عرض مشاركة واحدة
قديم 06-09-2007, 04:41 PM   #10
هيلوكبتر
 
الصورة الرمزية هيلوكبتر
 







 
هيلوكبتر is on a distinguished road
افتراضي

الكمندار علي بن عبشان الأحمري كان ثالث ثلاثه أوكلت إليهم مهمة غزو بلاد غامد وزهران :

بعد الثوره التي قام بها بعض الأهالي ضد المتصرّف العثماني في تلكـ الديار
فقام متصرف لواء عسير اسماعيل حقي باشا بتجهيز حملة كبيرة جداً مكونة من ستة طوابير
بقيادة أمير اللواء الحادي عشر أحمد لطفي باشا , والكمندار اسماعيل باشا , والكمندار علي عبشان الأحمري

مُنيت هذه القوات بهزيمه نكراء في عام 1321 هـ كما تم وصفها في (( مخطوطة جعّاث )) لمحمد سعيد الغامدي
وذكر أيضاً بأن هذه المعركه كانت سبباً في جلاء الطغيان العثماني عن بلاد غامد وزهران نهائياً

وهنا نحن نسجل فخرنا بهذا الإنتصار لقبائل غامد وزهران كما إفتخرنا بنصر قبائلنا على الحملات العثمانيه سابقاً
ولكن لا يجب أن يتناسى كاتب التاريخ أن يدوّن بأن غامد وزهران لم تقاتل وبهذا الجيش المُنظم سابقاً
إلا من بعد ثمانين عام طاحنه قد أهلكت جيوش قبائل منطقة عسير

وكذلكـ الهزيمه القاسيه في الحرب العالمية الأولى التي لحقت بالجيوش العثمانيه كان لها دور أساسي
فلم تظهر الحملات العثمانيه أمام غامد وزهران كما ظهرت أمام قبائل منطقة عسير
ولم تُعاود الدوله العثمانيه كرّتها في إرسال حملات أخرى لبلاد غامد وزهران
لأنها بالكاد تكون مسيطره على أماكن قليله في منطقة عسير

========================

ما حقيقة الأوضاع في بلاد غامد وزهران خلال تلكـ الفتره الطويله التي أمضت فيها قوات قبائل عسير تقاتل العثمانين :

كانت بلاد غامد وزهران موطن نزاع بين قادة قبائل منطقة عسير وقادة الإمبراطوريه العثمانيه في الحجاز
فتارةً تجد بلاد غامد وزهران يتم السيطره عليها من قِبل حكومة آل عائض حكام عسير
وتارةً أخرى يتم إنتزاعها من قِبل الدوله العثمانيه

وقد كانت بداية تلكـ النزاعات عام 1252 هـ

========================

القياده الفعليه كانت متمثله في قادة قبيلة عسير ولم يهتم أحد من قادة القبائل الأخرى بأمر القياده
بل إن هاجسهم الأول هو توحيد صفوفهم لمواجهة الحملات العثمانيه
وإلا فإن وثيقة علي بن مجثّل في عام 1238 كانت تشير بمن يشاركونه في الحل والعقد

جاء في الوثيقة التي أرسلها للمخلاف السليماني ما يلي :

" سلام الله الأتم . . . وبعد وصلت خطوطك وفهمنا مضمون الجميع ، وتعلم أن القومة لله لا لغرض من الأغراض ، ولا يخفاك مع وصول خطك الأول ، أنا قد جوّبنا عليك ، بما في خواطرنا بمحضر كبار عسير وشهران ورفيدة ، وبني الأسمر وبني الأحمر ، وبني شهر وبلقرن وبني عمرو ، ومن حضر من أابر عبيدة ، وسنحان ، ومن حضر من دراعية ، ورجال همدان ، وصدرنا الخط يواجهك في القنفذة ، وأما الباشا فلا نرى الخط عنده وجه , لأنا ما نعلم له عندنا من المطالب شيء ، فأن أراد العافية والسكون ، فيخلينا ويخلي سبيلنا وأن يدور الفتن / ومراده يوازينا عند طوارفنا . فنستعين عليه بقاصم الجبابرة "

هذه الوثيقه تبيّن إنطلاقة القتال المنظّم لقبائل عسير ضد العثمانين أي قبل 80 عام من مواجهة غامد وزهران لهم

=======================

بعد وفاة على بن مجثّل أوصى بأن يتولى القيادة من بعده عائض بن مرعي
فوافق أهل الحل والعقد (( الذين تم ذكرهم في الوثيقه فقط ))على تقليد عائض بن مرعي زمام الأمور

=======================

تقدمت حمله كبيره من الحجاز بقيادة شريف مكة محمد بن عون وأحمد باشا محافظ الحجاز بأمر من محمد علي باشا
وقد تم سحق هذه الحمله والإنتصار عليها من قِبل عائض بن مرعي ومن معه من قادة قبائل منطقة عسير
مما جعل الدوله العثمانيه تقف ثلاثة أعوام بعد هذا الإنتصار دون أن تعيد الكرّه

وهذا الأمر كان دافعاً إيجابياً لقوات عسير أن تنطلق إلى بيشه حتى أدخلتها إلى حكمها
ومن بعد ذلكـ تم إدخال قبائل غامد وزهران لتصبح تحت إمارة عسير ولم يتم الإكتفاء بهذا
فلقد أخذ عائض بن مرعي يكاتب بقوم وشلاوة من قبائل الحجاز يعرض عليهم الدخول لطاعته
وكان ذلكـ بمثابة إستعراض للقوه وتحدي لقوات محمد علي باشا الموجوده في الحجاز

لم يتم السيطره طويلاً على بلاد غامد وزهران
ففي العام الذي يليه تم إستعادة بلاد غامد وزهران من قبل العثمانين
ولكن لم ينتظر عائض بن مرعي كثيراً بل جهز جيشه وقام بالغزو في عام 1254 هـ
وكان الإنتصار قريب جداً لولا الغدر غير المتوقع من قبائل غامد وزهران بقوات قبائل منطقة عسير
لأنهم جاؤهم من الخلف حيثُ كان جيش قبائل عسير يواجه قوات أحمد باشا من الأمام

الشاهد قُتل الكثير من قوات قبائل عسير
وتم سلب كل أسلحتهم وأمتعتهم ايضاَ بالرغم من أن العدو واحد لنا ولهم
ولكن تظل رغبة قبائل غامد وزهران في البحث عن إستقلاليتهم المحركـ الأقوى الذي دفعهم لفعل ما نراهُ جُرماً ويرونه حقاً

========================

أحداث وأحداث لا أود أن أتطرق إليها ولكن أقف عند أهم سؤال :
ما هي الأسباب التي كانت وراء الإستقرار النسبي للدوله العثمانيه في منطقة عسير منذُ عام 1289 هـ ؟

لعل من أهمها خيانة شيخ حلي ( عمر الكناني )الذي أوقع بالعديد من مشائخ وقادة القبائل في قبضة رديف باشا
عندما أخبره الكناني بأن عدد المشايخ الموجودين في ريدة ثلاثة عشر فأمر بالبحث عنهم وقد عثر عليهم في أحد الحصون وهم شيخ بللسمر وشيخ بللحمر وشيخ بني مغيد

نظراً عن مقتل البقيه في معركه ضاريه وهم : محمد بن عائض وأخواه سعد وعبد الله ، وسليمان بن عبد الوهاب المتحمي ، وراسي بن مغرم بن ثابت الشهابي شيخ قبائل سنحان ، ودليم بن شائع شيخ قبائل قحطان ، ومحمد بن سليم شيخ قبائل آل الصقر ، وزيد بن شفلوت وناصر بن كدم من مشايخ قحطان ، وعبد العزيز بن محمد الغامدي ، وابن عيّاش الغامدي ، وجمعان بن رقوش شيخ شمل قبائل زهران ، ومبارك بن فرحان الدوسي وغيرهم كثير ممن قتلوا غدراً وخيانة بعد أن أعطوا الأمان من قبل رديف باشا

عندما تتبع رديف باشا المشائخ وأحكم قبضته بهم فقد نال مراده وغايته
فقد إستطاع بأسرهم وقتل من تبقى منهم أن يجعل الزمن يجري لصالح إستقرار العثمانين في المنطقه

هذه الخيانه وغيرها كانت سبباً في عدم مواصلة القتال بعد تلكـ الخساره الفادحه
والإستسلام مفروض على أهل المنطقه فلا يوجد حل أخر بعد هذا التاريخ الدامي إلا الرضوخ للأمر الواقع
لذلكـ إنخرط الناس في هذه الدوله سواءاً في الجيش أو حتى في حتى في المجالات أخرى

وبقي الحال في منطقة عسير على ما هم عليه
وتم تسليم المناطق شيئاً فشيئاً لشيوخ القبائل من قِبل الدولة العثمانيه حتى إنجلى العثمانيون عام 1337 هـ
ولم تطل الفتره أكثر من ثلاثة أعوام حتى دخلت المنطقه في حكم الدوله السعوديه الثالثه


هذا هو التاريخ كما جاء في كتاب (( تاريخ عسير )) للكاتب :: علي بن أحمد عيسى

أما بخصوص إسم مؤلف الكتاب فهو الأستاذ :: علي بن أحمد بن عيسى الألمعي ولا علاقة له بالشعبي
كما يظن البعض
وقد كان هذا الكتاب في صميم رسالة الماجستير التي حصل عليها عام 1404 هـ
وفي نفس العام تم إصدار أول طبعه لكتابه بعنوان " تاريخ عسير "

هيلوكبتر غير متواجد حالياً