عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-05-2014, 06:35 PM
الصورة الرمزية عذبة الاوصاف
عذبة الاوصاف عذبة الاوصاف غير متواجد حالياً
مشرفة مجلس الامارات
مشرفة القسم الرياضي
 






عذبة الاوصاف is on a distinguished road
2 ( من المكتبة العالمية ) الكذب .. فن إيطالي ..









درجت مجموعة دار نشر «غواندا» في ميلانو الإيطالية، منذ عام 2006، على إصدار ملف تحليلي وفكري جامع، سنوي، يخص إحدى المسائل الأساسية الفاعلة في التحولات الاجتماعية والثقافية في شبه الجزيرة الإيطالية. وتجمع فيه الكتابات والدراسات والرسومات التي تدور حول موضوع، ترى أنه حاز في السنة المنصرمة، على اهتمام الإيطاليين.


كان الموضوع الذي وقع عليه الاختيار، في العام الماضي، هو الكذب الذي جرى إلحاقه بتعبير فن إيطالي، ليخرج الملف التحليلي والفكري الجامع، بكتاب: «الكذب: فن إيطالي». ويجد القارئ في الكتاب، حصيلة نصوص منتقاة، منشورة عام 2013، في مختلف وسائل الإعلام.


ومنذ الأسطر الأولى في العمل، تركز أبحاثه العمل، على القول إن الإيطاليين ربما لا يتفرّدون عن غيرهم، في ممارسة الكذب. ولكن يبدو أنهم حيال مثل هذه الممارسة، يغضّون الطرف عنها في إيطاليا، أكثر من ما هو في البلدان الأوروبية والغربية الأخرى، حيث يمكن أن تسقط حكومات بسبب «كذبة» من قبل أحد مسؤوليها. والبراهين على ذلك كثيرة.


ونقرأ من بينها:« في ألمانيا، أُرغم أحد وزراء الدفاع على الاستقالة من الحكومة، بسبب إثبات أنه انتحل بعض المقاطع في أطروحته، لنيل شهادة الدكتوراه من عمل آخر. ورئيس الجمهورية كريستيان وولف، اضطر إلى ترك منصبه الرفيع، كون أن أحد رجال الأعمال من بين أصدقائه، دفع عنه فاتورة الحساب في أحد الفنادق.


ويؤكد الكتاب، أن مثل هذه القصص والأوضاع، لا يمكن تخيّل حدوثها في شبه الجزيرة الإيطالية، حيث ان الغالبية العظمى من رجال السياسة الإيطاليين، يمارسون الكذب بقصد نيل ثقة الناخبين.


كما أن سلسلة القضايا الأكثر خطورة وعمليات الغش والتزوير والفساد التي اقترفها رجال سياسة كبار، طويلة. ويصعب إحصاؤها بشكل دقيق. ذلك أن الزيف جزء من لحظة ما هو صحيح في وطن برلسكوني، كما كتبت صحيفة «سولي » في إحدى مقالاتها. وأضافت إن «الزيف يشكل جزءاً لا يتجزأ من ممارسات عالم السياسة».


وهناك الكثير من الأسئلة والتفسيرات التي تطرح بشأن ظاهرة الكذب في إيطاليا.. خاصة حول أصولها ومبررات اللجوء إلى الكذب. هناك من يقول ان هذه الظاهرة تعود بشكل ما، إلى الثقافة الكاثوليكية في إيطاليا مقر البابوية ـ الفاتيكان ـ، عندما جنحت إلى فرض العقاب مكان الغفران، وبالتالي دفعت البشر نحو الكذب، هربا من العقاب.


وفي المقابل، هناك رأي آخر يعيد جذورها، أي الظاهرة، إلى منظّر السياسة الإيطالي الكبير مكيافيللي، الذي رفع شعار «الغاية تبرر الوسيلة». هذا مع عدم التصريح، أن الكذب هو تلك الوسيلة، بل اخترعوا حديثاً في إيطاليا، وسيلة تكمن في استخدام طريقة في الحديث، تسمح للمعني عدم قول الحقيقة بنوع من المخاتلة، من أجل عدم الظهور في موقع من يكذب. وذلك باستخدام مقولات، مثل: الحريّة السياسية، السلام، حقوق الفرد. وتلك الطريقة استخدمها برلسكوني أمام المحاكم التي نظرت في قضايا تخص سلوكه الشخصي، أخيرا.


ويؤكد الممثل الإيطالي باولو بولي، الذي يحتوي هذا العمل نصّا من تأليفه، يؤكّد بشكل قاطع أنه « من دون الكذب ما كان هناك روايات ولا أفلام سينمائية ولا مسرحيات ساخرة ـ كوميدية ـ، على الطريقة الإيطالية».


وفي كل الحالات، تتفق المساهمات التي يحتويها هذا الكتاب الجامع، على القول إن «الكذب» ربما يجري استخدامه بوعي في إيطاليا، كأداة بيد وسائل الإعلام القريبة من هذا الحزب السياسي أو ذاك، عبر ترويج أخبار غير موثقة أو كاذبة بصراحة، ترمي إلى تدمير هذا العضو أو ذاك، من الحزب نفسه أو من أحزاب أخرى.


المؤلف في سطور

رانييري بوليزي، كاتب وصحافي إيطالي، يحمل شهادة عالية في الفلسفة. عمل في صحف عديدة، بينها: «ناسيوني» في فلورنسا، «كاريير ديللا سيرا» في ميلانو - ترأس القسم الثقافي في تلك الصحيفة. يهتم في الأدب والثقافة والسينما والموسيقى. يسهم منذ عام 2006 في الطبعة السنوية لـ«مؤلّف جامع » تحليلي وفكري، عن أحد المسائل الكبرى، الفاعلة في التحولات الاجتماعية والثقافية في إيطاليا.


الكتاب: الكذب.. فن إيطالي


تأليف: رانييري بوليزي وآخرون


الناشر: غواندا- ميلانو- 2013


الصفحات: 159 صفحة


القطع: المتوسط



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس