[طائر الفينيق]

ذات إشــراقة فجـــر حالم .
فتحت نوافذ باتجاه شمـــوس تتلألأ في أفق العمــر الذاهب .
إسترجعت نقوش كنت قد حفرتها في صباحات عمري .
بأصابع براءات الطفولة المبكرة على أرجوحة اللـــوز العتيقة
التي علقتها أمي ذات صبـــاح حبيب.
كي تحتـــوي شقاوات طفل يخاف المطـــــر .
لتصنع هي الخبز قبل عودة الفلاحين .
وهطـــول المــــطر .
رائحة البخور تعانق بخار البن في تناغم أخاذ.
خيوط الشمس تتسلل بين الزهور وأغصان شجرتي الحبيبة .
استرجعت أحلام كنت قد أرسلتها مع الطيـــور لتحفظها في مكان بعيد.
دون تشعر بحفيفها جارات أمي وعيونهن الملتهبة .
على أمل أن ألتقيها ذات مساء موعود .
بعد حين تركت أرجوحتي معلقة كما هي .
وعليها أحافير الصبا , وكركرات الطفولة , وشئ من عبق
قهوة أمي ودخونها .
رحـــــلت بي أيامي بحثا عن مكان الطيور المهاجرة التي أودعتها أحلامي.
مرت بي أزمنتي دون أن أجد ما أبحث عنه.
عدا فتــــــات سقط سهوا منها .
وقفت على مشارف مـــدن الملح .
طرقت أبوابها , سألت ملكات الجـــان بلا جدوى .
ها أنذا واقف منذ عصوري .
أنتظـــر عودة أيلول كي أهزم خوفي.
وأغني " أنشــــــــــــــودة المـــطر"
أيها العمـــر المسافر بي إلى مجاهيل لا أعلمها.
رفقــــــــــــــــــــــــــــــــا بـــي
فأنا ما زلت أبحث عني ....
عن أحلامي الضـــــائعة
خـــذني إلى حيث أحب أن أكون
إلى من أودعتهــــــا براءاتي وأسراري
وشئ من عمـــــــــــــــــــــــــري
إليــــــــــــــــــــــــــــــها ..!
...
..
.