[علي المفضّلي]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى آله وأصحابه أجمعين .. وبعد


المشاعيل


عادة اعتادها أبناء زهران منذ القدم لاعلان انتهاء شهر الصوم وبداية عيد الفطر ...

فالمشاعيل ومفردها مشعال هي نار تضرم لتبيه الناس بانتهاء شهر رمضان المبارك وبداية العيد ...

ففي القدم كانت معرفة دخول شهر شوال ونهاية شهر رمضان صعبة خاصة لمن يسكن قريباً من الجبال أو في أعاليها .. لذا فقد كانت هذه هي الأداة الوحيدة والتي من خلالها كان الناس يعرفون بأن شهر الصوم قد انتهى وأن عيد الفطر قد حل ... فكان يقوم بعض شبان القبائل من زهران بالصعود إلى مشارف الجبال وقطع أكبر كمية من الحطب خلال فترة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك .. بحيث تجمع هذه الأحطاب والتي تكون عادة من أشجار (القرض والسلم) في مكان معين في أعلى الجبال ومشارفها بحيث عند اشعالها تكون ظاهرة لأكبر قدر من الناس سواء في تهامة أو في السراة ...

وعند ثبوت دخول شهر شوال ونهاية شهر رمضان المبارك سواءً بالرؤية أو بالاستماع لذلك عن طريق (الراديو) .. فإنه يسري بعض شبان القبيلة وعادة ما يكون بوقت متأخر جداً من الليل لإشعال تلك المشاعيل ليتنبه الناس بنهاية رمضان ...


أما الآن وفي الوقت الحاضر فلا تزال هذه العادة موجودة ولكنها لم تعد الا لغرض التسلية، فلا يزال أبناء زهران يقومون بما قام به آباءهم من صعود الجبال وقطع الأشجار .. واصبحوا ايضاً يحملون معهم كميات كبيرة من كفر السيارات ليعملوا بها المشاعيل والتي تبقى مشتعلة احياناً لعشرات الأيام ...


فهذه كانت هي طريقة اعلان دخول العيد في زهران.