عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30-10-2010, 09:49 AM
الصورة الرمزية ابو عادل العدواني
ابو عادل العدواني ابو عادل العدواني غير متواجد حالياً

إداري أول
 






ابو عادل العدواني is on a distinguished road
افتراضي حديث (اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا وَلا تَجْعَلْهَا رِيحًا) لا يصح


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حديث :"اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا وَلا تَجْعَلْهَا رِيحًا" لا يصح.
قال العلامة الألباني في الضعيفة :
5600 - ( كَانَ إِذَا هَاجَتْ رِيحٌ اسْتَقْبَلَها بِوَجْهِهِ ، وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ ،
وَمَدَّ بِيَدَيْهِ ، وَقَالَ : اللَّهُمَّ ! إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ الرِّيحِ وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ
بِهِ ، اللَّهُمَّ ! اجْعَلْهَا رَحْمَةً ، وَلا تَجْعَلْهَا عَذَابًا ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا وَلا
تَجْعَلْهَا رِيحًا )(*) .

منكر بهذا التمام .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 11 / 213 / 11533 ) من طريقين عن أبي علي الرحبي - وهو الحسين بن قيس - عن عكرمة
عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته الحسين هذا - وهو الملقب ب ( حنش ) - ؛ قال الحافظ في " التقريب " :
" متروك " .
وبه أعله الهيثمي ( 10 / 135 - 136 ) .
ومن طريقه أخرجه مسدد وأبو يعلى في " مسنديهما " - كما في " المطالب
العالية " ( 3 / 238 ) والتعليق عليه - ، والخطابي في " غريب الحديث " ( 1 / 679 ) ، وقال :
" قوله : " اجعلها رياحاً " ؛ يريد : اجعلها لقاحاً للسحاب . " ولا تجعلها ريحاً " ؛
يريد : لا تجعلها عذاباً . وتصديق هذا في كتاب الله عز وجل ، وبيانه ما ذكر ابن
عباس . . . " .
ثم روى بإسناده الصحيح عن الشافعي : أخبرنا من لا أتهم : " العلاء بن
راشد عن عكرمة عن ابن عباس قال :
" في كتاب الله - يعني : آية الرحمة - : {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ } . قال : {وَهُوَ
الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} . وقال - يعني : في آية العذاب - :
{وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ} . وقال : {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا
صَرْصَرًا} " .

قلت : وهذا الأثر لا يصح ؛ لا من حيث إسناده ، ولا من حيث دلالته .
أما الأول : فلأن فيه شيخ الشافعي الذي لم يسمه ؛ على الرغم من وصفه إياه
بأنه غير متهم عنده ، ومن شيوخه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي أبو
إسحاق المدني ، وهو متروك متهم بالكذب ، فلا يبعد أنه يعنيه بذاك الوصف .
وشيخه العلاء بن راشد ؛ أورده البخاري في " التاريخ الكبير " وابن أبي حاتم ،
ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً .
وأما عدم صحته من حيث الدلالة ؛ فلأن هناك آية أخرى تدل على أنه لا
فرق بين ( الرياح ) و ( الريح ) .
فكما أن ( الرياح ) تستعمل في الرحمة ،
فكذلك ( الريح ) ، وجرى العمل بذلك في الأحاديث الصحيحة .

وكأن الخطابي تلقى التفريق بين اللفظين عن الإمام أبي عبيد القاسم بن
سلام ؛ فقد حكاه أبو جعفر الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 398 ) عنه ،
واستشهد على ذلك أبو عبيد بحديث الترجمة ، فرد عليه الطحاوي بقوله :
" أما الحديث ؛ فلا أصل له ، وقد كان الأولى به - لجلالة قدره ولصدقه في
روايته غير هذا الحديث - أن لا يضيف إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما لا يعرفه أهل الحديث عنها !
ثم اعتبرنا في كتاب الله تعالى ما يدل على أن المعنى واحد فيهما ، فوجدنا الله
تعالى قد قال : { هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ
وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ
مَكَانٍ} ؛ فكانت الريح الطيبة من الله تعالى رحمة ، والريح العاصف منه عز وجل
عذاباً ، ففي ذلك ما قد دل على انتفاء ما رواه أبو عبيد مما ذكره [ من الحديث ] .

ثم اعتبرنا ما يروى عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مما يدخل في هذا المعنى ، فوجدنا . . . " .
قلت : ثم ذكر أحاديث في الدعاء إذا عصفت الريح :
" اللهما إني أسالك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به ، وأعوذ بك من
شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به " .
وقد خرجت بعضها في " الصحيحة " ( 2756 ) .
فإن مما يؤكد ضعف حديث الترجمة وأثر ابن عباس ؛ بل بطلانهما : أنه صح
عنه خلافهما ؟
فقال مجاهد :
هاجت ريح ، فَسَبُّوها .
فقال ابن عباس :
" لا تسبوها ، فإنها تجيء بالرحمة وتجيء بالعذاب ، ولكن قولوا : اللهم اجعلها رحمة ، ولا تجعلها عذاباً " .

أخرجه ابن أبي ثمينة في " المصنف " ( 10 / 217 ) ، والخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 83 ) بسند صحيح عنه .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع



أخر مواضيعي