حمد سجواني: المناطق الجبلية ملعبي الخاص
يمضي حياته مسافراً حول العالم متنقلاً بين المناطق الجبلية والصخور الحادة إذ يمتلك الشاب الإماراتي حمد شوقي سجواني مهارات خاصة تمكنه من الصعود فوق التشكيلات الصخرية، وبالرغم من أن هواية تسلق الصخور والمرتفعات الحادة من ضمن أخطر رياضة في العالم، فإنه يعتبرها ملعبه الخاص الذي يواجه فيه كل التحديات الصعبة . تحدث سجواني عن أبرز التقنيات المعتمدة في التسلق، وكيف يحمي نفسه من خطر السقوط، ومشروعه الحديث الذي يدرب فيه هواة ومحبي التسلق .
بداية ما الذي دفعك للتخصص في هواية تسلق الصخور والسفوح المنحدرة بالذات؟
- كنت أدرس بمدينة شارلوت الأمريكية المحاسبة والإدارة المالية ومن ضمن المقررات الجامعية المطلوبة حصص معينة في تسلق الصخور والمنحدرات الحادة، وأحببت خوض تجربة جديدة في هذا المجال ولم أدرك أنني سأدمن عليها في ما بعد، وبدأت أتسلق جدران ومرتفعات صناعية في الجامعة وتعلمت أساسيات هذه الرياضة التي تحتاج إلى تطوير مستمر وتدريب حقيقي .
هناك عدد من التقنيات المستخدمة لتسلق الصخور والمنحدرات، على ماذا تعتمد؟
- تسبق عملية التسلق خطوات عدة أهمها البحث عن مرتفعات وصخور فيها شقوق ونتوءات تساعدني على تثبيت اليد أو الرجل لكي أتمكن من الصخرة وأتثبت عليها، وهذا لا يأتي بدون عمليات بحث مستمر عن مثل هذه الأماكن التي أطورها وأنظفها من الصخور العالقة عند حد معين، وبشكل عام أتسلق لحد 30 متراً وأعتمد حلقات حديدية أثبتها قبل التسلق لتسهل العملية في ما بعد .
ما أدوات التسلق الخاصة لهذه الهواية؟
- “حزام” حماية لمنطقة الخصر يسمى “هارنس” يرتديه المتسلق لتثبيت الحبل إليه، وصممت الحبال الحديثة بجودة عالية جداً تتحمل الأوزان الثقيلة ولجعل عملية التسلق أكثر أماناً مما مضى، ومجموعة من المشابك والحلقات الدائرية المثبتة بالحبل ووظيفتها تثبيت المتسلق إلى خط التسلق الذي يحدده بالخواتم الحديدية التي يثبتها في الصخور بواسطة آلة ثاقبة، ويستخدم “حزام خاص” حول الخصر لحمل معدات التسلق هذه ويجب التأكد من سلامة عدة التسلق وصلاحيتها .
تسلق الصخور يتطلب كفاءات خاصة عرفنا إليها؟
- هذا النوع من التسلق يعتمد على قوة الأذرع والأرجل لذلك أتسلق كثيراً لتحقيق جملة من المهارات منها التركيز العقلي والتأمل والصلابة والتوازن وتنسيق جميع القوى في الجسم بشكل صحيح، وتسهم المساحات الصخرية القاسية بتماسك هذه القوى أكثر حيث تسمح للقدم بأن تستقر في حين تتقدم الأخرى تجنباً للانزلاق، وقبل كل خطوة أقرأ الصخور وأحللها بشكل مسبق لتحاشي الوقوع في المطبات .
كيف تجنب جسمك حالات الشد العضلي والإرهاق أثناء التسلق؟
- هي تشبه رياضة السباحة التي تتطلب تحريك الجسم كله، ولا توجد تدريبات معينة إنما كلما تسلقت أكثر كيفت جسمي على التعب والإجهاد إضافة إلى ضرورة تقوية عضلات الظهر والأذرع والأرجل من خلال التمارين الرياضية الخاصة بهذه المناطق .
ما الحد الذي تتمنى الوقوف عنده في هذا المجال؟
- المناطق الجبلية هي ملعبي الخاص، فأنا لا أبحث عن الاحتراف وإنما أسعى جاهداً لنشره هذه الهواية في الإمارات وتطويرها، ومؤخراً قمت بمشروع خاص في هذا الخصوص وهو إنشاء صالة تسلق احترافية لهذه الرياضة في دبي مؤلفة من جدران اصطناعية مرتفعة عليها قبضات ملونة ونتوءات أشبه بالشقوق لتمكين وتدريب الهواة ومحبي هذه الرياضة بشكل آمن ومريح، وصممت الجدران، حيث تصلح لكل الأعمار، كما ركزت على سبل الحماية خاصة في حالة السقوط من أعلى إلى الأرض عملية آمنة بسبب وجود قاعدة إسفنجية تحمي الأشخاص من حوداث السقوط .
لو وقفت في نقطة معينة ولم تستطع التسلق ماذا تفعل؟
- اختفاء الشقوق فجأة من مسار التسلق أمر جائز وحدث معي ولا يوجد أمامي سوى التسلق بدون الاعتماد عليها لكنه أمر خطير للغاية ويؤدي للسقوط الحاد للأسفل وحدثت مرة أن سقطت لكنني لم أصب بأذى لأنني مثبت بحبل يحميني من هذه المواقف المحتملة .
قلت إنك قصدت دول عدة في العالم لأجل هذه الهواية، ما شكل تجهيزاتك لهذه الرحلة؟
- قبل أي شيء أسافر إلى مناطق فيها هواة تسلق يجتمعون في وقت معين وأخيم هناك لأيام، من وراء هذه الرحلات أصبح لديّ أصدقاء كثر حول العالم، ولا أحمل أكثر من حقيبة واحدة فقط فيها قميصين وبنطال وحذاء وعدة التسلق، وأنام في خيمة مغلقة وأبقى على هذا الحال لحين تمكني من التسلق، وهذه التجارب مثيرة للغاية بكل تفاصيلها ولا تشعرني بالتعب أبداً .
نوعية الصخور وصلابتها تؤثر في إتمام مهمة التسلق، وماذا عن صخور الإمارات؟
- بالطبع تؤثر كل التأثير فكلما كانت الصخور صلبة تسلقت بشكل آمن، لكن أغلب الصخور في الإمارات بحرية هشة من السهل تكسرها ووقوعها أثناء التسلق، كما أن طبيعة الطقس والمناخ فيها لا ينظف المرتفعات إذ الأمطار قليلة وهي التي تغسلها من الصخور العالقة والضعيفة، لكن بالرغم من هذا تسلقت مرتفعات عدة في منطقة دبا وفي وادي غليلة برأس الخيمة وغيرها من المناطق .
أي المناطق الجبلية التي تسلقتها في العالم؟
- منطقة رائعة ومثالية للتسلق الصخور الحادة والمرتفعات في فرنسا اسمها “فاونتن بلو” Fontainebleau فتركيب الصخور وشقوقها المتوزعة وشكل المرتفعات صور طبيعية مذهلة، كما توجد في إسبانيا حصى كبيرة ومنحدرات جبلية فرعية متصلة مع جبل كبير، تحتوي على شقوق طبيعية تساعد على التسلق، ومن بين المناطق الجبلية التي زرتها أنطاليا في تركيا وجنوب إفريقيا وتايلاند وأمريكا .