كانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل ن كان الجو غائما ، وقطرات المطر تتنقل بين اوراق الأشجار ،وتجفل كل ما هبت ريح قوية فتتساقط غزيرة على سطح سيارتي فتجعلني استيقظ مذعورا لأجدها مجرد قطرات اجبرها تيار الهواء على إزعاجي ، كما اجبرني الحنين على بقائي هنا.
فاعود الى غفوتي التي لاتطول ، ، ففي كل مرة هناك سبب لازعاجي ، فهذه الهرة الصغيرة التي قتل الصغار ـ عبثا ـ امها ، قد اجبرها البرد الشديد على ازعاجي.
لماذا انا هنا حيث المحكوم عليهم يؤذونني بدون ارادة منهم ، لماذا ابحث عن الهدوء والنوم في هذا الطريق المهجور ، لماذا اتسائل الآن الان وانا اعرف السبب...
انه ذلك السور المظلم ...
في ذلك السور مقبرة ، حيث للموت فيها هيبته ، وللسكون سطوته ، وللحنين دمعته...
بين اولئك الاموات ترقد امي ...
اذا .. فهذا الشارع هو السكون ، وهو المان وهو الحنان ...
احن فيه الى وطني الأول . الى مرتع طفولتي ، الى صدر امي الحنون ...
امي .. ان هذا العالم قد اصبح مظلما منذ رحلتي...
امي ... لن تعودي . أعلم يقينا انك لن تعودي...
امي .. سأظل يقربك حتى يأذن الله بانتقالي الى عالمك ... فلا خير في عالمي بدونك.
احب امي.