عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-2011, 07:30 PM   #6
فهد الغبيشي
عضو متميز
 
الصورة الرمزية فهد الغبيشي
 







 
فهد الغبيشي is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان الشاعر الغبيشي

عَرّض علينا راعي المَنْسب عِراضي


بسم الله الرحمن الرحيم


للشاعر / علي بن أحمد الغبيشي الزهراني


الطرف الأول

عَرّض علينا راعي المَنْسب عِراضي
ما غَدى والسبع راضي
وإلاّ ولِنْـي ما أقدِر آقُـل وقِّـفْ آرى
عندنا ناسٌ قِفـارا
البعض منهم ياهبون القَرّه عوجا

الطرف الثاني

والله لولا المِنْقده والسّب عراضي
لا تعدّى سَبع اراضي
مانا بقيلٌ ما أقدر أتعدى القِفارا
عِندنا رايٌ قفا را
واهل البصاير عِلْمُهم لا قرّعوا جاء



روى بعض كبار السن من قبائل دوقة الأحلاف بتهامة زهران خبراً مفاده , أن شاعرنا كان متوجهاً بصحبة بعض قومه إلى مجلس صلح لدى قبيلة بني خريص ( إحدى قبائل الأحلاف بتهامة زهران ) وعند العودة من مجلس الصلح , مَرّ شاعرنا بالقرب من بئر ماءٍ تبعُد قليلاً عن المنازل , وذلك من أجل إطفاء لهيب الظمأ في صدره ..
وعندما اقترب شاعرنا من دلاء الماء تفاجأ بأن حضوره قد أزعج امرأةً كانت تريد السقاء من ماء ذلك البئر . حيث فضلت تلك المرأة الابتعاد والانصراف عن البئر حتى ينتهي ذلك الغريب من أمر عطشه .
غيرأن شاعرنا فَضلَ أيضاً أن يعود أدراجه , دون حتى أن يشرب من ماء البئر,لكنّ ذلك الصمت الذي كان يبديه شاعرنا كان من نوع المسمى بـ (ضجيج الصمت ) , وعندما عاد إلى قومه الذين كانوا بانتظاره سألوه عن أمر العطش .. فأجاب : لقد ارتويت .


عَرّض علينا راعي المَنْسب عِراضي

(عَرّض علينا ) بمعنى أتى , ولكنّ الإتيان هنا محض الصدفة .
(راعي المَنْسب) أي صاحبة الشعر المُنَسّب ( المُفرد ) .
(عِراضي) تأكيد على صورة الإتيان , وأن الأمر برمته كان محض الصدفة .

ما غَدى والسبع راضي

(ما غَدى ) بمعنى لم يذهب , أو يعود إلى مكانه الذي أتى منه ..
(والسبع راضي) السبع في دلالة أصل الكلمة ذوات الناب من الحيوانات , لكنّ المعنى الخاص لشعبية اللفظة والمقصود هنا هو الرجل (الشاعر يتحدث في خفاءٍ عن نفسه ) .

وإلاّ ولِنْـي ما أقدِر آقُـل وقِّـفْ آرى

(وإلاّ ولِنْـي) هذه اللفظة الشعبية التي تخبر عن أمر النفس ذات دلالةٍ خفية عن العجز , وقلّة الحيلة .
(ما أقدِر آقُـل ) أي لا أستطيع القول والحديث فأناديها بكلمة (وقِّـفْ ) أي مهلاً عن هذا النفور لــ (آرى) شيئاً آخر غير ذلك الشعر المُنسب .

عندنا ناسٌ قِفـارا

البئر ليست بالبعيدة عن المنازل , وبجوارنا بعضٌ من البشر , ذوو طبعٍ لئيم , لأنهم (قِفـارا) أي لابد أن يقفروا كل شيءٍ , ليبحثون عن الأسباب والمسببات والنتائج والمخرجات .. وذلك الطبع ليس بطبعٍ مريح لرجل ( سبع ) لا يُحب أن يكون ذا شبهةٍ لأنظار القوم .

البعض منهم ياهبون القَرّه عوجا

أكمل الغبيشي خبر أولئك القوم عندما تحدث عن بعض صفاتهم فقال (ياهبون القَرّه عوجا) أي لا يدعون شيئاً يمضي إلى حال سبيله , فهم بأعينهم المُحدقة لكل شيءٍ يضيفون إلى الأمر ما لم يكن فيه ..


لكنْ هل أعلن الغبيشي استسلامه ..!


والله لولا المِنْقده والسّب عراضي

(والله) يمينٌ جازمة مشروطةٌ بـ( لولا ) والمعنى والله لولا أن تصيبني (المِنْقده) وهي كُل ما يعيب , ولولا أن يلحق كلام السب عارض وجهي ..( لى تعدّى سَبع اراضي) أي سأجاوز السبع الأراضي بسمائها وماءها وقفارها ..

لكنْ السؤال الأهم .. ذلك كُله من أجل ماذا ..؟

جواب الرد مرتبطٌ بالبدع .. كُله من أجل ( راعي المنسب ) .


ثم انتقل الشاعر بعد ذلك ليؤكد على كفاءة نفسه , وأن يمينه التي ابتدأ بها في معرض حديثه يمينٌ وافية لا حَنَثَ فيها .. عندما قال:

مانا بقيلٌ ما أقدر أتعدى القِفارا
عِندنا رايٌ قفا را

أي لستُ ممن يعجزون عن مواجهة الأخطار , وعبّر الغبيشي عن الأخطار التي قد يتعرض لها السبع ( الشاعر ) بقوله ( القفارا ) أي الأرض الصعبة المسير ..
ذلك لأن شاعرنا من أصحاب الرأي والمشورة الذين لا يعجزون عن إبداء الرأي حتى في أحنك المواقف وأصعبها , والرأي الذي عبّر عنه الشاعر في القصيدة معناه الحقيقي الطُرق والمسالك المنجية من أخطار القفار .


واهل البصاير عِلْمُهم لا قرّعوا جاء

(واهل البصاير ) بمعنى أهل الرأي والمشورة والحل والعقد كأمثال شاعرنا الغبيشي ..
(عِلْمُهم) أي ما يريدونه , والهدف هنا خفيٌ لدرجة العذوبة , فالخطاب يعود أيضاً إلى ( راعي المنسب ) .
( لا قرّعوا ) المعنى الشعبي " كشفوا عن رؤوسهم " والمعنى الشعري " جدؤوا في طلب ما يريدون "
وإجابة ذلك كله ( جاء ) بمعنى إذا بدأ أهل الرأي والمشورة في طلب أمرٍ ما , تمكنوا من الحصول عليه .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
همسة

للمؤسس او مدير الموقع

ضيعت العصفور الذي فيدك وكذلك العشرة اللي في الشجرة
أخر مواضيعي
فهد الغبيشي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس