الموضوع: السفل
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-04-2008, 01:02 AM
الصورة الرمزية الوطن
الوطن الوطن غير متواجد حالياً
 






الوطن is on a distinguished road
افتراضي السفل

السفل

كلمة عجيبه غريبه ذات جرس موسيقي عذب وذات طابع عام جميل , لونت احرفها بالوان الذهب الاصفر والابيض لتكون ذات قيمه ورونق جميل ووضعت على مراى ومسمع من ( ذول الرجاجيل ) تسمع رنين رقصات الموت بمجرد دخول باب محل الذهب المطنوخ ليدق جرس الباب مخبرا اصحاب المحل بان هناك دندونا جاء ليشتري ذهبا ملونا بطبقه رقيقه سرعان ما يظهر صدأ الحديد بعد غسله , فان لم تشتري من ذلك المحل فما عليك الا ان تذهب الى السفل الذي اختاره صاحب المحل ليشبع رغباته الساخره من كل معتوه ظل يمشي وراء الوان الذهب المغشوش ليجد نفسه بل يكتشف بانه مغفلا عندما زار ذلك المحل ليشترى ذهبا دندونا

دعونا من كل هذا وخلونا نعتني بكلمة السفل ونقدسها تقديسا مجيدا ليتضح لنا المعنى الجلي لهذه الكلمه العجيبه التي اتخذها الراشدون احد غرف نومهم بل ان بعضهم يقضي جل وقته للعباده بجانب غرفة السفل بحكم ان المنزل مقسم الى غرف وكل غرفه يطلق عليها اسما عريقا من وحي الواقع الماضي المندثر
دعوني اقص لكم قصة رجل مكافح اتخذ هجولة التكاسي مكسب رزق له ولم يجد علما ولا ثقافه الا انه يسمع من هذا وذاك ومن ثم يصبح رجلا عظيما عندما يروى قصصا لغيره ويكون هو البطل في تلك القصه
جرت القصه عندما ركب احد الاصدقاء مع سائق اجره بعد انتظار زاد عن خمس ساعات في تقاطع ( المفرق )اعلى قرية سبيحه ( امام محطة شمرخ سابقا ) فكلنا يعلم مدى صعوبة السفر قديما لعدم وجود الوسيله المتاحه للسفر فدارت السواليف والقصص بين السائق والراكب ولفت انتباه صاحبي قصه من وحي الواقع الماضي المندثر فيقول بدأت القصه بالتعريف بقساوة الحياة المريره التي كان يعيشها اباء ذلك السائق الذي يعد نفسه من مطاليق جماعته ومفزاعا لكل طالب فزعه شنبه يغطي شفتيه وتفوح من ملابسه المخرمه رائحة الدخان المنتنه فمع قساوة الحياه يقول كنت اعيش مع والدي ووالدتي واخواتي في منزل صغير يكاد يهوي علينا لا يقينا من حر شمس ولا يمنعنا من غرق( هزعة) مطر فهو عباره عن سقف واحد قسمناه الى قسم او ( شق ) لنوم وشق نأكل فيه وشق وضعناه لمن يزورنا ( دكان ) ونتحاور فيه مع ضيوفنا وفي وسطه ( مله ) لتدفئه وشق وضعنا فيه بقرتنا الحلوب وهو ما يسمى بالسفل في ذلك الوقت ولو ان السفل يكون الطبقه السفلى او الدنيا من المنزل
وهو ما يوضع فيه بقايا العلف والاغراض التي ليس لها لزمه على حد قوله بالاضافه الى البقره والثور (والمدود ) وبقايا حيواناتنا الاليفه من دجاج وغنم وغيرها , ويضيف صاحبنا بان والده كان اذا زعل عليه جعله ينام مع البقره والثور رغم عدم وجود الفاصل بين شق النوم وشق السفل حسب كلامه فيجعلني انام معها عقوبة لي رغم اني ابنه واساعده في كل صغيره وكبيره بل انا رجل البيت في غيابه واهلي وارحب بكل زائر او ضيف لكن جهالة من والدي ( حسب كلام السائق ) ولكن والله ان السفل وقساوة الحياة لا زالت في مخيلتي الى اليوم

لعلي اطلت عليكم ولكن بني عدوان لازال في ذاكرتها شق السفل العظيم ومرتع الحيوانات ويسيطر على ثقافة المنازل بل انه اصبح منفى ومعتقل احلام اخوانهم وابنائهم الذين يعيشون في ذلك المنزل وكان الحضاره والاحترام اوصتهم بالسخريه في اسوا الاحوال والرقص على اوتار عود التشدق ليكون لهم لحنا ابدع فيه الموسيقار لانتاج اغنيه رقصت مع الحانها فراشات الظلام وتلسع بلحنها بعوضة الظلام وتعيش تحت سماء مظلمه ليرتطم بعضهم في بعض ليخرجون من ظلامهم واضعين ايديهم على اعينهم لعدم استطاعتهم النظر الى اشعة الشمس المشرقه وكأنهم خفافيش تحب العيش في الظلام المعتم لتخفي بشاعة منظرها , فيالعجبي ممن يترك الذهب ويشتري المغشوش ( الفالصو )

اتمنى من جميع الاخوان في هذا المجلس الشامخ ان نرقى بعلمنا وثقافتنا ونبتعد عن حضارة السفل المنزويه ونجعل مخافة الله نصب اعينا والله ولي التوفيق





اخوكم الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
إن من أعظم الغفلة أن يعلم الإنسان أنه يسير في هذه الحياة إلى أجله، ينقص عمره، وتدنو نهايته، وهو مع ذلك لاهٍ غافلٍ لا يحسب ليوم الحساب، ولا يتجهز ليوم المعاد، يؤمّل أن يعمّر عمر نوح، وأمر الله يطرقُ كل ليلةٍ والواعظ يقول له:

يا راقد الليل مسروراً بأوله إن الحوادث قد يطرقن أسحارا
أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة الوطن ; 10-04-2008 الساعة 01:31 AM.