عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24-06-2007, 10:33 PM
الصورة الرمزية جريح الود
جريح الود جريح الود غير متواجد حالياً
 






جريح الود is on a distinguished road
افتراضي لبيد بن ربيعة العامري (رضي الله عنه) !.

شعراء حول الرسول صلي الله عليه وسلم
بقلم: أ.د. عبدالله بن محمد أبو داهش
قال عنه رسول - صلى الله عليه وسلم-: "أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد:
ألا كل شيء ما خلا الله باطلُ...".
ذلكم هو: "لبيد بن ربيعة بن مالك: أبو عقيل العامري، أحد الشعراء الفرسان الأشراف في الجاهلية، من أهل عالية نجد، أدرك الإسلام، ووفد على النبي- صلى الله عليه وسلم-، ويعد من الصحابه، ومن المؤلفة قلوبهم. سكن الكوفة، وعاش عمراً طويلاً، وهو أحد أصحاب المعلقات. وكان كريماً، نذر أن لا تهب الصبا إلا نحر، وأطعم".
شعره في حديث رسول الله
صلى الله عليه وسلم
روى مسلم في صحيحه : "... عن أبي هريرة عن النبي- صلى الله عليه وسلم-، قال: أشعر كلمة تكلمت بها العرب كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطلُ...".
وروى مسلم أيضاً: "... عن أبي هريرة أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، قال : أصدق بيت قاله الشاعر:
ألا كل شيء ما خلا الله باطلُ...".
وروى مسلم أيضاً: "... عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: أصدق بيت قالته الشعراء:
ألا كل شيء ماخلا الله باطلُ...".
وفي رواية أخرى: "... عن أبي سلمة بن عبدالرحمن، قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، يقول: إن أصدق كلمة قالها الشاعر: كلمة لبيد:
ألا كلُّ شيء ما خلا الله باطلُ...
ما زاد على ذلك" وهذا يدل على استحسان النبي- صلى الله عليه وسلم- لهذا الشطر من البيت، وذلك لسمو معناه، وجودة تركيبه اللفظي.
شعره في الإسلام
يقول ابن قتيبة عنه :" أدرك الإسلام، وقدم على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في وفد بني كلاب، فأسلموا ورجعوا إلى بلادهم، ثم قدم لبيد الكوفة وبنوه فرجع بنوه إلى البادية بعد ذلك، فأقام لبيد إلى أن مات بها... ويقال: إن وفاته كانت في أول خلافة معاوية وإنه مات هو ابن مئة وسبع وخمسين سنة" وقد ذهب عدد من المؤرخين إلى أنه "لم يقل في الإسلام إلا بيتاً واحداً، واختلف في البيت، قال أبو اليقظان: هو:
الحمد لله إذ لم يأتني أجلي
حتى كساني من الإسلام سربالا
وقال غيره، بل هو قوله:
ما عاتب المرء الكريم كنفسه
والمرء يصلحه الجليس الصالح
وهذا القول يحتاج إلى تحرير، إذ يبدو أنه غير صحيح، والدليل على ذلك ديوانه الذي يفيض بالروح الإيمانية، والشعور الإسلامي الصادق، انظر إلى قوله:
ألا كل شيءٍ ما خلا الله باطلُ
وكلُّ نعيم لا محالة زائلُ
إذا المرء أسرى ليلة ظن أنه
قضى عملاً ، والمرء ما عاش آمل
حبائله مبثوثةٌ بسبيله
ويفنى إذا ما أخطأته الحبائلُ
فقولا له، إنْ كان يقسمُ أمرهُ:
ألمّا يعظك الدهرُ؟ أمك هايلُ
فإن أنت لم تصدقك نفسك فانتسب
لعلك تهديك القرون الأوائلُ
فإن لم تجد من دون عدنان والداً
ودون معدّ فلتَزَعْك العواذلُ
وكل امرئٍ يوما سيُعلم سعيهُ
إذا كُشفت عند الإله المحاصلُ
يقول ابن قتيبة: "وهذا البيت الآخر يدل على أنه قيل في الإسلام، وهو شبيه بقول الله تبارك وتعالى: "وحُصّل ما في الصدور"..."، وقد ذهب إلى هذا الرأي أحد الباحثين المعاصرين، إذ قال: "ونتجاوز عما رُوي عن هجره للشعر في الإسلام فهي دعوى مرفوضة لا تقوم أمام تراثه الشعري الذي تترقرق فيه المعاني الإسلامية". ويبدو أن هذا الرأي هو القول الفصل لما توافر عليه ديوانه من معان رقيقة، وما صدر عنه شعره من أفكار إسلامية ورؤى إيمانية، فقد: "هذبت عذوبة القرآن من ألفاظه".
يقول لبيد:
وما البر إلا مضمراتٌ من التقى
وما المال إلا عارياتٌ ودائع
وما الناس إلا عاملان: فعاملٌ
يتبرُ ما يبني وآخر رافعُ
فمنهم سعيّدٌ آخذٌ بنصيبه
ومنهم شقيٌ بالمعيشة قانعُ
لعمرك ما تدري الطوارقُ بالحصا
ولا زاجراتُ الطير ما الله صانع
انظر بيته الآخر وقد تجاوز الواقع الجاهلي المرهون بشركياته وكفره، إنك ستجد روحاً إيمانية حقيقتها الإيمانية بالقدر والبعث، وأن الله وحده هو السميع العليم لا غيره من دواعي الظن والتخمين.
صفاته
وصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قول هذا الشاعر بالصدق، إذ قال عليه السلام: "إن أصدق كلمة قالها شاعر: كلمة لبيد" وقال عنه ابن سلام: "وكان لبيد بن ربيعة أبو عقيل: فارساً شاعراً شجاعاً، وكان عذب المنطق، رقيق حواشي الكلام، وكان مسلماً، رجل صدق"، "قال لبيد: قد أبدلني الله بالشعر سورة البقرة، وآل عمران" وعندئذ زاد عمر رضي الله عنه في عطائه، مما يدل على منزلته وأنه في أغلب الظن قد صرف شعره نحو ما يقوّم منهجه ويزيد في إيمانه، فلم يعد يوجهه نحو معانيه قبل إسلامه، مما جعله يستبدل بتلك المعاني ما اكتسبه من القرآن الكريم وسنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.
ومن المكارم التي جُبل عليها لبيد العامري رضي الله عنه أنه: "كان يطعم ما هبت الصبا" مما جعل المغيرة بن شعبة يقول إذا هبت الصبا:"أعينوا أبا عقيل على مروءته".
رحم الله أبا عقيل: لبيد بن ربيعة العامري، وألحقنا به في الصالحين.