عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-10-2008, 06:06 PM
الصورة الرمزية فهد الصهيبي
فهد الصهيبي فهد الصهيبي غير متواجد حالياً
 






فهد الصهيبي is on a distinguished road
افتراضي هل اعلمه الأدب ام اتعلم منه قلة الأدب

مقالة للدكتور ميسرة طاهر في جريدة عكاظ جميل

عبارة عن قصة فيها فائدة جميلة
((هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب))

في كل صباح يقف عند كشكه الصغير ليلقي عليه تحية الصباح ويأخذ صحيفته
المفضلة ويدفع ثمنها وينطلق ولكنه لا يحظى إطلاقا برد من البائع على تلك
التحية، وفي كل صباح أيضا يقف بجواره شخص آخر يأخذ صحيفته المفضلة ويدفع
ثمنها ولكن صاحبنا لا يسمع صوتا لذلك الرجل، وتكررت اللقاءات أمام الكشك
بين الشخصين كل يأخذ صحيفته ويمضي في طريقه، وظن صاحبنا أن الشخص الآخر
أبكم لا يتكلم.

إلى أن جاء اليوم الذي وجد ذلك الأبكم يربت على كتفه وإذا به يتكلم
متسائلا: لماذا تلقي التحية على صاحب الكشك؟ فلقد تابعتك طوال الأسابيع
الماضية وكنت في معظم الأيام ألتقي بك وأنت تشتري صحيفتك اليومية.

فقال الرجل وما الغضاضة في أن ألقي عليه التحية؟

فقال: وهل سمعت منه ردا طوال تلك الفترة؟

فقال صاحبنا: لا ، قال: إذا لم تلقي التحية على رجل لا يردها؟

فسأله صاحبنا وما السبب في أنه لا يرد التحية برأيك؟

فقال : أعتقد أنه وبلا شك رجل قليل الأدب، وهو لا يستحق أساسا أن تُلقى
عليه التحية.

فقال صاحبنا: إذن هو برأيك قليل الأدب؟

قال: نعم.

قال صاحبنا: هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب؟

فسكت الرجل لهول الصدمة ورد بعد طول تأمل: ولكنه قليل الأدب وعليه أن يرد التحية.

فأعاد صاحبنا سؤاله: هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب.

ثم عقب قائلا: يا سيدي أيا كان الدافع الذي يكمن وراء عدم رده لتحيتنا
فإن ما يجب أن نؤمن به أن خيوطنا يجب أن تبقى بأيدينا لا أن نسلمها
لغيرنا، ولو صرت مثله لا ألقي التحية على من ألقاه لتمكن هو مني وعلمني
سلوكه الذي تسميه قلة أدب وسيكون صاحب السلوك الخاطئ هو الأقوى وهو
المسيطر وستنتشر بين الناس أمثال هذه الأنماط من السلوك الخاطئ، ولكن حين
أحافظ على مبدئي في إلقاء التحية على من ألقاه أكون قد حافظت على ما أؤمن
به، وعاجلا أم آجلا سيتعلم سلوك حسن الخلق.

ثم أردف قائلا: ألست معي بأن السلوك الخاطئ يشبه أحيانا السم أو النار
فإن ألقينا على السم سما زاد أذاه وإن زدنا النار نارا أو حطبا زدناها
اشتعالا، صدقني يا أخي أن القوة تكمن في الحفاظ على استقلال كل منا، ونحن
حين نصبح متأثرين بسلوك أمثاله نكون قد سمحنا لسمهم أو لخطئهم أو لقلة
أدبهم كما سميتها أن تؤثر فينا وسيعلموننا ما نكرهه فيهم وسيصبح سلوكهم
نمطا مميزا لسلوكنا وسيكونون هم المنتصرين في حلبة الصراع اليومي بين
الصواب والخطأ.

