[عذبة الاوصاف]

منى بن كلي: طموحي بلا حدود ولا أحب التسلط ...

::::::::::::::::::::::::::::::::::



ليس فقط حب الوطن دافعها نحو العمل والعطاء والإبداع بل رد الجميل له واجبها الأول حتم على الشابة الإماراتية منى بن كلي، مديرة لمكتب سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم الثقافي، تكريس جل وقتها للتطوير المؤسسي والإبداع . درست بن كلي علوم الاتصال والإعلام في كلية التقنية العليا في دبي، وترى المستقبل بعين فتاة طموحة ومتفائلة عزمت على المضي قدماً في درب النجاح . معها كان هذا الحوار الذي بينت فيه أهم مبادئها في الحياة وأبرز اهتماماتها وسمات شخصيتها وكيف تواجه المواقف على اختلافها .

تشغلين منصب جديد وهو إدارة المكتب الثقافي لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، ما نوع التغييرات والمهام التي أوكلت لك؟

- أكملت إلى الآن ثلاثة شهور في منصبي الجديد بعد إدارة نادي دبي للسيدات وتعييني هذا أضاف لمسيرتي المهنية تحدياً جديداً يترتب عليه مهام وتغييرات تعزز التطور والإبداع في مؤسسة دبي للمرأة وعليه فإن دوري يكمن في وضع الخطط والاستراتيجيات للمبادرات والمشروعات الثقافية والفنية على المستويين المحلي والدولي، وإدارة البرامج والفعاليات في ظل تطور المشهد الفني والثقافي في الإمارات والعالم .

وكيف تمسكين بزمام الإدارة وتواكبين التغيرات في مجال الفنون والثقافة؟

- لا مجال في قاموسي للتقاعس والاتكالية، بل أبذل قصارى جهدي في سبيل تحقيق الإبداع وأضع نصب عيني ثقة من أوكلني لهذا المنصب وعليه فإنني أدق أبواب المعرفة أينما وجدت ليس فقط في مجال الفنون والثقافة بل في شتى أنواع المعارف والعلوم التي تجعلني أنمي مداركي نحو الأفضل وأجدد نظرتي للمستقبل وما يساعدني على هذا أنني شخصية طموح وطموحي لا محدود وحبي لخدمة وطني الإمارات يملأ قلبي، وواجبي رد الجميل لعطاياه ومكارمه التي لا تعد ولا تحصى .

وهل أنت مديرة حازمة وقوية في العمل؟

- ليس من الضروري أن تتسم شخصية المديرة بالحزم والقوة المبالغ فيها فأنا شخصية هادئة وأوجه العاملين حسب نظام لا يخلو من الحزم والإرشاد الذي يصب في مصلحة العمل ككل، والنضج يكتمل مع الخبرة والعمل المستمر وهذا ما يجعلني أسيطر على معظم المواقف التي تقابلني في العمل بهدوء وتروٍ وبدون إحراج ولا جرح أي موظف فالأهم لدي هو الاستفادة من الأخطاء وعدم تكرارها، فأنا متوازنة بكل الأدوار ولا أحب التسلط أبداً .

ما رأيك في الجيل الجديد من الشباب الإماراتي؟

- أراه جيلاً واعياً ويعرف ماذا يريد وإلى أين تتجه خطواته وأنا متفائلة به كثيراً، فهو يدرك أهمية التخطيط السليم الذي يؤهله للنجاح سواء في الأمور الحياتية أو العملية .

سجلت المرأة الإماراتية حضوراً مبهراً في شتى القطاعات، كيف تجدين المستقبل الآتي لها؟

- الحمد لله نحن شعب محظوظ بحكام الإمارات وسياستهم الرشيدة التي جعلتنا في نعم نُحسد عليها، حيث خصصت للمرأة جهود كبيرة في مجال تنميتها وتمكينها في جميع القطاعات العملية والحياتية، ولم تبخل مؤسسة دبي للمرأة في تقديم العون والدعم بشتى أشكاله من خلال المبادرات الهادفة والأسس المتينة التي تهتم بها الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم رئيسة المؤسسة، فاليوم أثبتت المرأة الإماراتية جدارتها وإمكاناتها أمام العالم فنراها ترأست مناصب مهمة في مجالس الإدارة وقيادة المؤسسات وغيرها الكثير من المهام والمستقبل كله أمامها، يكفي صمودها في الحياة وقدرتها على الموازنة بين الأسرة والعمل هو أكبر تحد لها فهي ذكية في ترتيب الأولويات حسب الأهمية دون خسارة أو طغيان جانب على آخر، ولا نغفل دور الرجل في مساندتها وتشجيعها لأن تكون فاعلة في المجتمع .

مع إيقاع الحياة المتسارع كيف تخصصين فسحة للراحة بعيداً عن أجواء العمل؟

- نعم صدقت إيقاع حياتنا سريع جداً أضيفي إلى ذلك ضغط العمل والمهام الكثيرة لاسيما واجب التواصل الاجتماعي والأسري مع الأهل والمعارف والأصدقاء، كلها واجبات تفرض علينا العمل باستمرار، لكن للنفس حق علينا ومهما كانت متطلبات العمل، أجد وقتاً لنفسي وراحتي وهي في الرياضة التي لا تعني لي المحافظة على الرشاقة بل هي متنفس صحي وتجديد روحاني وكما يقال العقل السليم في الجسم السليم، لهذا لا أنسى ممارسة الرياضية على الأقل نصف ساعة يومياً فمن خلال الحركة أجدد طاقتي الداخلية وأحفز التفكير الإيجابي الذي أؤمن به كثيراً .

وهل لديك اهتمامات أخرى؟

- أحب المطالعة، وأقرأ في شتى المجالات وخاصة علوم النفس وتطوير الذات والسفر هو بالنسبة لي التعرف إلى أناس جدد وثقافات متعددة وأحب عند زيارة أي بلد التوجه إلى المتحف والاطلاع على تاريخ وحضارة المكان، كما أجد في التسوق متعتي فلكل بلد ما يميزه ويشتهر به .

ما العيوب التي تودين التخلص منها في شخصيتك؟

- سؤال صعب، لا يوجد شيء محدد ربما لأنني مهتمة بالتغيير ومراقبة تصرفاتي والتفكير بدقة بكل ما أمر به وطرح التساؤلات مع نفسي كلها توصلني إلى الحديث الدائم مع نفسي، وهذا كله لا يمكن أن يكون بدون تنبيه مستمر وقدرة فاعلة على التكيف مع المحيط الخارجي، خاصة أنني أعيش في دبي الجامعة لكل الجنسيات والأعراق والثقافات جعلتني في احتكاك مباشر مع هذه البيئة المميزة التي تتخذ من السلام والأمان عنواناً ملهماً لها .

اذكري لنا أهم المبادىء الأخلاقية في حياتك؟

- الصدق والعفوية مبادىء مهمة فمن دونها تختلط المفاهيم والقيم، والصادقين هم أناس يتصفون بالشفافية والأخلاق العالية، ويؤلمني كثيراً من يضطر إلى الكذب ولو حدث وواجهت هذا الصنف من الأشخاص لا بد من المواجهة أولاً ومن ثم وضع النقاط على الحروف، وكما يأمرنا ديننا الإسلامي بالتسامح والعفو فهو أمر مهم لكنني حتى وإن سامحت لا أثق بهم، وعموماً الحياة بمجملها مواقف وخبرات نتعلم منها طيلة حياتنا .

وما دور الأصدقاء في حياتك؟

- أؤمن بالصداقة ودور الصديق في الحياة، لكن هناك فرق بين الأصدقاء المقربين والعاديين، فأنا إنسانة اجتماعية وأحب التواصل وتكوين صداقات جديدة ولدي الكثير منهم من بلدان مختلفة في العالم، لكنني أحتفظ بصداقاتي القديمة إلى الآن وهم الأقرب لقلبي وبدونهم لا تحلو الحياة، وهم جديرون بالثقة والمحبة .

أخيراً، ما حلمك في المستقبل القريب؟

- مثل ما سبق وقلت أنني طموحة وأعمل بجد واجتهاد ولا يوجد شيء محدد في بالي الآن سوى إثبات ذاتي وتطويرها وسأبذل ما بطاقتي لأكون عند حسن ظن سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، التي أوكلتني بالمنصب الجديد وكلي يقين بالمستقبل المشرق الذي نصنعه بأيدينا وبدعم حكومتنا الغالية .