عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-02-2010, 11:50 PM
الصورة الرمزية محمد حسن الزهراني
محمد حسن الزهراني محمد حسن الزهراني غير متواجد حالياً
 






محمد حسن الزهراني is on a distinguished road
افتراضي لو سالت كل واحد منكم .. هذا السؤال ..

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مـــا هـــو الهـــم الــــذي تحملــــه ؟

وأنا أقصد بهذا السؤال أن تضع جميع همومك مرتبة حسب الأولويات لأنه لا يمكن لأي واحد منا إلا أنه يحمل عدة هموم، وأنا هنا لا أعني الهم الذي يصطلح عليه العامة عندما يقولون: فلانا مهموم أي مريض أو نحو ذلك. لا .. بل أقصد الهم الذي يهمك ويشغل بالك وتجري وتسرع وتتحرك في نطاق هذا الهم.

لو سالتكم هذا السؤال .. فمن السهل جداً أن يقول كل واحد منكم :
أنني أحمل هم الإسلام.
لكنني لا أريد هذا الجواب بهذه الطريقة ...
أريد أن تتأمل ولتنفرد بنفسك وتتقي الله جل وعلا وتنظر فعلاً:
ما الذي يهمك ؟ ما الهم الذي يشغلُك ؟
ثم تقول لي اهتماماتك ..
فهل أجد أن الذي يهمك .. وأن الهم رقم واحد هـو :
همّّ الإسلام ! همّّ هذه الأمة! همّّ هذا الدين ! همّّ هذه العقيدة ؟؟؟

أو أنني سأفاجأ بأن الهموم تشعبت واختلفت ..
وكما قلت لكم أريد الإجابة بصراحة وبصدق إنني أتوقع أنني سأجد عددا كبيرا يقول أن ..

همه هم الإسلام ..

سيقول أن همه هم هذه الدعوة .. لا أشك في ذلك.

ولكنني على قناعة أنني سأجد عددا كبيرا أيضا منهم من يقول:

أن همي هو هم الوظيفة.

وآخر يقول أن همي الحقيقي هو همّ السعي في طلب الرزق...

وثالث يقول لي إن همي الذي يسيطر على كياني هو هم الزواج...

ورابع يقول لي إن همي الذي يسيطر علي هو هم الشهادة...

وخامس يقول لي إن همي أن أبني بيتاً...

وهكذا .. نجد الهموم قد تفرعت ..

لا أشك أن هم الإسلام سيأتي ..
ولكن قد يأتي في المرتبة الثانية أو الثالثة أو الرابعة أو الخامسة ..
هكذا إذا كنا صادقين في الإجابة ...

اخي الحبيب .. اختي المصونة بأذن الله

ما الهم الذي يشغلُك ؟ويشغلكي ؟

هذا سؤال ..
ولذلك أذكر لكم في بداية حديثي قول المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعت نبيكم يقول :
" من جعل الهموم هماً واحداً، همّ آخرته، كفاه الله هم دنياه، ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبالي الله في أي أوديتها هلك" .

ويقول ابن عمر رضي الله عنهما قلّما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهذه الدعوات لأصحابه :
" اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا ، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا ، وأجعله الوارث منا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ، ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ، ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا "

ما اجمل هذا الدعاء .. ولكن هنا عبارة يجب ان تستوقفنا هنا الا وهي
" ولا تجعل الدنيا اكبر همنا "
وذلك لقول النبي صلي الله عليه وسلم :
" من كانت الآخرة همّه ، جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهى راغمة .
ومن كانت الدنيا همّه ، جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له " .

هذه حقيقة أيها الأخوة .والأخوات. وهذه قضية يجب أن نقف معها وأن نكون صرحاء.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي