عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-09-2009, 07:51 PM
الصورة الرمزية ابو عادل العدواني
ابو عادل العدواني ابو عادل العدواني غير متواجد حالياً

إداري أول
 






ابو عادل العدواني is on a distinguished road
افتراضي في افضل ليالي الشهر (تعمر الاسواق وتهجر المساجد)




فضل الله سبحانه وتعالى بعض الأزمنة على بعض، وجعل منها مواسم للطاعة وفرصة للتجارة الرابحة،


ومن تلك المواسم والأزمنة الخيرة والتي يغتنمها المسلمون العشر الأواخر من شهر رمضان،


حيث جعل الله فيها خصائص ومزايا وفضائل قلَّ أن يكون لها نظير في أيام وليالي السنة، فلَيالي العشر الأواخر من شهر رمضان لها فضائل، وذلك أن فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر، سلام هي حتى مطلع الفجر، فالعبادة والطاعة في هذه الليلة تعدل ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، فهي ليلة مباركة أنزل الله فيها القرآن



ولذلك حث رسول الله على قيامها فقال(من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه) أي: تصديقًا بوعد الله بالثواب عليه، وطلبًا للأجر، لا لقصد آخر من رياء أو نحوه



فيا أيها المسلمون، إن الذي ينبغي على الصائمين الاجتهاد في العبادة في ليالي العشر، والإكثار من الذكر وتلاوة القرآن، والحرص على القيام وإحياء الليل كله في طاعة الله، فقد كان هذا هو هدي نبيكم صلى الله عليه وسلم



عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره

و قالت: كان رسول الله إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجدّ وشدّ المئزر. وشد المئزر كناية عن اعتزاله للنساء

فاقتدوا بنبيكم عليه الصلاة والسلام، واجتهدوا في الطاعة في هذه الليالي المباركة،

ولا تنشغلوا عنها بالبيع والشراء وشراء لوازم العيد، فإنّ من حرم خير هذه الليالي فقد حرم خيرًا كثيرًا، والموفق من وفقه الله تعالى لطاعته


فيا عباد الله، إن كثيرًا من الناس يغفلون عن ليالي العشر،

لأنهم قد اعتادوا في هذه الليالي التجوال في الأسواق لشراء مستلزمات العيد،

فهو في كل ليالي العشر أو أكثرها مشغول إما بالبيع أو الشراء، فلا أعطى لنفسه نصيبًا من الطاعة،

ولا تفرغ لإحياء ليلة من لياليها ولو بالقيام،

فما هذه الغفلة يا عباد الله؟!

وما هذا الإعراض أيها المسلمون؟!

أنسيتم الآخرة وأهوالها

وغفلتم عن النار وجحيمها؟!

ألم تذكروا هادم اللذات ومفرق الجماعات؟!

ألم تتعظوا بما جرى للأولين الغابرين؟!

فالله الله عباد الله، واتركوا الغفلة والإعراض، واغتنموا مواسم الطاعات والعبادات،

فإن العمر قصير والزاد قليل والسفر طويل وكل مرتهن بعمله،

فمن جاء بالحسنة فله عشر أمثالها، ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها، وما ربك بظلام للعبيد

وهناك ظاهرة مؤسفة

يتألم لها المؤمن ويحترق لها قلبه حسرة في مثل هذه الأيام المباركة،

ولا يعرف لها سببا وتفسيرا إلا الغفلة التي اشتدت واستحكمت في القلوب0

إنها ظاهرة ضعف الإقبال على العبادة والطاعة في العشر الأواخر من رمضان،

يظهر هذا الأمر جليًا في عدد المصلين في الأيام الأولى من رمضان،
وعددهم في الأيام الأخيرة منه. لا يزال عدد المصلين في صلاة التراويح يقل،
وأقل منهم الذين يصلون القيام ،

والمشكلة بل الطامة أن هذا النقص يحدث في أفضل ليالي الشهر، بل وفي ليلة القدر

فأين تلك الأعداد الكبيرة التي كانت تملأ المساجد حتى لا يجد البعض مكاناً داخل المسجد فيصلي خارجه

إنه قد يفهم المرء سبباً لهذا النقص فيما لو حدث بعد انتهاء رمضان، وقد يجد لذلك تفسيراً

لكن المشكلة أن هذا النقص يحدث في شهر رمضان نفسه والشهر لا زال جارياً

بل وفي أي وقت من رمضان. في أفضل ليالي الشهر، في العشر الأواخر التي فيها ليلة القدر التي قال فيها ربنا تبارك وتعالى

لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ خَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ


سبحان الله! تهجر المساجد وتعمر الأسواق في أعظم ليالي السنة وأفضلها،

بل وفي الساعة الشريفة التي ينزل فيها ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا ليعطي السائلين ويغفر للمذنبين في الثلث الأخير من الليل.

فلا إله إلا الله! كيف انتصر الشيطان على كثير من أبناء أمة محمد ،

فأوقعهم أولاً في كثير من المعاصي والذنوب

ثم صرفهم عن الفرصة العظيمة لطلب المغفرة والحصول على العفو الشامل للذنوب؛

بحرمانهم من قيام تلك الليلة التي من قامها إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه؟

فأين هؤلاء من غضب الديان؟! وأين هم من عذاب الواحد القهار؟

فلا تضيعوا ساعات هذه الليالي والأيام واغتنموها، فلعل أحدكم لا يدركه رمضان آخر إلا وهو في عداد الموتى والمقبورين،

فهنيئًا لمن اغتنمه بالطاعة والذكر والقيام، وبئس من فرط في هذه الليالي المباركة وضيعها بمجالس اللهو واللعب والعصيان

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله، أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني
اسال الله العلي القدير ان لا يحرمنا من اجر هذه الليالي الكريمه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع



أخر مواضيعي