، وكان عمر بن عبد العزيز يوزع الذهب والفضة في المساجد, حتى يقول عمر بن سعيد أحد وزرائه: والله الذي لا إله إلا هو لقد درت من دمشق إلى أفريقيا فما وجدت فقيراً أعطيه الزكاة. لقد أعطاهم وأغناهم عمر بن عبد العزيز ، كان يقوم على المنبر ويقول: "يا أيها الناس! من وجد منكم فقيراً فليرفع إلي أمره، أو مسكيناً أو مديوناً"


رحم الله الخلفاء الصالحين !


ونختم بالشاعر الاعمى اليمني البردوني :

لماذا لي الجوع والقمح لك ؟!
يناشدني الجوع ان أسألك

ففي اضلعي في دمي غضبة
اذا عصفت أطفأت مشعلك

غداَ سوف تلعنك الذكريات
ويلعن ماضيك مستقبلك