عرض مشاركة واحدة
قديم 19-10-2012, 06:06 PM   #17
براااق الحـــازم
 
الصورة الرمزية براااق الحـــازم
 







 
براااق الحـــازم is on a distinguished road
افتراضي رد: ๑ิ ๑ิ المدارس الفنية التشكيلية.๑ิ ๑ิ






.

الفن والعقل في منطوق الفلاسفة.




عرف هيجل العقل على أنه الهوية بين الفكر والوجود, وكان الغزالي يرى العقل نسبي باعتبار الزمان والمكان, أما الفارابي فيرى أن العقل أرفع ملكة, وهو من القوة مهيأ لتقبل آثار المقولات, سواء كانت هذه المقولات مفارقة أو لأشياء مادية. ولعل أبا حيان التوحيد قد سبق هيجل في تفكيره الجدلي عندما قال أن الفكر يتم بمحصلة الضدين العقل والطبيعة فالعقل ينبوع العلم, والطبيعة ينبوع الصناعات والفكر بينهما مستمل منهما ومؤيد بعضهما إلى بعض بالفيض المكاني والتوزيع الإنساني, فيتشابه هيجل مع أبو حيان التوحيدي في أن الفكر هو المعرفة, والمعنى الذي أرداه أبو حيان وهو الحدس, ومع ذلك فإن أبو حيان قال إن الفكر أو الحدس هنا هو معرفة تتولد عن نفس الطبيعة للعقل أو نفي العقل للطبيعة.



ويشار الى أبو حيان التوحيد عن الصنائع في كتبه على لسان كثير من معاصريه, و من خلال ما وصلنا من مؤلفاته ما يمكن إن يسمي بفلسفة الفن. فأقام قبل ألف عام علما للجمال. ولقد قامت أفكار التوحيدي الجمالية على مفهوم الحدس الذي ظهر مؤخرا في الغرب على لسان كروتشه, يقول أبو حيان التوحيدي في كتابه الهوامل و الشوامل إن إقامة الصناعات وإبراز الصور فيها يتم بمماثلة ما في الطبيعة بقوة النفس. فالتوحيدي يقدّم فكراً فنياً مستقلا عن المؤثرات الإغريقية يقوم على تفاعل النفس والطبيعة أي تفاعل الذات والموضوع حدسيا وليس على أساس محاكاة الموضوع عقليا, وبذلك يلتقي مع كروتشه الذي يرى أنه أمام الطبيعة والأشياء نحن لا نملك إلا وعيا مبهما ومشوشا لإحساس كامن, وهذه المرحلة الأولى هي مراحل الإدراك أي المعرفة العقلانية لحالات النفس إزاء أشياء محسوس و متخلية, والمرحلة الثانية هي مرحلة التعبير وعلينا أن نخلص هذا التعبير مما يختلط به من مؤثرات لكي يصبح التعبير واسطة الإدراك لتمثيل الصورة أو الكلام ليس بشكل مرموز بل بشكل ينقل استنتاجنا المدرك. وبتعاطي التذوقي يتأكد حضور الجمال الفني وعبقرية الفنان تجعلنا نندمج بخيالنا في أعماله.

وعند النظر إلى إسهامات ابن رشد نجده قد قدم شروحا مهمة في فلسفة ارسطو.ويسجل الانجاز التاريخي الضخم الذي حققه ابن رشد بالنسبة لتطور الاتجاه المادي في الفلسفة، هو تأكيده على أن سر الصورة يجب البحث عنه في المادة نفسها، بمعنى أن الأشياء المادية لا يمكن أن تلقى صورها، إلا من أشياء مادية أخرى. فأبن رشد كان ينظر للعلاقة بين المادة والصورة، على أنها علاقة وحدة جوهرية غير قابلة للانفصام، والمصير الذي يسري على الأولى هو نفس المصير الذي يسري على الثانية.

وهذا الطرح بطبيعة الحال متقدم على طرح أرسطو الذي كان يضع تمييزاً جوهرياً بين المادة والصورة، بحيث كان يعتبر الأولى فانية والثانية غير فانية.
وبعودة إلى مقولة أرسطو.إن التفكير مستحيل من دون صورة, نجد إن فلسفة أرسطو تقوم برمتها على الأساس التالي.

1. علة العلاقة بين الصورة والمادة. فبالنسبة لأرسطو، إن الجوهر يمثل بالنسبة للكائن، ما تمثله الصورة بالنسبة للمادة. فكما أنه لا يمكن تصور وجود صورة بدون مادة، فكذلك لا يمكن تصور وجود كائن ملموس واقع محسوس بدون جوهر.
2. أن الصورة تعطي للمادة شكلها المتميز، والجوهر يعطي للكائن الملموس هويته الخاصة. .
ولنمعن النظر في قال تعالي: اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ 35 سورة النور.
ففي هذه الآية العظيمة وردة أسماء لأشياء معروفه كالمشكاة والمصباح والزجاجة الزيت, وهي صور يمكن إدراكها أشكالها, وقد قال أبو تمام.

فالله قد ضرب الأقل لنوره ....... مثلا من المشكاة والنبراس

إلا أنا نبقي عاجزين عن تحديد المعني النهائي لما يختلط به من إيمان مطلق بعظمة الله أولاً, ولقصور الإدراك وعملية الحدس عن الإحاطة بذات الله وجلاله تبارك وتعالي, إلا إن القران الكريم بارك طموح الإنسان أن يكون فاعلاً ومبدعاً كاشفاً, ولو برسم صورة ذهنية لتقريب المعنى إلى العقل.

وإذا عدنا إلى استرجاع قصة قابيل مع الغراب فأنا نفتح مساحة أكبر لتأمل المعنى الأشمل للجوهر الكامن خلف كل صورة واعية بل أنها تتجاوز اللحظة لرسم إطار اشمل في إدراك الجوانب الأكثر غموضاً في طبيعة هذه العلاقة, ومن جانب آخر في حقيقة كل صورة يدركها الإنسان.



أن إدراكنا للشيء عادة محدوداً وتجزئاً. ونحن لا نرى منه إلا سماته المرتبطة بأغراضنا . ويمكن أن نشير بشكل موجز إلى فلسفة العقل والمباحث المتصلة بها, فمنهم من يؤكد أنه تتصل أفرع بفلسفة العقل تعرف بفلسفة علم النفس وعلم النفس الفلسفي,إن فلسفة العقل هي تحليل يتناول جميع المفاهيم المتصلة بما هو عقلي, وهي بذلك تتداخل بشكل واضح مع جوانب من الميتافيزيقا. وهي مبحث فلسفي خالص وتصوري محض وتحليلي صرف, ولعل أهم مباحث فلسفة العقل هو مفهوم القصدية, من حيث وصف الظواهر العقلية بأنها قصديه, من حيث أنها تدل حول شيء ما مستقل عنها, وهو مصطلح فلسفة الظاهريات, أن كل فكر هو فكر في شي, ويقصد إلى شي, ومن الفلاسفة من يرى القصدية العلاقة بين الظاهرة العقلية وبين الظاهرة الفيزيائية".

ثم ان هناك مفهوم أخر هام وهو الذاتية , والذاتية هو اتجاه فلسفي يرجع كل الأحكام الوجودية أو التقويمية إلى أفعال أو أحوال المرء الشعورية الفردية, وهو في المنطق النظرية التي تنكر القيمة الموضوعة للفرق بين الحق والباطل.
وهذا ينسحب على انتاج الصورة والفن وطبيعة العلاقة الازلية بين العقل كمحرض وفاعل والصورة كمنتج وخطاب.



.
.
بتبع
ـــــــــــــــ
الحقوق محفوظة لـ براااق الحازم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة شذى الريحان ; 19-10-2012 الساعة 09:29 PM.
براااق الحـــازم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس