عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-10-2006, 04:21 AM
الصورة الرمزية تأبط شراَ
تأبط شراَ تأبط شراَ غير متواجد حالياً
 






تأبط شراَ is on a distinguished road
افتراضي ديوان / عمرو بن معدي كرب الزَبيدي

نبذة عن الشاعر
عمرو بن معدي كرب الزَبيدي
75 ق. هـ - 21 هـ / 547 - 642 م
عمرو بن معدي كرب بن ربيعة بن عبد اللّه الزبيدي.
فارس اليمن، وصاحب الغارات المذكورة.
وفد على المدينة سنة 9هـ، في عشرة من بني زبيد، فأسلم وأسلموا، وعادوا.
ولما توفي النبي (صلى الله عليه وسلم) ارتد عمرو في اليمن. ثم رجع إلى الإسلام، فبعثه أبو بكر إلى الشام، فشهد اليرموك، وذهبت فيها إحدى عينيه. وبعثه عمر إلى العراق، فشهد القادسية.
وكان عصيّ النفس، أبيّها، فيه قسوة الجاهلية، يكنى أبا ثور.
وأخبار شجاعته كثيرة، له شعر جيد أشهره قصيدته التي يقول فيها:
(إذا لم تستطع شيئاً فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع)
توفي على مقربة من الريّ. وقيل: قتل عطشاً يوم القادسية.


[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أعددتُ للحربِ فَضْفَاضَة
أعددتُ للحربِ فَضْفَاضَة ً=دِلاصاً تَثَنَّى على الرَّاهِشِ
وأجْرَدَ مُطَّرِداً كالرِّشاءِ=وسَيفَ سَلاَمَة َ ذهي فائِشِ
وعِزٍّ يَفُوتُ يَدَ النَّاهِشِ=بَرَتْها رُماة ُ بَنِي وابِشِ
وكلَّ نَحِيصٍ فَتيقِ الغِرارِ=عَزُوفٍ على ظُفُرِ الرائشِ
وأجْرَدَ سَاطٍ كشاة الإرا=نِ رِيْعَ فَعَنَّ على النَّاجِشِ
وآوي إلى فَرْعِ جُرثومة ٍ
تَمَتَّعْتُ ذاكَ وكنتُ أمرأً=أصُدُّ عن الخُلُقِ الفاحشِ[/poem]

[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
الحَرْبُ أوّلَ مَا تَكونُ فُتَيّة
الحَرْبُ أوّلَ مَا تَكونُ فُتَيّة ً=تَبْدُو بِزِينَتِهَا لِكُلّ جَهُولِ
حتى إذا حَمِيّتْ وَشُبّ ضِرَامُها=عادتْ عجوزاً غيرَ ذاتِ خليلِ
شَمطاءُ جَزّتْ رَأسَها وَتَنَكّرَتْ=مكروهة ً للشَّمِّ والتقبيلِ[/poem]

[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أمِنْ رَيْحانة َ الدَّاعي السَّميعُ
أمِنْ رَيْحانة َ الدَّاعي السَّميعُ=يُؤرِّقُنِي وأصحابي هُجوعُ
يُنادِي مِن بَرَاقِشَ أو مَعِينٍ=فأسْمَعَ واتْلأَبَّ بنا مَلِيْعُ
وقد جاوزْنَ من غُمدانَ داراً=لأبوالِ البغال بها وَقيعُ
وَرُبَّ مُحَرَّشٍ في جَنْبِ سلمى=يُعَلُّ بِعَيْبِها، عندي، شفيعُ
كأنَّ الأثْمِدَ الحارِيَّ فيها=ُيَسُّف بحيثُ تَبْتَدِرُ الدُموعُ
وأبكارٍ لَهَوْتُ بِهنَّ حيناً=نواعمَ في أسرَّتِها الرُّدُوعُ
أُمشِّي حولَها وأطوف فيها=وتُعجبني المَحاجِرُ والفُزوعُ
إذا يَضحكنَ أو يَبْسِمْن يوماً=تَرَى بَرَداً ألَحَّ به الصَّقيعُ
كأنَّ على عَوارِضِهنَّ راحا=يُفَضُّ عليه رُمَّانٌ يَنِيْعُ
تَراها الدَّهْرَ مُقْتِرَة ً كِباءً=وتَقدحُ صَحْفة ً فيها نَقيعُ
وصِبْغُ ثيابها في زَعْفَرانٍ=بِجُدَّتِها كما احْمرَّ النَّجيعُ
وقد عجِبتْ أمامة ُ أنْ رأتني=تَفَرَّعَ لِمَّتِي شَيْبٌ فَظيعُ
وقد أغْدُو يُدَافعني سَبُوحٌ=شديدٌ أسْرُه فَعْمٌ سَرِيعُ
وأحْمِرَة ُ الهُجَيْرَة ِ كلَّ يومٍ=يَضُوْعُ جِحاشَهُنَّ بما يَضُوْعُ
فأرسَلْنَا رَبِيئَتَنَا فأوْفَى=فقال : ألا أُولى خَمْسٌ رُتُوعُ
رَبَاعِيَة ٌ وقاِرحُها وجَحْشٌ=وهادية ٌ وتالية ٌ زَمُوعُ
فنادانا: أنَكْمُنُ أم نُبادي؟=فلما مَسّ حالِبَهُ القَطيعُ
أَرَنَّ عَشيَّة ً فاستعجَلَتْهِ=قوائمُ كلُّها رَبذٌ سطُوعُ
فأوفى عندَ أقصاهُنَّ شخصٌ=يلوحُ كأنه سيفٌ صَنِيعُ
تَرَاهُ حين يَعْثُرُ في دماءٍ=كما يمشي بأقْدُحِهِ الخَليعُ
أشابَ الرأسَ أيّامٌ طِوالٌ=وَهَمَّ ما تَبَلَّغُهُ الضُلوعُ
وسَوْقُ كَتيبة ٍ دَلفَتْ لأخْرَى=كأنَّ زُهاءَها رأسٌ صَلِيعُ
دَنَتْ واستأْخَرَ الأوغالُ عنها=وخُلِّيَ بينهم إلاَّ الوَرِيعُ
فِدى ً لهمُ معاً عَمِّي وخالي=وشَرخُ شبابهِم إنْ لم يُضِيعُوا
وإسنادُ الأسِنَّة ِ نحوَ نَحْري=وهَزَّ المَشْرَفِيَّة ِ والوُقوعُ
فإنْ تَنُبِ النَّوائِبُ آلَ عُصْمٍ=تُرَى حَكَماتُهمْ فيها رُفُوعُ
إذا لم تستطعْ شيئاً فَدَعْهُ=وجاوِزْهُ إلى ما تستطيعُ
وَصِلْهُ بالزِّماعِ فكلُّ أمرٍ=سَمَا لكَ أو سَمَوْتَ له وَلُوعُ
فكمْ مِن غائِطٍ مِنْ دُونَ سَلْمَى=قليلِ الأُنْسِ ليس به كَتِيْعُ
به السِّرحانُ مفترشاً يديه=كأنَّ بياضَ لَبَّتِه الصَّدِيعُ
وأرضٍ قد قطعتُ ، بها الهَوَاهي=من الجِنَّانِ، سَرْبَخُها مَلِيعُ
تَرَى جِيَفَ المَطِيِّ بحافَتَيْه=كأنَّ عِظامَها الرَّخَمُ الوُقُوعُ
لَعَمْرُكَ ما ثلاثٌ حائماتٌ=على رُبَعٍ يَرِعْنَ وما يَرِيعُ
ونابٌ ما يَعِيشُ لها حُوارٌ=شديدُ الطَّعْنِ مِثْكالٌ جَزُوعُ
سَدِيسٌ نَضَّجَتْهُ بعدَ حَمْلٍ=تَحَرَّى في الحَنينِ وتَسْتَلِيْعُ
بأَوْجَعَ لَوْعًة منِّي وَوَجْداً=غداة َ تَحَمَّلَ الأنَسُ الجَميعُ
فإمَّا كنتِ سائلة ً بمُهْرِي=فمُهْرِي إن سألتِ به الرَّفِيعُ[/poem]

[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="ridge,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
تَطَاوَلَ لَيْلُكَ بالأثْمُدِ
تَطَاوَلَ لَيْلُكَ بالأثْمُدِ=ونَامَ الخَلُيُّ، وَلَمْ تَرْقُدِ
وَباتَ وَباتَتْ لَهُ لَيْلَة ٌ،=كَلَيْلَة ِ ذِي العائِرِ، الأرْمَدِ
وذلكَ من نَبَأٍ جاءني=وَخُبِّرْتُهُ عَنْ أبي الأسْوَدِ
وَلَوْ عَنْ نَثَا غَيْرِه جاءَني،=وَجَرْحُ اللِّسانِ كَجُرْحِ اليَدِ،
لَقُلْتُ، مِنَ القَوْلِ، ما لا يَزَا=لُ يُؤْثَرُ عَنِّي، يَدَ المُسُنَدِ
بأيِّ علاقتنا ترغبونَ=أعَنْ دَمِ عَمْرٍو على مَرْثَدِ؟
فإنْ تَدْفِنوا الداءَ لا نُخْفِهِ=وَإنْ تَبْعَثُوا الحرْبَ لا نَقْعُدِ
فإنْ تَقُتُلُونا نُقَتِّلْكُمُ؛==وَإنْ تَقْصِدُوا لِدَم نَقْصِدِ
متى عَهْدُنا بطِعانِ الكُما=ة ِ، وَالحَمدِ والمَجْدِ وَالسُّؤدُدِ
وَبَنْيِ القِبابِ، وَمَلْءِ الجِفا=نِ والنَّارِ والحَطَبِ المُفْأدِ
وَأعْدَدْتُ، لِلْحَرْبِ، وَثَّابَة ً،=جوادَ المحَثَّة ِ والمَرْوَدِ
سَبُوحاً، جَمُوحاً، وَإحْضارُها=كَمَعْمَعَة ِ السَّعَفِ المُوقَدِ
وَمَشدُودَة َ السَّكِّ مَوْضُونَة ً=تَضاءَلُ في الطَّيِّ، كالمِبْرَدِ
تَفِيضُ عَلى المَرْءِ أرْدانُها،=كفَيْضِ الأتِيِّ على الجَدْجَدِ
وَمُطّرِداً كَرِشاءِ الجَرُو=رِ، مِنْ خُلُبِ النَّخْلَة ِ الأجْرَدِ
وذا شُطَبٍ غامضاً كَلْمُهُ=إذا صالَ بِالعظْمِ لَم يَنْأدِ[/poem]

[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="ridge,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
قومٌ إذا سمعوا الصَّرِيخَ رأيتَهم=مِن بَينِ مُلْجِمِ مُهْرِهِ أو سافِعِ[/poem]

[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="outset,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لَقِيْتُ أبا شأسٍ وشأساً ومالكاً
لَقِيْتُ أبا شأسٍ وشأساً ومالكاً=وقيساً فجاشَتْ من لقائِهِمُ نفسي
لَقُوْنا فضمُّوا جانبَيْنا بصادقٍ=من الطَّعنِ حَشّ النارِ في الحطبِ اليَبْس
كأنَّ جُلُودَ النُّمْرِ جِبيَتْ عليهِمُ=إذا جَعْجَعُوا بينَ الإناخة والحَبْسِ
ولمّا دخلنا تحت فِيْءِ رماحهمْ=خَبَطْتُ بكفّي أطلبُ الأرْض باللّمسِ
فأُبْتُ سَليماً لم تُمَزَّقْ عِمامتي=ولكنّهم بالطّعنِ قد خرّقوا تُرْسي
وَليسَ يُعابُ المرْءُ من جُبنِ يوْمِهِ=إذا عُرِفَتْ منه الشجاعة ُ بالأمسِ[/poem]

[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="inset,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ومُرْدِ على جُرْدٍ شَهِدْتُ طِرَادَهَا
ومُرْدِ على جُرْدٍ شَهِدْتُ طِرَادَهَا=قُبَيَلَ طُلوعِ الشمسِ أو حينَ ذَرَّتِ
صَبَحْتُهُمُ بَيْضَاءَ يَبْرُقُ بَيْضُها=إذَا نَظَرَتْ فيها العُيُونُ ازْمَهَرَّتِ
ولمَّا رأيتُ الخيلَ رَهْواً كَأنَّها=جَدَاوِلُ زَرْعٍ أُرْسِلَتْ فاسْبَطَرَّتِ
فَجَاشتْ إليَّ النفسُ أوَّلَ مرّة ٍ=فَرُدَّتْ على مَكروهها فاسْتَقَرَّتِ
عَلامِ تقولُ الرُمْحُ يُثْقِلُ عاتقي=إذا أنا أطعن إذا الخيلُ كَرَّتِ؟
عَقَرْتُ جوادَ ابْني دُرَيْدٍ كليهما=ومَا أخَذَتْنِي في الخُتُونَة ِ عِزَّتي
لَحَا الله جَرْماً كلَّما ذَرَّ شارِقٌ=وُجُوهَ كلابٍ هارَشَتْ فازْبَأرَّتِ
ظَلِلْتُ كأنِّي للرِّماح دَريئة ٌ=أُقاتِلُ عن أبناءِ جَرْمٍ وفَرِّتِ
فلم تُغْنِ جَرْمٌ نَهْدَهَا إذ تَلاقَتا=ولكنَّ جَرْما في اللقاء ابْذَعَرَّتِ
فلو أنَّ قومي أنطقتْني رماحُهم=نَطَقْتُ، ولكنَّ الرماحَ أجَرَّتِ[/poem]


[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="inset,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا دارَ أسماءَ بين السَفْحِ فالرُّحَبِ
يا دارَ أسماءَ بين السَفْحِ فالرُّحَبِ=أقْوَتْ وعَفَّى عليها ذَاهِبُ الحقبِ
فما تَبَيَّنَ منها غيرُ مُنْتًضَدٍ=وراسياتٍ ثلاثٍ حولَ مُنْتَصِبِ
وعَرْصَة ُ الدارِ تَسْتَنُّ الرِّيَاحُ بِها=تَحِنُّ فيها حَنينَ الوُلَّهِ السُّلُبِ
دَارٌ لأسْمَاءَ إذْ قلبي بها كَلِفٌ=وإذ أُقَرِّب منها غيرَ مُقترِبِ
إنَّ الحبيبَ الذي أمسيتُ أهجرُهُ=من غيرِ مَقْلِيَة ٍ مِنِّي ولا غَضَبِ
أصُدُّ عنه ارتقاباً أنْ أُلَمَّ به=ومَن يَخفْ قالة َ الوشينَ يَرْتَقبِ
إنِّي حَوَيْتُ على الأقوامِ مَكْرُمَة ً=قِدْمَاً وحَذَّرَنِي ما يَتَّقُونَ أبِي
فقال لي قولَ ذي رأيٍ ومَقدِرة ٍ=بسَالِفَاتِ أُمُورِ الدَّهْرِ والحِقَبِ
قد نِلْتَ مجداً فحاذِرْ أنْ تُدَنِّسِهُ=أبٌ كريمٌ وجَدٌ غيرُ مُؤْتَشَبِ
أمَرْتٌكَ الخيرَ فافعلْ ما أُمِرتَ به=فَقَدْ تَرَكْتُكَ ذَا مَالٍ وذَا نَشَبِ
واتْرُكْ خَلائِقَ قَوْمٍ لا خَلاَقَ لَهُمْ=واعْمَدْ لأخْلاقِ أهلِ الفَضْلِ والأدَبِ
وإن دُعِيتَ لغدرٍ أو أُمِرْتَ به= فاهرُبْ بنفسِكَ عنه آبِدَ الهَرَبِ[/poem]


انتهى