ولمعرفة الصواب تأمل معي جواب النبي عليه الصلاة والسلام على ملك الجبال
حين سأله: يا محمد أتريد أن أطبق عليهم الأخشبين؟ فقال: لا إني أطمع أن
يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله، اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون.

لم تنجح كل سبل الإساءة من قومه عليه الصلاة والسلام أن تعدل سلوكه من
الصواب إلى الخطأ مع أنه بشر يتألم كما يتألم البشر ويحزن ويتضايق إذا
أهين كما يتضايق البشر ولكن ما يميزه عن بقية البشر هذه المساحة الواسعة
من التسامح التي تملكها نفسه، وهذا الإصرار الهائل على الاحتفاظ بالصواب
مهما كان سلوك الناس المقابلين سيئا أو شنيعا أو مجحفا أو جاهلا، ويبقى
السؤال قائما حين نقابل أناسا قليلي الأدب هل نتعلم منهم قلة أدبهم أم
نعلمهم الأدب؟


وهذا موضوع لكاتب اخر ذو صلة بشارع قليل الأدب
شارع غير مؤدب !
يبدو أن شوارعنا غير مؤدبة وأنها تحتاج إلى تأديب قوي وزاجر، فلم يزل بعض أصحاب السيارات إذا ما لاحت لهم كتلة سوداء لامرأة عابرة، أخذت أرتال منهم

تحاذي المرأة المسكينة السائرة على قدميها في طريق عام وكل واحد من أولئك الصائعين يعتقد أن المرأة بائعة هوى وأنه أحق بها من غيره فهي له أو لأخيه أو للذئب البنغالي! بينما تكون تلك المرأة سائرة بحشمة ووقار نحو هدفها الذي خرجت من أجله وحيدة لاضطرارها لذلك الخروج، فقد تكون أرملة أو أماً لأطفال أبوهم غائب أو مطلقة لا عائل لها أو فتاة غير ذات بعل أبوها عاجز مشلول وليس لديها من يرافقها فتكون المسكينة في غاية الحرج والانزعاج مما تسمعه من كلمات ماجنة وإشارات فاضحة تدعوها إلى الركوب في إحدى السيارات التي تقف بعضها خلف بعض مثل ما يفعل ذكور القطط «العراري!»، فإذا يئس صاحب مركبة ما من تجاوبها وتحرك للانطلاق جاء بعده «مهند»!! وغمز لها بعينيه داعياً إياها للركوب معه على أساس أنه الأبهى والأجمل والأرجل مع أنه لو نظر في المرآة قبل خروجه مسرحاً شعره لاستعاذ بالله من الشيطان الرجيم وهكذا تظل المطاردة قائمة حتى تصل المرأة إلى مثواها أو تدخل البقالة التي تقصدها فينصرف أولئك «الصائعين» بحثاً عن ضحية أخرى تكون ألين عريكة وأكثر تجاوباً!، وكل ذلك يحصل أمام أنظارنا جميعاً فلا يتحرك أحد منا للأمر بالمعروف أو لإنكار المنكر خوفاً من ردة فعل أولئك الطائشين الذين لم تربّهم أسرهم ويحتاجون إلى تربية من الحكومة، وللأسف الشديد فإن مثل هذا الأمر يحصل حتى في أقدس المواقع وقد شاهدته مراراً بأم عيني وتأسفت كثيراً لما أراه من بطر ونزق وانحراف وقلة حياء وتذكرت الشاعر العربي الجاهلي عنترة الذي كان يغض طرفه إن بدت له جارة من جيرانه حتى يواري جارته مأواها وقارنت بينه وبين بعض من يدعون أنهم أبناء الإسلام فازداد أسفي عليهم.. فمتى نؤدب هذا الشارع؟!


منقول للفائدة

اللهم ارحم والدي واغفر له ياغفور يارحيم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
وأتعس الناس حظا من تكون له == نفس الملوك وحالات المساكين
أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة فهد الصهيبي ; 09-10-2008 الساعة 06:12 PM.
رد مع اقتباس