عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-04-2010, 03:30 PM
الصورة الرمزية ســيــــف العـــــرب
ســيــــف العـــــرب ســيــــف العـــــرب غير متواجد حالياً
 






ســيــــف العـــــرب is on a distinguished road
افتراضي وتستمر دعوى الجاهلية

يأبى بعض الكُتّاب ذوي الأفكار العقيمة والنظرة القاصرة على مصلحة شخصية آنيّة تبدو

أهدافها من الوهلة الأولى بائسة ورخيصة يقرأ خطوطها العريضة العامي قبل المتعلّم بأنها كلمة حق أُريد بها باطل

يأبى أولئك إلا أن يستمروا على نفس النهج العقيم .. نعم عقيم

فهم لم يأتوا بالمفيد في أُطروحاتهم كتلك التي أوردها لنا كاتب جريدة عكاظ تحت مسمى (تلويث)

نعم وأيم الله أن ما قاله ذلك الكاتب تلويثٌ للأفكار وقلبٌ للحقائق

حين بدت علامات الانزعاج على سعادته من الشيخ الفاضل النجيمي المعروف بمواقفه الوسطية فهو لا غالياً متشدداً في

الدين ولا منحلاً من تعاليمه السمحة

فحينما أوضح الشيخ ومجموعة من الأطباء مفاسد الاختلاط في بيئة المستشفيات التي يسببها تسلط بعض الرجال

المسئولين على النساء كحقائق يلمسها المنتسبون لهذا الحقل مما ينتج عنه مقايضات غير أخلاقيّة في الترقيات والحوافز

والتقييم وغيره ..

كان من الأجدر أن يقف معهم الجميع في القضاء على ذلك الإشكال

وقطع دابر الفساد .

ولكن ذلك الكاتب كان له موقفاً آخر من الشيخ ومن الأطباء الذين دفعهم واجبهم كمسلمين يُحقّون الحق ويُنكرون الباطل

والغيرة على أعراض أخواتهم وردع كافة أشكال الابتزاز التي يحاول البعض أن يُمارسها بحقهن خصوصاً بعد أن استاءت

الكثيرات منهن من تلك التصرفات ممن يعتبرن عفافهن وطهرهن فوق الاعتبارات الوظيفية والتقييمات المجحفة

فقد أنبرى ذلك الكاتب للدفاع عن المتجاوزين ووصفهم بالملتزمين بالأنظمة والضوابط المهنية والأخلاقية وأن ما يقوم به

الشيخ وأيضاً

الأطباء هو تلويث بيئة عمل لا تقبل المزايدة

في محاولةٍ منه وكعادة الصحافة المخجلة لدينا لتغليب المصلحة الشخصية على الصالح العام وتغطية الحقائق بدلاً عن كشفها

كل ذلك من أجل الدفاع عن مبدأهم في الترويج لبراءة الاختلاط لدرجة

إضفاء صبغة المجتمع الملائكي عليه

وهذا ما أبداه الكاتب في انحيازه المُطلق الذي افتقر إلى طرح عقلاني يدعو إلى التحقق من المسألة ليتم اجتثاث الفساد

ومعاقبة المفسدين وإنصاف من وقعن تحت طائلة أولئك الذئاب البشرية .

وهنا يتضح جلياً مدى تخبط الكاتب كما هو حال الكثير من الكُتّاب والمثقفين لدينا اليوم في صرف القضية عن مضمونها

وأساسها وهو حفظ كرامة النساء العاملات وصيانة سمعتهن والاستجابة لمطالبهن بتخليصهن من براثن الاستبداد الوظيفي

ممن يريد المتاجرة بأعراضهن .

وعلى هذا الحال فإنه وكما أشرت في مواضيع سابقة ستظل صحافتنا والقائمين عليها تحت وطأت أفكار مراهقة لم ولن

تناقش أي قضية تتطرق لها بالحيادية والعقلانية المطلوبة ما لم يضعوا توجهاتهم وأهدافهم الشخصية جانباً وتقديم مخافة

الله ومصالح الوطن والمواطن نبراساً ومنهجاً .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس