عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-11-2008, 01:04 AM
الصورة الرمزية أبوهاني
أبوهاني أبوهاني غير متواجد حالياً
 






أبوهاني is on a distinguished road
افتراضي التعليم الحقيقي أساس كل القيم



التعليم الحقيقي أساس كل القيم

فكروا في أي قيمة من القيم وكيف يمكن تبنيها أو غرسها في أي مجتمع. المثل الأخلاق المبادئ الالتزام الإنجاز المواطنة المحبة التعاون الإنجاز... عدوا ما شئتم من القيم ولا تفكروا في طريقة أخرى لغرسها غير تعليم حقيقي معاصر يتعامل مع المستجدات وقضايا المجتمع. التعليم المتقدم . لا التعليم الذي يمارس ما يسمى " ممارسات تعليم الرضع"بإعطاء مواد موحدة وواجبات موحدة لجميع فئات الطلاب أو ما اصطلح عليه بـ " Uniform Assignment" أي أن تكون كل الواجبات والمهام التي يكلف بها الطلاب والمواد التي تدرس متشابهة لجميع فئات الطلاب تماماً مثل تشابه الزي المدرسي الذي يرتدونه.لا التعليم الذي يعمل فيه معلمون غير ملهمين وغير متعلمين وغير مدربين. ولا التعليم الذي لا يتبنى مناهج تناقش مشكلات وقضايا معاصرة. التعليم الحقيقي الذي يكون أساسا لكل القيم هو التعليم الذي يلعب دوراً أساسيا في مختلف مجالات التنمية ويكون أساسا ومنطلقا لها ..التعليم الذي يطلب من المتعلمين القيام بمشروعات تتسم بالجدة و يشرف عليها معلمون متميزون ملهمون. التعليم الحقيقي الذي يستخدم الإحصاء والفرضيات والاستنتاج والاحتمالية الأمور التي تدعو للتفكير وينتج عنها إبداع وتؤدي إلى إكساب المتعلم القدرة على التفكير. بعبارة أخرى التعليم الذي يكون هدفه الأخير إكساب المتعلمين مهارات التفكير والإبداع والابتكار وإنتاج الجديد.هذه مؤشرات يمكن بها قياس نوع التعليم الذي يمارس في أي مدرسة لنعرف بالتالي هل القيم التي نسعى لتحقيقها في مجتمعنا ستتحقق أم لا. وإذا دخلنا في التفاصيل نجد أن مادة الرياضيات مثلاً تدرس بطريقة خطرة. فتدريس الرياضيات يبنى على مفهوم أن الرياضيات حقائق.. ولكن جميع الدراسات والبحوث تشير إلى أن الرياضيات والعلوم لا تتعلق فقط بالحقائق بل هي علم العلاقات وهي لغة ومنطق عصر التكنولوجيا الذي نعيشه الآن . والقوة الرياضية هي القدرة على الاكتشاف والحدس, والوصول إلى الحلول المنطقية , واستخدام مختلف الطرق والأساليب الرياضية بفاعلية لمعالجة مختلف المشكلات و التعامل مع مختلف القضايا. والهدف النهائي من تعلم الرياضيات هو قيام جميع الطلاب باكتساب و تطوير "القوة الرياضية " للمشاركة الكاملة كمواطنين و كعاملين في عالمنا المعاصر.
> هاتان المادتان تتعلقان بالابتكار والإبداع اللذين يتطلبان تغذية الطلاب عن طريق إعداد الدروس بشكل يمكن المتعلم من التخيل ومعرفة العلاقات بين الأشياء .ويعرضهم لتجارب وخبرات ويعطيهم جرعات مكثفة تكسبهم مهارة التخيل قبل دخولهم الجامعة.فالتخيل هو أساس الاكتشافات والإبداع والاختراع والرؤية و تقول الدراسات إن الثقافة العلمية مطلب أساسي للمواطنة، وذلك لأن تحليل معظم قضايا أي مجتمع بدءاً من البيئة إلى الصحة يتوقف على تلك الثقافة.
