عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-2010, 07:48 PM   #25
خليل الحريري
عضو متميز
 
الصورة الرمزية خليل الحريري
 







 
خليل الحريري is on a distinguished road
افتراضي رد: ❶ معاً يداً بيد لنفهم السنة النبوية سوياً ( متجدد ) ❶

حديث إن الله قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قال: من عادى لي وليا فقد
آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبد بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي
يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر
به، ويده التي يبطش ﺑﻬا، ورجله التي يمشي ﺑﻬا، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني
لأعيذنه. وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن، يكره الموت،
وأكره مساءته، ولا بد له منه}
رواه البخاري.
( 1) البخاري اللباس ( 5583 ) ، مسلم الصيام ( 1151 ) ، الترمذي الصوم ( 764 ) ، النسائي الصيام ( 2215 )
. (516/ ، ابن ماجه الصيام ( 1638 ) ، أحمد ( 2
. ( 2) البخاري الرقاق ( 6137 )
ﺑﻬجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار
86



هذا حديث جليل، أشرف حديث في أوصاف الأولياء، وفضلهم ومقاماﺗﻬم.

فأخبر أن معاداة أوليائه معاداة له ومحاربة له. ومن كان متصديا لعداوة الرب ومحاربة
مالك الملك فهو مخذول، ومن تكفل الله بالذب عنه فهو منصور، وذلك لكمال موافقة
أولياء الله لله في محابه، فأحبهم وقام بكفايتهم، وكفاهم ما أهمهم.
ثم ذكر صفة الأولياء الصفة الكاملة، وأن أولياء الله هم الذين تقربوا إلى الله بأداء
الفرائض والنوافل أولا: من صلاة وصيام وزكاة وحج، وأمر بالمعروف وﻧﻬى عن المنكر،
وجهاد، وقيام بحقوقه وحقوق عباده الواجبة.
ثم انتقلوا من هذه الدرجة إلى التقرب إليه بالنوافل، فإن كل جنس من العبادات
الواجبة مشروع من جنسه نوافل فيها فضائل عظيمة تكمل الفرائض، وتكمل ثواﺑﻬا.
فأولياء الله قاموا بالفرائض والنوافل، فتولاهم وأحبهم وسهل لهم كل طريق يوصلهم
إلى رضاه، ووفقهم وسددهم في جميع حركاﺗﻬم، فإن سمعوا سمعوا بالله، وإن أبصروا فلله،
وإن بطشوا أو مشوا ففي طاعة الله.
ومع تسديده لهم في حركاﺗﻬم جعلهم مجابي الدعوة: إن سألوه أعطاهم مصالح دينهم
ودنياهم، وإن استعاذوه من الشرور أعاذهم.
ومع ذلك لطف ﺑﻬم في كل أحوالهم، ولولا أنه قضى على عباده بالموت لسلم منه
أولياؤه، لأﻧﻬم يكرهونه لمشقته وعظمته، والله يكره مساءﺗﻬم، ولكن لما كان القضاء نافذا
كان لا بد لهم منه.
فبين في هذا الحديث صفة الأولياء، وفضائلهم المتنوعة، وحصول محبة الله لهم التي هي
أعظم ما تنافس فيه المتنافسون، وأنه معهم وناصرهم، ومؤيدهم ومسددهم، ومجيب دعواﺗﻬم.
ويدل هذا الحديث على: إثبات محبة الله، وتفاوﺗﻬا لأوليائه بحسب مقاماﺗﻬم.
ووصف النبي لأولياء الله بأداء الفرائض والإكثار من النوافل، مطابق لوصف الله
لهم بالإيمان والتقوى في قوله:{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }{الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ }

. [ يونس: 63 ،62 )
فكل من كان مؤمنا تقيا كان لله وليا؛ لأن الإيمان يشمل العقائد، وأعمال القلوب
والجوارح، والتقوى ترك جميع المحرمات.
ويدل على أصل عظيم: وهو أن الفرائض مقدمة على النوافل. وأحب إلى الله وأكثر
أجرا وثوابا، لقوله: {وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه} ( 2
وأنه عند التزاحم يتعين تقديم الفروض على النوافل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
خليل الحريري غير متواجد حالياً