الموضوع: ظالم، و لكن
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-08-2010, 02:51 PM
الصورة الرمزية سـحـــاب
سـحـــاب سـحـــاب غير متواجد حالياً

قلم مميز
 






سـحـــاب is on a distinguished road
افتراضي ظالم، و لكن

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدىبهداه، أما بعد:

فإن ظاهرة انتشرت في بعض الناس ذكرها القرآن الكريم و السنة النبوية المطهرة، إماعلى سبيل الذم، أو على سبيل بيان سوء عاقبة من فعلها.

إنها ظاهرة الظلم، وما أدراك ما الظلم، الذي حرمه الله سبحانه وتعالى على نفسهوحرمه على الناس، فقال سبحانه وتعالى فيما رواه رسول اللهصلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: { يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً، فلاتظالموا} [رواه مسلم.
وعن جابر أن رسول اللهصلى الله عليه وسلمقال: { اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة،و اتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوامحارمهم} [رواه مسلم].

و الظلم: هو وضع الشيء في غير محله باتفاق أئمة اللغة.

وهو ثلاثة أنواع:
النوع الأول: ظلم الإنسان لربه، وذلك بكفره بالله تعالى، قال تعالى: وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ[البقرة:254]. ويكون بالشرك في عبادته وذلك بصرف بعضعبادته لغيره سبحانه وتعالى، قال عز وجل: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ[لقمان:13].

النوع الثاني: ظلم الإنسان نفسه، وذلك باتباع الشهوات وإهمال الواجبات، وتلويثنفسه بآثار أنواع الذنوب والجرائم والسيئات، من معاصي لله ورسوله. قال جل شأنه: وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ[النحل:33].

النوع الثالث: ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومخلوقاته، وذلك بأكل أموال الناسبالباطل، وظلمهم بالضرب والشتم والتعدي والاستطالة على الضعفاء، والظلم يقع غالباًبالضعيف الذي لا يقدر على الانتصار.

فيا أيها الظالم لغيره:
اعلم أن دعوة المظلوم مستجابة لا ترد مسلماً كان أو كافراً، ففي حديث أنس قال: قال رسولالله صلى الله عليه وسلم (اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافراً؛ فإنه ليس دونها حجاب)
فالجزاء يأتي عاجلاً من رب العزة تبارك وتعالى، وقدأجاد من قال:
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً *** فالظلم آخره يأتيك بالندم
نامت عيونك والمظلوم منتبه *** يدعو عليك وعين الله لم تنم

فتذكر أيها الظالم: قول الله عز وجل: (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاًعَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِالأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْطَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء) ابراهيم:43،42]. وقوله سبحانه: أَيَحْسَبُالْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى[القيامة:36]. وقوله تعالى: سَنَسْتَدْرِجُهُممِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ[القلم:45،44]. وقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليملي للظالمفإذا أخذه لم يفلته)، ثم قرأ: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَاأَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ[هود:102]، وقوله تعالى: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ[الشعراء:227].

و لكن أبشر أيها الظالم:
فما دمت في وقت المهلة فباب التوبة مفتوح، قال صلى الله عليه وسلم: إنالله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليلحتى تطلع الشمس من
ولكن تقبل التوبة بأربعة شروط:
1- الإقلاع عن الذنب.
2- الندم على ما فات.
3- العزم على أن لا يعود.
4- إرجاع الحقوق إلى أهلها من مال أو غيره.
مقتبس من موقع كلمات

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
kinanese@
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس