عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-07-2009, 09:42 AM
ابو أبان ابو أبان غير متواجد حالياً
 






ابو أبان is on a distinguished road
افتراضي علي الذيب.......اخر الصعاليك!!!

[align=center]أحاول من خلال طرحي عن بعض الشخصيات التاريخية في قبيلة زهران أن نحفظ تاريخهم على الأقل من الضياع وابراز ماكان لديهم من فروسية وشهامة وشجاعة لاتستغرب من ابناء هذه القبيلة العظيمة.

وطرحي المتواضع اليوم هو عن اخر الصعاليك واسمه علي الذيب وقيل سمي بالذئب لأنه ذئب بكل ماتحمله الكلمة من معنى وقيل أيضا أنه كان يمشي على "القصب" اليابس فلاتسمع وطء أقدامه وفي رواية أخرى أنه سمي بالذئب لأن جفنه لايحمل النوم وقد فارق الحياة قبل مايقارب الخمسين عاما وهولايتعدى الأربعون عاما وله الكثير من القصص الممتعه ولكن لايحضرني الان الا واحدة تختصر حياته بالكامل.

وتعريفا بشخصيتنا اليوم "علي الذيب" فهو يعود الى بني عياض المحاميد من ال نمران من المسافره بوادي سبه من أسرة عرفت بكرمها وشجاعتها وليس لدي الكثير عن نشأته وطفولته ولكن ما أعرفه سأسرده في هذه القصة.

لقد عاش علي الذيب في كنف اسرة مقتدرة ماديا ولكن كان قدره الصعلكه وكأنه يعيد ماقله يوما زعيم الصعاليك تأبط شرا حينما قال

[align=center]ولا أتمنى الشر والشر تاركي

ولكن متى أحمل على الشر أركب
[/align]

وقد قيل أنه من أكرم الناس ومن أرقهم قلبا حينما يرى اليتيم والفقير والمسكين ولم يكن يؤثر نفسه بغنائمه بل كان يتقاسمها مع من يراه أهلا لها وهذا يذكرنا بأمير الصعاليك "روبن هود".

وحينما ذاع صيته وضربت شهرته الافاق أصبح جماعته في وجه المدفع فما أن يفقد شيء في ارض تهامة الا وأصحابه "يركزون"على شيوخ المحاميد في سبه ومرة يحلفون لهم ومرة "يسدون"فيما فقد وعلي الذيب بين جماعته كل ما سألوه عن تهمة أقرها وحينما يطلبونها منه يجدونه أعطاها لأحدى الأسر الفقيرة أو تقاسمها مع أصدقاءه,وحينما صار وادي سبه هو محل التهمة الأولى من قبائل تهامه فقد أرهق المحاميد من السداد في ماينهبه علي الذيب فاجتمعوا يوما في مجلس شيخهم موسى بن مطر أهل سراة وتهامه فقالوا ماذا ترون في مانواجهه مما يجلبه علينا "علي" من سواد وجه بين القبائل؟؟؟؟

فبعضهم قال"نغله" والغل هو دفن الرجل وهو حي!!!

قالوا هذا ليس برأي أنت تتكلم عن علي الذيب ولو نجا منها لغلنا جميعا....

وقال اخرون نسلمه بجريرته الى من يطلبه!!

قالوا ليس برأي فلو سلمناه فلربما يقتل ونعود الى ماهو أشد مما نعاني....

واستقروا على رأي أنهم يخلعونه والخلع في سلوم زهران انهم يستدعونه وينزعون جنبيته ويخرجونه من القرية ويعلنون من الأسواق أنهم براء منه لايطلبون له ثأرا ولا يطفئون له نارا وهكذا حدث ل"علي الذيب".

ومضت الأيام والسنين وهو في صعلكته ولكن هذه المرة من فقر ومن حاجه وجماعته لايريدون أن يسمعون له خبرا حتى أتى هذا اليوم وكانت ابل المحاميد مع ابل الأشراف من "ذوي حسن" قريب من الساحل في أحد الأوديه وجائهم خبر من الرعيان أن ابلهم سرقت وأخذها الأشراف وتوزت في ديرة الأشراف فجاء الخبر أهل المحاميد كالصاعقه!!!

اجتمعوا لعقد الرأي والمشوره فقال بعضهم نذهب الى الأشراف فنستردها فقالوا له لو أرادو ردها لما أخذوها وقال اخر نستردها بالقوه قالوا له لانستطيع أن نستردها بالقوه وقد وزيت في ديرتهم فسوف نخسر الأبل ونخسر الرجال وبعد مداولات ومشاورات استقر رايهم على ان يستردوها بنفس الطريقة التي أخذت بها منهم فقالوا ليس لنا الا "علي الذيب"

فأرسلوا له في الحضور وبعد مايقارب اليومين وجدوه وعادوا به الى القرية فأخبروه بالموضوع وأن ابل أهله من ضمن ماسرق ومطالبهم منه فوافق شريطة أن يرجعوا له سلاحه ويعلنون من الأسواق انه منهم ثار ونار فوافقوا على طلبه.

فذهب علي الذيب من وقته الى ديرة ذوي حسن وارتدى ملابس الرعاة فوجد الأبل مع الرعاة في وادي على مشارف ديرة الأشراف وحينما رأوه الرعاة رحبوا به واجلسوه عندهم ليضيفوه فلما أحسته أبل المحاميد تحركت واصدرت جلبه-يقال أن الابل تعرف أصحابها-فقال الرعاة "اهدأي الله يجعلك بعلي الذيب"ولم يدر في خلدهم ان ضيفهم هو علي الذيب فتقهوى وتولم عندهم وحينما ناموا فك عقل الأبل كاملة ابل المحاميد وابل الأشراف ولم يصحوا من نومهم الى وهو وسط ديرة زهران ولم تشرق الشمس الا وهو طالع بها الى وادي سبه وبعد ذلك دخل ذوي حسن والمحاميد في مفاوضات على ابل الأشراف التي أخذها علي الذيب ورفض علي الذيب ارجاعها وضمها الى حلاله واستمر على صعلكته الى توفاه الله وكأن لسان حاله يقول ماقال رفيقه عروة بن الورد

[align=center]خاطر بنفسك كي تصيب غنيمة

ان القعود مع العيال قبيح
[/align]

ودمتم.
[/align]
رد مع اقتباس