عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-05-2008, 03:44 AM
أحمدسعيدالحرفي أحمدسعيدالحرفي غير متواجد حالياً
 






أحمدسعيدالحرفي is on a distinguished road
افتراضي و دارت رحى المعركة

[align=center]في يوم شديد الحر مع جفاف الأرض و جدبها و ندرة المياه فيها لا يستطيع أحد أن ينظر إلى السماء من قوة سطوع الشمس بخيوطها
الصفراء التي سلطتها على جميع الإتجاهات الأفقية و الرأسية. وفي تلك الرمضاء التي أنهكت من يمشي عليها و ألحقت به التعب
و العناء و الإجهاد التقى جيشان قويان يتكون كل جيش منهما من قائد و أفراد شديدي البأس ، جيشان يتربص كل منهما بالآخر ،
حيث يكون أحدهما جيش الفضائل ، بينما يكون الأخر جيش الرذيلة.
فقائد الجيش الفضائلي هو(االجميل الصدق)،أما القائد الرذائلي فهو(القبيح الكذب).
وقد رتب كل قائد منهما جيشه ترتيبا يرى من خلاله النصر على خصمه و الظفربه حيث وضع قائد الفضائل الصدق نفسه في مقدمة الجيش وحمل
الراية و وضع االعدل على الميمنة و الوفاء على الميسرة و حسن الخلق على المؤخرة ، بينما وضع قائد الرذائل الكذب نفسه في مقدمة جيشه
و حمل الراية ووضع الظلم على الميمنة و الخيانة على الميسرة و سوء الخلق على المؤخرة ، و بذلك أصبح ترتيب الجيشين كالتالي :


جيش الفضائل
الصدق


العدل .................................الوفاء


حسن الخلق


جيش الرذائل


الكذب


الظلم............................. الخيانة


سوء الخلق


و تقابل الجيشان ، فطلب الكذب المبارزة فاختار من جنوده (الحسد) ، و اختار الصدق من جيشه (الغبطه) فنزل الجنديان ساحة القتال
و تبارزا و طال وقت المبارزة بينهما و قد شج كل منهما رأس الآخر بسيفه ، و أنهكا بعضهما البعض و لم تنته مبارزتهما بنتيجة ، فكبر
الصدق و كبر وراءه جيسشه و اتجه نحو عدوه و قام الكذب بتحفيز جيشه و اتجه به نحو خصمه ، و التقى الجيشان و دارت رحى المعركة
و احتدم القتال و اقتتل الخصمان قتالا شديدا ، و مع تصاعد الغبار و غياب المقاتلين فيه و مع ارتفاع صلصلة السيوف لم تعرف النتائج
المبدئية للمعركة. وبعد قليل خرج التسامح و خصمه الغلظة من دائرة المعركة قليلا و هما متماسكين و جروح كل منهما بالغة ، و استمرا
في القتال ، و أصبح الوفاء ظاهرا هو و الخيانة و هما أيضا متلازمين و قد تكسر سيفاهما دون نتيجة ، أما وسط المعركة فقد حال الغبار
عن معرفة ما يدور فيه. وعندما غابت الشمس تراجع الجيشان عن القتال دون انتصار أحدهما على الآخر و لم يكن هناك أي قتلى رغم و جود الجرحى بينهم ، فأخذ كل جيش جرحاه لمعالجتهم ليخوضا معارك طاحنة إلى يوم القيامة ، صراع بين الحق و الباطل ، صراع بين الخير و الشر ، صراع بين الفضائل و الرذائل . و حتما سينتصر الحق على الباطل ، وسيظهر الخير على الشر ، وستظفر الفضائل بالرذائل .


و اعتذر إليكم على الإطالة.
و تقبلوا مني أسمى و خالص و فائق تحياتي.
أخوكم أحمدسعيدالحرفي
.[/align]
رد مع اقتباس