عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-03-2008, 02:45 PM
الهوتي الهوتي غير متواجد حالياً
 






الهوتي is on a distinguished road
افتراضي اصل البلوش بين التعريب والتفريس

إن التاريخ الذي بين أيدينا اليوم والذي قد سجل بعضه و أكثره لم يسجل ، لكون اختراع الكتابة قد جاء في وقت متأخر فيه والذي يطلق عليه
( ما قبل التاريخ ) إن قارنا بين الذي فات والذي لم نتداركه والذي قد دون مع بداية الحضارة الإنسانية الأولى ، وحتى الذي قد دون فكثير منه قد ضاع إما بضياع كتبه أو أصحابه وما بقي فهو عرضة للتزوير والتحريف وما سلم منه فهو ما نستطيع أن نطلق عليه المراجع التاريخية الموثقة .

إن المتتبع للإشارات الكثير الواردة في النصوص التاريخية, يلاحظ أن هناك الكثير من المشهورات التأريخية التي تقرب من المسلمات, هي في الواقع لا تستند إلى أي دليل ملموس وإنما في أغلبها تستند إلى شهرتها وانتشارها بين المؤرخين. وخصوصا القدماء منهم, الذين غالبا ما ينقلون المرويات بدون تحقيق أو تدقيق لمحتواها. وخصوصا التأريخي, إذا ما استثنينا أحاديث السنة المطهرة, وما على شاكلتها.
وهذا ما تنبه له المتأخرون منهم, الذي قد نقضوا الكثير من المرويات التأريخية, إنطلاقا من المناقشة والتحليل والمقارنة لمحتواها.

قبل الخوض في تفاصيل هذه الدراسة أود أن أشير إلي أن معظم الدراسات التي تتناول أصول الشعب البلوشي تتسم بغلبة " الإيديولوجيا " علي " الحقائق التاريخية " وتغليب " ما هو قومي " علي " ما هو علمي " حيث عمد أغلب الباحثين إلي البحث عن تبريرات واهية لإثبات نظرياتهم عن العرق الذي ينسبون الشعب البلوشي إليه ، وتغليب الناحية العاطفية علي الناحية البحثية في أبحاثهم وهو ما يكشف بجلاء عن عدم الحيادية في البحث وعدم تقبل الآخر المختلف في الرأي وتزييف ثقافة وتراث وهوية هذه الشعب ، ولذلك كانت بحوثهم أقرب ما تكون إلي الدعايات المجافية للحقيقة والبعيدة عن الموضوعية .


وهنا أضع أمام القراء الدارسين والمؤرخين هذه الدراسة التاريخية المرتجلة, آملا منهم متابعتها وتحقيقها وصولا إلى الحقيقة, بالدرجة التي تسمح بها المدونات التأريخية الروائية, أو التحليلات المستندة إلى اللقى الآثارية والدراسات المعاصرة.


وتتمحور هذه الدراسة على دراسة و تحليل ومناقشة النظريات التي وضعت عن أصول القومية البلوشية وبالتحديد على أكثرها ذيوعاُ وانتشارا وهما النظريتان ( الفارسية والعربية ) واللتان تنسبان البلوش إليهما من دون إثبات ذلك بالأدلة التاريخية والحجج المنطقية وتقديم براهين صحيحة تطابق الواقع والحقيقة ..


وفي النصف الثاني من القرن المنصرم قد ظهرت العديد من الدراسات وكتبت عدة كتب سواء من الكتاب البلوش أنفسهم و من الفرس و من العرب و الغربيين وغيرهم .. في البحث عن أصول القومية البلوشية ، وكل منهم قد أدلا بدلوه في هذه المجال وإن كانت نوايا البعض منهم غير سليمة و الأخرى غير ملتزمة بأصول البحث العلمي بغية الوصول إلى أهدافهم المرجوة من وراء هذه الكتابات المزيفة في أصول الأمة البلوشية لطمس هويتها القومية والمساس بأصالتها والتشكيك في أصولها بكتابات موضوعة لأغراض شخصية زائلة أو لي أهداف قومية سياسية أو لي جهل وقصور من البعض وعدم تخصصهم في هذه المجال و بالخصوص التاريخ البلوشي ..


ونبدأ في عرض أبرز هذه النظريات ونلقى عليها نظرات فاحصة ونعرضها للدراسة والتحليل والمقارنة ويكون البحث عن أصول الشعب البلوشي وعرض مزاعم تلك النظريات وما يناقضها ويكون السؤال الرئيسي :



ما هو أصل البلوش ؟

ومن أين هاجروا ؟

أو لم يهاجروا ؟!





تاريخ الحضارة البلوشية :




حتى نتمكن من الفهم والتقصي في أصول القومية البلوشية لابد لنا – قبل كل شيء - أن نلم في إيجاز بالحياة الاجتماعية والسياسية والدينية ، وأن نقف بنحو مختصر على أهم مظاهر الحضارة البلوشية ، وحتى تكون هذه المعرفة أساسية ومنطقية يستحسن أن نلقي نظرة على الأزمنة السابقة أو على أقدم الحقب المعروفة حتى نكون خلفية عن تاريخ هذه الشعب وحضارته والآثار التي تنطق وتدل على أصول هذه الشعب من خلال مظاهر حضارته و تاريخها ..



ملاحظة : كلمة البلوش هي كلمة معربة عن الأصل (( baluch ))
و بلوشستان عن(( baluchistan ))



تعود الحضارة البلوشية في نسبتها إلى أصحابها الأصليين الأمة البلوشية ((السكان الأصليين لهذه الأرض))(( بلوشستان )) وأصحاب هذه الحضارة العريقة والتي ترجع بتاريخها إلى قدم أبكر الحضارات البشرية.


وفي الفترة الأخيرة من العقود المنصرمة ، بفضل همة عدد من علماء الآثار والتاريخ القديم انقلبت المعلومات التي كانت لدينا عن البلوش والحضارة البلوشية وأخذت تتوسع يوما بعد يوم ، ذلك أن بلوشستان بأقسامها المحتلة الثلاث والتي قسمها الاحتلال
( باكستان – إيران – أفغانستان ) أرضا وشعبا ، كلما خطت في ميادين التقدم أكثر توسعت أعمال المنقبين والآثار المكتشفة أكثر .


وعلى هذا فأن هذه الاكتشافات نفخت في جسد تاريخ البلوش المغيب الميت روحا جديدة !



وهذه الكتابات والنقوش التي تمثل في الواقع أهم الوثائق التاريخية والتي ترتبط فيما بينها ارتباطا وثيقا من ناحية الخط واللغة البلوشية ، تبين الكشوف الأثرية إلى وجود الكثير من الآثار التي تحدد معالم الحضارة البلوشية لزمن ما قبل التاريخ (( prehistoric )) ويشر البعض منها إلى وجود الحضارات الحجرية والبرونزية فيها وقد بلغت درجة متميزة من التقدم حيث تعد البقايا الحضارية المذكورة من المآثر في التاريخ القديم أجمع .


وقد عثر المنقبين على الكثير من أدوات الإنسان التي تعود إلى العصور الحجرية والبرونزية الأولى حول مواضع المدن البلوشية التالية :
( كويتا QUETTA ) ( توكَو TOGHO ) ( كولي KULLI ) و
( نال NAL ) .


