عرض مشاركة واحدة
قديم 22-10-2013, 08:55 AM   #30
عذبة الاوصاف
مشرفة مجلس الامارات
مشرفة القسم الرياضي
 
الصورة الرمزية عذبة الاوصاف
 







 
عذبة الاوصاف is on a distinguished road
9 رد: (( طموحات وأبداعات شباب وشابات الإمارات ))

جهاز علاج إصابات الكاحل بأيادٍ طلابية .......

::::::::::::::::::::::::::::



لم يكن الإبداع يوماً محصوراً في دولة ما أو بشعب ما، فالإنسان مبدع بطبعه إذا ما أتيحت له الظروف المناسبة لذلك وتوفرت لديه الإمكانات التي تساعده في تحويل أفكاره إلى حقيقة ملموسة، وها هم طلاب جامعة خليفة في أبوظبي يثبتون هذا الأمر من خلال ابتكاراتهم المستمرة التي تدل على عقول نيرة تسعى إلى المشاركة الفعالة في النهضة الحضارية التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة، ومثال ذلك ما قامت به مجموعة من طلاب جامعة خليفة بابتكار وتصنيع جهاز آلي لعلاج إصابات الكاحل، بحيث يغني هذا الجهاز عن الوسائل التقليدية ويعطي نتائج أفضل، جريدة الخليج التقت اعضاء المجموعة وكانت المتابعة التالية:

بداية التقينا الطالب عمران الحداد الذي حدثنا عن الجهاز بالقول: “تقوم فكرة المشروع على تصنيع جهاز طبي يعمل على علاج إصابات منطقة الكاحل كمرحلة أولى، وهذا الجهاز مؤهل للتطوير بحيث يساعد في علاج إصابات أخرى، هذه الفكرة تنفذ للمرة الأولى في العالم، يتألف الجهاز من عدة قطع تعمل بشكل متناغم ومتجانس بحيث تؤمن حركتين الأولى مستقيمة والثانية دائرية، هذه الحركة هي التي تشكل أساس العلاج الفيزيائي الذي يقدمه المشروع، وحتى نتوصل إلى هذه الحركة المتناسقة والمنسجمة كان لابد من تشغيلها عبر برنامج حاسوبي خاص، هذا البرنامج يستقبل البيانات التي يدخلها الطبيب أو المعالج الفيزيائي ويبرمج الحركة وشدتها بناء عليها، وذلك حسب كل حالة، فكل إصابة تختلف عن غيرها ولها طريقة علاجها الخاصة”، ويشير الحداد إلى أن العمل على هذا المشروع استمر لسنة كاملة، يقول الحداد: “كان عاماً حافلاً، حاولنا خلاله الانتهاء من هذا المشروع الذي استلزم منا وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً، البداية كانت في دراسة هذا المشروع وتصميمه وحساب تكلفته المادية، ثم ذهبنا إلى عدد من ورش الخراطة في منطقة المصفح في أبوظبي وبدأنا تنفيذ الجهاز حسب التصميم الذي وضعناه، لكن فوجئنا بعدد من المشكلات، أهمها هي أحجام القطع، فالمسننات التي صممناها التي تؤمن الحركة الدائرة للجهاز كانت أصغر من المقاسات المعمول بها، وللحصول على الحجم الذي نريده كان لابد لنا من السفر إلى إحدى الدول الأوربية المتقدمة في مجال الصناعة حتى نحصل على مرادنا، فما كان منا إلا أن عدلنا بالتصميم بحيث يكون حجم المسننات متوافق مع المقاسات المتوفرة، هذا الأمر أدى إلى تغيير كبير في أبعاد الجهاز فأعطاه حجماً أكبر، لم يثننا هذا الأمر عن الاستمرار في العمل حتى وصلنا إلى النتيجة المطلوبة” .

ويضيف الطالب حسام صبابحة على ما قاله زميله في المشروع: “قمنا بتصنيع القطع التي تلزمنا في منطقة المصفح، أما القطع التي لا نستطيع تصنيعها كالمحركات وجهاز ضغط الهواء، فقد قمنا بشرائه عبر الإنترنت، وعندما حصلنا على القطع المطلوبة قمنا بتجميعها وبرمجة الحاسب بحيث يتوافق مع الحركة المطلوبة، لقد كان عملاً صعباً، خصوصاً أنها المرة الأولى التي يتم فيها تصنيع مثل هذا الجهاز، فلم يكن معنا أي مخططات أو نماذج لأجهزة مماثلة تم تصنيعها، ونحمد الله أننا وصلنا إلى هذه النتيجة بالرغم من المصاعب التي واجهتنا، لقد بلغت تكلفة هذا الجهاز 30 ألف درهم، قدمتها لنا إدارة الجامعة، ولولا الدعم الكبير من قبل الجامعة لما كنا حققنا ما نريد”، ويشير صبابحة إلى أن الشباب العربي لا يقل كفاءة عن باقي الشباب حول العالم، فالعالم العربي يذخر بالعقول النيرة التي لا تحتاج إلا لمن يرعاها ويدعمها، يقول صبابحة:”خلال سنواتها الأولى تمكنت جامعة خليفة من تدريب عدد كبير من الطلاب المبدعين الذين أظهروا تفوقاً كبيراً في المجالات العلمية، سواء من خلال المسابقات العلمية التي شاركوا فيها حول العالم، أو من خلال المشروعات التي قاموا بتصنيعها بجهد ذاتي، تلك المشروعات التي تعتبر نواة صناعة تقنية متطورة في دولة الإمارات العربية المتحدة” .

وبدوره يشير الطالب فيصل الظاهري إلى أن الفكرة الأساسية قدمها للطلاب الدكتور دونغ مين جان وقاموا هم بتنفيذها، يقول الظاهري: “عندما بدأنا بالبحث عن فكرة مشروع نقوم بتنفيذه وضعنا أمامنا عشرات الأفكار، ورحنا نبحث عن فكرة مميزة تكون جديدة وقابلة للتطوير إذا ما تم تبنيها، وبعد مداولات ومناقشات مع الدكتور جان وصلنا إلى فكرة تنفيذ جهاز للعلاج الفيزيائي يستهدف إصابات الكاحل الشائعة لدى الشباب الرياضيين كلاعبي كرة القدم أو السلة وغيرها، وحتى نصل إلى هذا الجهاز كان لابد لنا من دراسة مستفيضة لإصابات الركبة والطرق التي تعالج من خلالها، والحركات التي يقدمها الطبيب أو المعالج للمصاب، هدفنا كان نقل هذه التمارين التي يقدمها المعالج الفيزيائي وتصميم جهاز آلي يقدم الحركات والتدليكات اللازمة نفسها، وهنا كانت الصعوبة، فنحن نتعامل مع جسم الإنسان، وهو أمر لا يقبل الخطأ وكان لزاماً علينا توخي الدقة، فأي خطأ قد يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها”، ويؤكد الظاهري إلى أن المشروع نفذ بحيث يعالج كل أشكال الإصابات في منطقة الكاحل فيقول: “هناك إصابات بسيطة وهناك إصابات بليغة، ولكل إصابة طريقة علاجها، فالإصابات الشديدة على سبيل المثال تحتاج إلى تدليك خفيف حتى لا تتفاقم الإصابة، وقد تمكنا من تحقيق هذه الأمر من خلال حركة مستقيمة صاعدة ونازلة تعمل بالتناوب، هذه الحركة يمكن التحكم فيها من خلال برنامج خاص قمنا بتصميمه”، ويشير الظاهري إلى أن المشروع ما زال في المرحلة الأولى، وهناك نقاط كثيرة فيه من الممكن العمل عليها وتطويرها، ويضيف بالقول: “العمل الكبير الذي قدمناه خلال سنة يعتبر مقدمة لمشروع ناجح، وهناك عدد من الجوانب لو تم العمل عليها بشكل أفضل فستكون النتيجة أفضل بكل تأكيد، منها حجم الجهاز، فهو اليوم كبير نسبياً، لكن ببعض الدعم من الممكن تصغير أبعاده والتغلب على هذه المشكلة، كما أن المواد المستخدمة ثقيلة الوزن نسبياً، ومن الممكن الاستعاضة عنها بمواد أخف وزناً، هذا إضافة إلى نوع الإصابات التي يعالجها هذا الجهاز، فلو تم دعمه بشكل جيد فسيكون قادراً على علاج أنواع أخرى من الإصابات، أنا وزملائي في الفريق قد لا نتمكن من تطوير هذا المشروع نظراً لأننا في السنة الأخيرة، وسنترك هذا الأمر لطلاب الدفعات المقبلة، أو من الممكن أن نستمر في العمل عليه فيما إذا ما تمكنا من التواصل مع الشركات المهتمة في المجالات الطبية التي قد تقدم لنا الدعم المطلوب وتتبنى هذا المشروع الجديد من نوعه” .

وبدوره يؤكد الدكتور دونغ مين جان أن طلاب جامعة خليفة أظهروا اندفاعاً كبيراً نحو تقديم مشاريع جديدة وأبدوا قدرات عالية في مجالات الابتكار والإبداع، وهو الأمر الذي شجعه على دعمهم بشكل كبير، يقول جان: “تعتبر مرحلة الشباب هي الأهم في حياة الشعوب، فهي التي تفرز المبدعين والعلماء والفنانين القادرين على النهوض بالحضارة، والشباب هم الاستثمار الأهم، ونجاح هذا الاستثمار أو فشله هو الذي يحدد نجاح الدولة من عدمه، ومن هنا جاء الاهتمام الكبير بمشاريع الطلاب، فالجهات المعنية في دولة الإمارات أدركت أن التعليم لا يكون فقط في إعطاء المحاضرات النظرية فحسب، بل يجب أن يترافق مع دعم الجانب العملي بكل الطرق، فبتنا نرى في جامعات الدولة طلاباً يقدمون مشاريع علمية مهمة، ومنها هذا المشروع الذي نحن بصدد الحديث عنه، لقد قبل هذا الفريق التحدي وبعد جهد كبير استطاع من التغلب على كل الصعوبات التي واجهته، ووصل إلى نتيجة مرضية تماماً” .



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
عذبة الاوصاف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس