عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-09-2007, 03:53 AM
بنت قريش بنت قريش غير متواجد حالياً
 






بنت قريش is on a distinguished road
افتراضي ( ملينا . . . شِعر ! )

في السابق كنت أشتاق للشِعر وللشعراء ،
كنت في بعض الأحيان أتضوّر حنيناً لقصائد بعض الشعراء الشعبيين ،
كنت أردد وأدندن وأهزج وأطرب بتلك الأبيات الشعبية الموغلة بالألم والحزن والضياع ،
في السابق كنت أشعر بأن الشِعر الشعبي بخير وبرد وسلام وابتسامة مُشعة ،
أي نعم ، كانت قليلة الجسور التي يسير عليها الشِعر بقدميه إلى أن يصل لنا ،
أي نعم ، كانت البرامج الشعبية –البادية- عبر الإذاعة والتلفزيون مرة أو مرتان فقط بالأسبوع ،
أي نعم ، لم تكن هناك إلا مطبوعة أو مطبوعتين تعنيان بالشِعر الشعبي ،
أي نعم ، كانت هناك صفحات اسبوعية قليلة تهتم بنشر جديد الشعراء ،
لكننا . . كنا مرتاحين ومبسوطين ومستانسين والحال فوللي .
أما اليوم فكثر الشعراء والمستشعرين ، والشاعرات والمستشعرات ، حتى أن
( نهى نبيل ) حفظها الله صارت شاعرة !.
إن أردت أن تزهق حياتك باختيارك ، فما عليك إلا أن تمسك مع سبق والإصرار والترصد الريموت كنترول الخاص بتقليب القنوات الفضائية !،
فبأول ضغطة سوف ترى وتسمع شاب يلقي قصيدة من خلالها يتحلطم ويتقطع وشوي وينتحر بسبب فراق محبوبته !،
والضغطة الثانية سوف ترى وتسمع آخر يمدح قبيلته مدح طنان رنان فضيع، لم يذكر في قصص ألف ليلة وليلة !،
والضغطة الثالثة سوف تسمع وترى ثالثاً يمدح أحد الأمراء أو الأثرياء ، فيجعل من ممدوحه هذا إله يُعبد من دون الله تعالى !، وأن بيده إنزال المطر وخروج العشب وأنه ببركته ورضاه تتكاثر النعاج في البراري وترعى البعارين في الوديان ويدر ضرع البقر في المزارع !،
وفي الضغطة الرابعة سوف ترى وتسمع رابعاً يُثني على نفسه ، ويقول عن نفسه أنه بطل الأبطال والفارس الهمام المغوار، وأنه أعتا وأقوى وأصلب من غرانديزر وجنقر وكل أبطال الرسوم المتحركة !،
وفي الضغطة الخامسة لا تعجب ولا تندهش ولا تضحك أن رأيت وسمعت إحداهن بكل صفاقة وبمنتهى التفاهة والإسفاف، تخرج من فمها أبيات تشبه الماء في خواصه الثلاثة، حيث: لا لون ولا طعم ولا رائحة !،
وفي الضغطة السادسة سوف ترى وتسمع أحد أصحاب البشوت المطرزة أطرافها بالذهب الألماني والفضة الفرنسية ، بوجه نعسان مقتضب ، يلقي قصيدة لا تنتسب إليه ، أبياتها تصرخ على شفتيه وتقول: يا جماعة واللهِ مش هُوّه اللي كاتبني !!،
وفي الضغطة السابعة تسمع وترى أحدهم يروي لك بكل وقاحة قصيدة على هيئة فيلم غير أخلاقي لم يمر على الرقابة والجمركة الفنية !!،
ومن الضغطة السابعة إلى ما شاء الله تعالى وأنت بين قنوات الشِعر هذه بدون فائدة كثيرة تُذكر .

الآن . . مليت شِعر ،
الآن . . انتفخت شِعر ،
الآن صدع راسي شِعر ،
الآن صرت أكره الشعر !!،
كيف لا ؟
والشِعر أصبح يُباع ! ،
كيف لا ؟
والشِعر دخلهُ أُناس من غير أهله !،
كيف لا ؟
وكل الناس صارت شعراء وتقول شعر !! .
ويا خوفي من بكرة . . أن تُلف ساندويتشات الفول والفلافل بورق قد كتبت عليه بعض القصائد !!




عجبني جداً لانه يحكي واقع فأحببت نقله

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
لنجعل مساحة بسيطة من توقيعنا لذكر الله

حملة أجري من توقيعي

استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه
أخر مواضيعي