وتشير إحدى الكشوف الأثرية التي توصلت إليها بعثة من علماء الآثار الفرنسيين في منطقة ( ميهيرغاره )( ميهركًان ) في بلوشستان أن هذه المنطقة هي من أقدم الأراضي المأهولة إذ تعود بعض الشواهد إلى 15000 ألف عام إلى الوراء أي 13000 سنة قبل ميلاد المسيح عليه السلام ، في أوائل العصر الحجري الحديث وهو الموقع الحجريّ الحديث الأكثر تبكيرًا حيث يكون لدينا دليل الاستئناس الأوّل للحيوانات و زراعة حبوب - القمح - و أيضًا المركز المبكر للحضارة الإنسانية ، وفيه ظهرت بوادر أولى محاولات الإنسان لتدجين واستئناس الحيوانات ، ليس هذه فحسب بل وتشير البحوث القائمة على الآثار أن أهل هذه البلاد أي البلوش هم أول من حاول زراعة محاصيل الحبوب ، فضلا عن كون المنطقة و مركز للحرف والصناعات اليدوية في بدايات الألفية السابعة قبل الميلاد ، وهذا ما يؤكد وبما لايدع مجالا للشك أن بلوشستان كانت حضانة أولى الحضارات على الإطلاق ، بعدما أثبتت الموجودات المكتشفة وبشكل قاطع أن عمرها أطول من عمر أقدم الحضارات المعروفة وهما الحضارة الفرعونية في مصر والسومرية في بلاد ما بين النهرين .


يظهر الدّليل واضحًا جدًّا من هذه المواقع التاريخيه الغارقه فالقدم للحضارة والمهارة البشرية و الاستغلال للموادر الطبيعية وقد ضهرت مملكة بلوشستان جليّا في الآداب منذ القدم حوالي 4800 سنة قبل الميلاد.


و لقد كان لدى البلوش علم المنهج ناجح جدًّا في الرّيّ و الزّراعة وأيضًا في الفلاحة و التّربية . وقد ظهر الأدب البلوشي قويّا و حيويّا في الثقافة البلوشية و يعد الشعر البلوشي هو أحد أجمل الأشعار و أحد أقدمها في العالم و اجتمع الشعر التراثي البلوشي مع الموسيقى دائمًا و الموسيقى البلوشية و الفولكلور قد مُرَّا من جيل لجيل كفنّ قيّم و حرفة البلوش معروفه عالميًّا في حياكة السجاد والتي تحكي قصة البداية الانسانية والحضارة البشرية الاولى .





وبعد أن عرضنا موجزا عن الحضارة البلوشية وتاريخها نستعرض الآن بعض النظريات الأكثر شيوعا وانتشارا ..



ونبدأ مع النظرية الفارسية حول أصل البلوش :



1-البلوش قد هاجروا من المنطقة الجنوبية الشرقية من ( بحر قزوين ) :



وتقول هذه النظرية بأن البلوش قد هاجروا من المنطقة الجنوبية الشرقية من بحر قزوين شمال فارس وهي المنطقة التي كان يقطنها الأشكانيون والذي يعودون إلى الأصل الآري (( الإيراني )) و يعتقدون أن البلوش والأكراد من الأصل الآري وهم إيرانيون أقحاح ، ويؤمن بهذه النظرية
sir Richard و professor keane وهذه النظرية هي المعتمدة عند مؤرخي وكتاب الفرس .

وما زال هنالك من البلوش من يقطنون هذه المنطقة إلى تركمانستان ، وتضيف هذه النظرية بأن البلوش قد هاجروا من هذه المنطقة إلى كرمان وسيستان ومنها إلى مكران في سنة ( 1200 قبل الميلاد) ، و يعتمدون في ذلك على الروايات الشعرية للشاعر الفارسي الفردوسي في ديوانه الأسطوري .




غير أن هذه النظرية لا توافق الحقيقة والواقع لعدة أدلة منها :



1-أن الوجود البلوشي في مكران يعود إلى قبل هذه التاريخ بعدة ألوف من السنين على أقل تقدير .


2- عدم ثبوت هذه الرواية في المراجع التاريخية في أن البلوش قد سكنوا في شمال فارس قبل وجودهم في مكران ، و البلوش الموجودين في هذه المنطقة هم الذين قد هاجروا من بلوشستان وليس العكس .


3- ثبوت رجوع البلوش إلى الأصل السامي لكونه أول عنصر هاجر إلى مكران ، وليس الآري حيث أن الاختلاف في التركيبة البنيوية والحضارية و الثقافية يظهر بشكل واضح وجلي ولا مجال للربط بين البلوش والأصل الآري .





وأما عن من يأخذون اللغة البلوشية كدليل على ارتباط البلوش بالفرس من خلال الرابط اللغوي يغفل عن أسبقية الحضارة البلوشية وقدمها وتقدمها عن الحضارات الأخرى بكونا لأبكر والأقدم تاريخاً وحضارة ، وعلى ضوء هذه فإن اللغة البلوشية أقدم تاريخاً وحضارة من الفارسية الحالية وإن التأثير البلوشي واضح بشكل بارز في اللغة الفارسية وأن غالبية الالفاظ البلوشية هي ألفاظ سامية بابلية كلدانية و آشورية لا تمت بالفارسية بصلة و لكي نفهم طبيعة التبادل اللغوي ما بين اللغتين علينا أن نعرف موجزا عن تاريخ اللغة الفارسية :


1-الإيرانية القديمة : وهي اللغة الفارسية التي كانت متداولة في عهد الهخامنشية ثم اللغة الأفستائية وسميت كذلك لأنها كانت خاصة بدين زردشت (660ق.م – 583 ق.م ) وبها كتب كتابة ( الأفستا) وهناك أيظاً اللغة المادية التي ظهرت في همدان حوالي ( 700 ق.م ) وقد اندثرت هذه اللغات جميعاً بعد غزو الاسكندر المقدوني وإحلاله اللغة اليونانية محلها .


2-الإيرانية الوسطى : عرفت مع تأسيس الدولة الأشكانية (220 ق.م – 227 ق.م ) ، فظهر عهد جديد للغة والأدب على أنه لا يمكن تحديد بدء زمان المرحلة الوسطى للغات الإيرانية ولا لانتهائها بالضبط ، ولغة هذه المرحلة هي پهلوية .


3- الفارسية الحديثة : وهي الپهلوية التي كتبت بألف باء عربية ودعيت كذلك بالفارسية الدّرٍيّة نسبة إلى
( دَرٌ ) بمعنى البلاط وهي اللغة الرسمية والأدبية التي شاعت بين الفرس ولاسيما الطبقة المثقفة .




وهي في الأصل لهجة ظهرت في شمال شرقي إيران أي ناحية خراسان ولما كانت خراسان أسبق المناطق التي استقلت بعد ظهور الإسلام فإن الشعراء والأدباء اقتربوا من عاصمة خراسان ومدحوا الملوك بلغة البلاط الرسمية مما ساعد على رواج اللغة ثم اكتملت ونضجت في القرن الثالث الهجري ومازلت حتى اليوم هي اللغة السائدة في إيران .



وقد امتدت رقعة الفارسية الحديثة في إيران ، وأفغانستان و طاجيكستان وما وراء النهر كما أن مسلمي الهند والسند والبنجاب والدولة العثمانية سابقاً كانت على معرفة تامة بها ويؤلف أدباؤها بها وينظم بها الشعراء .

وتتكون اللغة الفارسية الحديثة إن تمحصنا فيها في أكثر من نصفها من اللغة العربية مع امتزاجها بالبهلوية الساسانية و الأشكانية واللغة الكردية و البلوشية والأوروبية( الفرنسية والجرمانية والانكليزية ) والسنسكريتية الهندية .


وكما اشرنا سابقاً إلى أسبقية الحضارة البلوشية وقدمها وتقدمها عن الحضارات الأخرى بكونا لأبكر والأقدم تاريخاً وحضارة ، وعلى ضوء هذه فإن اللغة البلوشية أقدم تاريخاً وحضارة من الفارسية الحالية وإن التأثير البلوشي واضح بشكل بارز في اللغة الفارسية ويتحدث صاحب
(فرهنكـَ فارسى) (( قاموس اللغة الفارسية )) فيقول :
(( إن اللغة البلوشية تعد أقدم من اللغة الفارسية وقد اقتبست الفارسية العديد من المفردات من اللغة البلوشية ومثال ذلك ففي اللغة البلوشية
(( روچ )) = اليوم وايظاً الشمس ، وتقتبسها اللغة الفارسية (( روز )) وفي الفارسية (( إمروز )) نسبة إلى الكلمة البلوشية (( رئوچه )) .

ولم يقتصر التأثير البلوشي على الفارسية الحديثة بل وإلى الفارسية القديمة الاولى ومثال على ذلك : في البلوشية : (( بندگ )) قد اقتبست عنها الفارسية القديمة (( بندكه )) = الخادم ، وايظاً في البلوشية
((كپت )) اقتبست عنها الفارسية القديمة ((پارسى باستان )) كلمة :
(( كفت )) ، والتي هي اليوم لا توجد في الفارسية الحديثة المستعملة اليوم . صـ 16 فرهنكـَ فارسى لي الدكتور محمد معين .



و بلاضافة إلى ذلك فأن اللغة البلوشية تتفوق على الفارسية في غناها اللغوي حيث أن اللغة الفارسية تسد نقصها من المفردات بإقتباسها عن اللغات الأخرى ومن أهمها العربية في تغطية عجزها وفقرها وايظاً لا يوجد في قواعد النحو والصرف بها مذكر أو مؤنث وعلاوة على ذلك فأن العديد من مفرداتها مركبة من كلمتين لي تأخذ معنى جديد وهذه وجوده في اللغة البلوشية نادر وشاذ الوجود ، ومن ذلك في الفارسية يقال لي الجدة
(( مادر بزرگ)) ، فكلمة مادر وتعني الأم أما بزركـَ فتعني هنا الكبيرة ، بينما فاللغة البلوشية يطلق على الجدة : (( بَلُك )) بفتح الباء وضم الام ، وايظاً في الفارسية يقال لي البيض (( تخم مرغ )) فاكلمة تخم تعني أصل كل شيئ أو نطفه أو الغدة الجنسية لدى أنثى الحيوان ، أما مرغ فتعني الطائر ، بينما فاللغة البلوشية يطلق على البيض (( هَيك )) ، وايظاً في الفارسية يقال لي قوس قزح (( رنكـَين كمان )) وكلمة رنكـَين تعني الملون وكمان تعني القوس بينما ، بينما فاللغة البلوشية يطلق عليه (( دِرينّ )) .



وسيطول بنا المقام في ذكر الكلمات الفارسي المركبة غير أن الذي ذكرناه للأشارة وليس مختص بهذه الموضع، وعلاوة على ذلك غنى اللغة البلوشية من ناحية الآداب والمفردات والمترادفات في اللغة .



ونضيف للأهمية :


لقد أشرنا إلى أنى اللغة البلوشية هي أقدم لغة لي أول حضارة معروفه أي أنها اللغة الاساسيه في منطقة بلوشستان وما حولها ومنها قد اشتقت كثير من اللغات وأخذة من ألفاضها كالفارسية والسندية والاوردية وأيضا لغة الكومزاري الموجودة في سلطنة عمان ولغة الشبك الموجودة في غرب إيران واللغة السواحيلية نتيجة هجرة البلوش إلى شرق أفريقيا ، وغيرها من لغات المنطقة المحيطة ببلوشستان , فلقد كان التأثير البلوشي في المنطقة أبرز ما يلاحظ على الثقافات المحيطة .



وتدافع وتدعوه لي هذه الأسطورة الخرافية الحكومة الإيرانية للتوكيد على إيرانية البلوش و أرضهم لي تحكم سيطرتها على بلوشستان حيث هي تحارب كل ما هو ليس بالفارسي بسبب التعصب الشوفيني الذي يجري في عرقهم ، وأكبر دليل على زيف إدعائها ما يلقاه الشعب البلوشي من ويلات تحت نير الاحتلال الإيراني الفارسي لي بلوشستان
.
والآن نعرض النظرية الثانية وهي أن البلوش من العرب :


(( خديعة عروبة البلوش)) !!



هل البلوش فعلاَ عرب ؟!




سأحاول في هذه الأسطر أن أذكر مجمل تاريخ ظهور هذه (( الكذبة ))وأدحض جميع هذه الافتراءات والرد على المعتقدين بها ممن قد أغرهم جهلهم فصدقوا أفترائاتهم وتزويرهم للتاريخ ومحاولتهم محو جذور هذه الأمة العريقة والقضاء على هويتها القومية ومحاربة لغتهم وضمهم في صفهم بنواياهم ومصالحهم التوسعية القومية على حساب هذه الشعب ..



فليسوا هم الأوائل في ذلك فقد سبقهم الفرس ومن بعدهم المستشرقون واليوم يأتي هؤلاء لي يتقاذفوا كيفما شاءوا هذه الكرة (( ... البلوش))


وللأسف وجدوا من يعينهم على ذلك من بسطاء هذه الشعب ذوي العقول المتفتحة والتي في نفس الوقت خاوية من كل ما يربطها بي جذورها حيث ليس هنالك للبلوش من يرعاه مصالحهم أو شؤونهم ويدافع عن تاريخهم ويحفظ لغتهم وحضارتهم ..
فأرضهم اغتصبت ولا يوجد اليوم من يحل محل الفراغ الناشئ ويردم هذه الجدار المتصدع ، فالكل يستغلهم منذ فجر التاريخ وإلى اليوم وما تزال الحكاية مستمرة وتستمر إلى يومنا هذه ....

نرجع إلى محور الموضوع .....


أسئلة تطرح نفسها ؟


أين هم العرب عن البلوش طوال التاريخ ، فهل لم يعلموا أنا لهم أبناء عمومه على تلك الأرض خلف ذلك البحر ؟!

ولماذا لا نسمع عن ذكر أو مشاركة بلوشية مع العرب طوال التاريخ العربي الطويل قبل هجرة بعضهم إلى الخليج ؟!

ولماذا الآن الحديث عن عروبة البلوش و ما داعي أصلا إلى ذلك إن كانوا هم أصلاً عرب ؟!

ولماذا لا يوجد اعتراف رسمي عربي بعروبة البلوش ؟!


بالتأكيد الجواب لا

(( فليس هم أبناء جلدتهم وليست عروقهم من تضخ دمائهم ))



حيث أنه هذه الكذبة الشنعاء والجريمة النكراء لم تظهر إلى في السبعينات من القرن الفائت وكان أول ظهور لها هو كتاب (( بلوجستان ديار العرب )) (( ديار البلوش فقط )) ، فلم يكن هنالك كتاب عربي يتناول هذه المسئله قبل هذه الكتاب فهو أول كتاب كتب في هذه الشأن من قبل مؤلفه
(( معن شناع العجلي )) (( عراقي الجنسية)) .


والذي قد تم بي مباركة حزب البعث العربي في العراق بهدف الدخول إلى بلوشستان بذريعة العروبة والقومية العربيه



والذي قد رسم بشكل التالي : نشوء الحرب العراقية الإيرانية ومن ثم الدخول إلى الأهواز (( عربستان )) ومنها عبر الساحل إلى بلوشستان لي يقيموا دولة العراق العظيم !!


ومن ما يورد أن هذه الكتاب كان قد يرمى من الطائرات في بلوشستان في تلك الفترة !! وقد وجدت السلطات الباكستانية أعداد الكبيرة من نسخ هذه الكتاب في السفارة العراقية في إسلام آباد مما أدى إلى توتر العلاقات والتي شهدتها تلك الفترة بين البلدين ..