> أما القراءة والكتابة اللتان تعتبران مهارتين إدراكيتين مهمتين للغاية فتدرسان بطرق تقليدية. فلا نكاد نجد استراتيجيات تفسير وتحليل النصوص والقراءة بين السطور والاستنتاج تطبق في الفصول الدراسية. ولا يطلب من الطالب في أي من مراحل الدراسة كتابة نصوص نقدية يحلل فيها قضية من القضايا الأمر الذي يكرس ما يسمى التعليم السلبي" الذي يركز فقط على التلقين والحفظ لا على إنتاج أفكار جديدة. التعليم الحديث الذي يكسب القيم الفاعلة يجب أن يُربط بما يفكر فيه أفراد المجتمع اليوم وما يشغل بالهم من قضايا ويهدف إلى المنافسة في الاقتصاد العالمي.
> أما الاختبارات فلا تزال النظرة إليها على أنها عقاب للطلاب وعلى أنها مصدر للخوف والاستنفار والاستفزاز وعلى أنها تبحث عن معلومات معدة مسبقاً ويجب استرجاعها بصرف النظر عن أهمية تلك المعلومات أو جدتها. وهي أخيرا مبنية على منهج مبسط ولا يؤدي النجاح فيها إلى تخريج متعلمين حقيقيين.
> الاختبارات الحقيقية يفترض أن تصمم لمعرفة : المعلومة التي تعلمها الطالب (ولماذا تعلمها) وهذا هو الأهم. إلى جانب أهمية استخدام الاختبارات كأداة فاعلة ومفيدة لفهم النجاح والفشل في التدريس. أين نجح التدريس وأين أخفق وذلك بهدف تحسين المناهج والارتقاء بمعايير التعليم.
> لكن كيف يمكننا تحقيق ذلك؟
> أولا يجب أن ننقل اهتمامنا بالدرجة الأولى من الأمور المظهرية كالاهتمام بالبيئة المدرسية والتجهيزات ( على أهميتها) ومن ما يمكن جلبه بالمال ليأتي ثانياً على أن يكون اهتمامنا الأول وتركيزنا على ما يجري داخل الفصل الدراسي لأن ذلك يساهم في تقدم التعليم بنسبة لا تقل عن 85%. ممارسات المعلم داخل الفصل (التدريس) والطرق المستخدمة فيه والواجبات المعطاة للطلاب ونوعها وأهدافها وكميتها ومدى مناسبتها لسن الطلاب وتقييمها ومدى مناسبة التقييم وأثره والمشروعات التعليمية التي يكلف بها الطلاب والبرامج التي يمارسونها وهل تم تقسيم الطلاب في كل فصل دراسي إلى مستويات: متميزين ومتوسطي التحصيل ومتدنيي التحصيل ، وهل يتم التأكد من أن كل فئة من هذه الفئات تتقدم فعلا وهل يملك المعلمون الأدوات العلمية لعمل كل ذلك. وهل المشرفون الذين يزورون المعلمين مدربون على الإشراف والتوجيه على كل ما تقدم ذكره ويستطيعون تكريس كل تلك المفاهيم وتفعيلها داخل الفصل وعلاج قصور بعض المعلمين في ممارسة هذا المستوى من الأداء.
هذا المستوى من الأداء باستخدام مواد وبرامج ومشروعات تتسم بالجدة وتركز على الطالب وتطلب من الطلاب الإتيان بجديد عن طريق معلم متعلم ومدرب ويستخدم إستراتيجيات تدريسية تكسب المتعلم القدرة على التفكير في بيئة تعليمية فيها أحدث تكنولوجيا تعليمية. كل ذلك يكسب المتعلم كل القيم التي نريد أن يكتسبوها وعندها يمكننا أن نخرج أجيالا يمكن أن تنافس في الاقتصاد العالمي. وإلا فلننس المنافسة ولنرض بما قسم لنا.

بقلم :علي الخبتي (وكيل وزارة التربية المساعد للبحوث التربوية سابقاً )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس