[عذبة الاوصاف]

حادث عرضي .ولكن ؟


بقلم / فضيلة المعيني كاتبة اماراتية

حادث عرضي وقع في إحدى مدارس إمارة أم القيوين حين اندفع طالب في الصف التاسع نحو البوابة وركلها للخروج أثناء ساعات الدوام المدرسي بعد أداء الامتحان لكنه أصيب بجرح في قدمه مسبباً له نزفاً حاد، أدخل على إثره المستشفى وتلقى العلاج اللازم.



المثير في هذا الحادث العادي جدا تعليق المسؤول في المنطقة التعليمية الذي لم يقل حدة عن النزف الذي حدث في قدم الطالب، إذ وصف التصرف بأنه سلوك فردي غير مقبول سيعاقب عليه الطالب بموجب القوانين واللوائح المطبقة والمعمول بها نتيجة فعلته وتعديه على ممتلكات المدرسة وتسببه في إلحاقه أضراراً بالبوابة.
رد فعل عنيف وسريع ومندفع ربما لا يصدر من سلطات شرطية صدر من مؤسسة تربوية

من المفترض أن يكون أكثر تأنياً وهدوءاً وحكمة، تدرس قبل الحكم على الطالب وتهدد بمعاقبته وفق اللوائح جوانب عدة والأسباب النفسية وربما غيرها أدت به لأن يسلك هذا المسلك ويقدم على ركل بوابة مدرسته في محاولة للخروج منها، في تصرف لم يخل من العنف والعدوانية، قطعا هناك ما دفعه إلى ذلك، إلا أن رد فعل الإدارة أيضا لم يقل عنفا عن ذلك وعدوانية.



هنا تبرز القدرات وتتباين الكفاءات والمهارات في التعامل مع مواقف مشابهة تتكرر كل يوم في ساحات المدارس، يتمكن البعض من تفهم أبعاد سلوكيات طلابية ويعالجها بحكمة وحنكة، ويزيل آثارها السلبية، وآخرون لا تسعفهم خبراتهم التربوية في التعامل مع مشكلات طلابية بسيطة، ولا يجدون سوى اللوائح وما فيها من عقوبات لتطبيقها ضد المخطئ ليصبح الخطأ البسيط خطيئة تؤثر على حاضر الطالب ومستقبله وتجعله دائما مدانا ومذنبا في نظر معلميه ورفاقه وكذلك أسرته وربما مجتمعه الكبير.

هنا تكون الحاجة لأن تكون مدارسنا حضناً وحصناً وملاذاً للطالب تقيه شر نفسه، وتحميه أيضا من ردود فعل عنيفة يتلقاها ممن يفترض فيهم حب وعناية ورعاية.


حتماً ليس كل طالب يخرج كل صباح من بيته يكون محاطاً عناية ورعاية أسرية، بل ربما ذهب إلى مدرسته مثقلا بالهموم محملا بما لا يقدر صدره الصغير على تحمله، هذا إن لم يجد في مدرسته من يستوعب حالته ويتفهم ما يحيط به لا شك أن بوابة مدرسته ستكون الحائط الذي ينفث عنده ما يجثم على صدره.