وباء هذه المخطط بالفشل والذي كان سببه الأول هو جرائم هذه النظام الدكتاتوري بحق العرب أنفسهم في الأهواز وعن الجرائم التي كانت ترتكب بحق السكان المحليين من نهب واغتصاب للحرمات وما إلى ذلك مما جعل العرب أنفسهم في الأهواز يساندون الإيرانيون ((الفرس )) ضد العراق
(( العرب)) !!


فتلك هي الأسباب التي بدأت من خلالها هذه الاكذوبه والتي زمر وطبل لها القوميون العرب من حزب البعث ومن بعد ظهور ذالك الكتاب
(( هذه وسنتطرق إلى المحتويات التي اعتمد عليها في كتابة هذه الكتاب )) .


فظهر في الثمانينات كتاب:

(( العرب وجيرانهم : الاقليات في الوطن العربي ))

وهو كتاب سياسي بالدرجة الاولى والذي قد دعى فيه المؤلف إلى نشر هذه الكذبه والدعوة بعروبة البلوش الزائفة ويقول في كتابه "يرد البلوش أصلهم الى العرب سكان مابين النهرين وإلى الكلدانيين من نمرود وبيلوس ـ من هنا جاءت كلمة بلوش".



من المعروف أن المتتبع للتاريخ والجغرافيا، يعرف منطقة مابين النهرين (ميزوبوتاميا), وأن العنصر البشري الذي كان يسكن تلك المنطقة، هي قوميات ((غير عربية)), ولاندري من أين جاء الريس بهذا التفسير.

وهو على أثر الكتاب الاول وللأشارة قد كان عضواً في حركة القوميين العرب، ، وتستمر هذه الكذبه...



ومن ثم ظهر بعده فالتسعينات كتاب (( البلوش تاريخ وحضارة عربية )) لي (( محمد إسماعيل دشتي ))



ويغض النظر عن محتوى هذه الكتاب الذي حتى لا يستحق أن يسمى كتاب حيث لم يكن أكثر عن سرقة محترفة لي كتاب (( بلوجستان ديار العرب )) أم القسم الثاني من الكتاب فقد أخذه من كتاب (( تاريخ تمدن بلوجستان )) لي (( إيرج أفشار السيستاني )) ، بالفعل كانت سرقة محترفة للكاتب تدعو للأعجاب !!


وحوى الكتاب العديد من النغزات في أصل البلوش حيث كان يشير المؤلف إلى أن البلوش صحيح وإن كانوا عربا على حد زعمه فهم مختلطون متجانسون في العرق مع الفرس !!

فهم جنس مهجن ما بين العرب والفرس !!

ويضيف بأن البلوش كانوا أسرى عندى كسرى أنوشروان وهم الذين قد كانوا جيشه عندما أعان سيف بن ذي اليزن ( راجع صـ 14 ) .

فلم يذكر في أي مرجع تاريخي أن الجيش الفارسي في عام
( 562- 572 م) كان يتكون من البلوش !



بل ويخالف هذه المنطق والواقع حتى في كون البلوش هم أعداء الفرس الأزليين ، فكيف يكونون في جيشه وتحت أمرته من فارس إلى اليمن ؟!

ولم يقف عند هذه الحد بل زعم أن أن سواحل بلوشستان هي سواحل فارسية وليست بلوشية ويضيف أن البلوش هم كانوا عون الفرس في أقامة إمبراطوريتهم ودافعوا عنها وحموها : (( وهم البقية الباقية في السواحل الفارسية التي استعانت بهم لبناء الإمبراطورية وحماية حدودها الشرقية )) ( راجع صفحة 18 )

ويضيف أيظاَ بأن البلوش من الأصل الآري وقد إمتزجوا مع العرب أثناء هجرتهم وبذلك قد أصبحوا عرباَ !


فهم الجنين المشوه الناتج عن تمازج العرب بالعنصر الآري !




ومن ثم ظهر كتاب (( الجوهر المنقوش في تاريخ البلوش )) لي
(( عبد الحكيم البلوشي أو نبيل داد بن بهادر البلوشي ))

والكتاب يستحق وبجدارة أن يلقب كتاب التناقضات العجيبة !!

أولا يعتمد المؤلف على القفس والقفص ونسب البلوش إليهم في تقرير عروبة البلوش .

وفي نفس الوقت يقر المؤلف بإستقلالية اللغة البلوشية ويقول في ذلك :

(( فهذا آخر كلامنا في اللغة البلوشية بأنها لغة مستقلة كالفارسية والعربية والتركية وغيرها من اللغات القديمة المستقلة ))
انتهى كلامه صــ 92 دار الوسام .


فكيف يكون البلوش عرب (( هذه إن صح )) وفي نفس الوقت يتكلمون هذه اللغة المستقلة والتي لا تتبع أي لغة ولا يتحدث بها سوى البلوش !!

فأين هم أصحاب هذه اللغة ؟!

سؤال لم يجب عنه الكاتب !!

وغير ذلك في أعتماد المؤلف على بعض التشابه في العادات والأشكال في تقرير عروبة البلوش !!
وربما نسي المؤلف أن للبلوش أذان كما للعرب و أنوف أيظآ وأيادي وأرجل !!

ويقول أيظآ في صــ 34 و 35 : في الاستدلال بوجود الفاظ عربيه فاللغه البلوشية مثل ذكره :


(( اللون )) وقال تذكر فالبلوشيه (( لون)) !!

فلا أعرفة أية بلوشية يقصد الكاتب حيث أنها فاللغة البلوشية((rang)) وليست (( لون )) وهذه في جميع اللهجات البلوشيه كلها من دون اختلاف!!


وايظآ مثل (( الحياة )) وقال هي فالبلوشية (( هيات )) بينما هي
(( زندكَي zendagi )) وايظآ ذكر الموت وهي فالبلوشية (( مُرَكَ )) murag و أيظاَ المرض قال (( مرز )) وهي أصلآ
(( بيمار وتبيكَ tapig ونادراه)) وذكر (( الطعام )) وقال هي فالبلوشية ((تام)) بينما هي (( وَرَكَ warag))


ويقول ايظآ أن العرب يقولون (( هاء هاء )) والبلوش أيظآ !!


ولكي لا أظلم الكاتب فما قد أورده في تاريخ البلوش
(( القسم الثاني من الكتاب )) صحيح لا غبار عليه وأنما ما انقص من قيمة الكتاب الأكاديمية ذكره لي (( خديعة عروبة البلوش )) ،من رغم وفرت المعلومات التاريخية فيه .




وآخر كتب قد نزل 2004-2005 إلى الأسواق : (( تاريخ البلوش )) لي (( عدنان العطار))

وهو آخر ما أبدعته عقول العرب البعثيين العبقرية في تخليد هذه الاسطوره الوهمية في هذه الخديعه المرعبه !!

فلم يضف الكاتب جديدآ ولم يكن بأفضل من كتاب صاحبهم الدشتي
(( تاريخ وحضارة عربيه )) !!

فكل ما قد عمله المؤلف هو اقتباس كامل من كتاب (
( الجوهر المنقوش في تاريخ البلوش )) وإضافة عليه بعض الأبواب
والتي قد ذهب بها المؤلف بعيدآ عن موضوع الكتاب !!

مثل ذكره أرجوزة إبن ماجد في الملاحة و تاريخ العرب ، ربما أراد بذلك المؤلف أن لا يقال عن كتابه أنه نقل كامل ونسخه من كتاب
(( الجوهر المنقوش في تاريخ البلوش )) !