عرض مشاركة واحدة
قديم 19-05-2013, 12:11 AM   #4
شذى الريحان
عضو اداري
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية شذى الريحان
 







 
شذى الريحان will become famous soon enough
افتراضي رد: ☂ ☃ ☄ مجــلــة منتدى زهران الــطــبيـــة ☂ ☃ ☄

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:white;border:9px ridge black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]مقـــال الاسبوع





أبو الأوبئة


* بقلم الدكتور / عبدالله الصيقل



قال ابن أبي علي في أخباره:

ولما حل القرن الخامس عشر من هجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام,
فشا في الناس أوبئة لم يعرفها أجدادهم, وتحير جهابذة الطب في أسبابها
وعجزوا عن علاجها. ولكنهم وجدوا إلى درئها وتوقي عقابيلها بإذن الله طريقاً.
وذكر من هذه الأوبئة جملة تشترك في تسلطها على المترفين,
لاسيما البطين والبدين والكسالى والقاعدين. تنتشر بين الناس
من غير عدوى في الهواء أو مكروب في طعام أو ماء. ولا يظهر
لأكثرها على بدن العليل أثر, بل تأخذه الهوينى حتى تستقر,
فلا شفاء لها حينئذ قاطع, وما من دواء لها ناجع. وذكر
على رأس هذه الأدواء وباءً هو لأكثرها بإذن الله محدثاً أو ممهداً,
حتى لكأنه أب ينجب العلل، ولا يلبث بضع سنين حتى يحدث في الأعضاء الفشل؛
ذلكم هو داء السكر الذي هال الناس فشوُه حتى إن واحداً من كل خمسة
من البالغين قد ابتلي به, فلا تكاد تجد بيتاً إلا وبه مريض بالسكر.
حتى قدروا مرضاه في بلادنا وحدها بمليونين ونصف، وضحاياه خمسة عشر
ألفا كل عام. إنه داء السكري الذي لا تدرك بدايته, وتتدارك
على المريض عقابيله فتكون بها نهايته. ينقض على أعضاء
المريض فيأتي عليها رويدا رويدا حتى تعتل أو تفشل؛
إذ يجهز على بصره فيكف, أو فكره فيخف, أو قلبه فيقف,
أما عروق القدم فيوهنها حتى يبتر إثره أصبع أو قدم,
أو يأتي على الكليتين فتُعدم. حتى صار هؤلاء هم أكثر ذوي العلل المزمنة
في المصحات، ما بين راقد لا يدري
ما ينتظر ومتردد يتأرجح بين الصحة والمرض.

ولما كانت هذه حاله, نصح الأطباء البالغين من الناس
أن يختبروا احتمال اصابتهم بهذه الآفة دوريا بالقياس,
لاسيما من كان منهم ذا قريب مصاب,
أو بديناً من الكهول والشباب أو ذوات الحجاب.

ولقد وجدوا أن خير ما وقي به من السكر – بإذن الله –
اقتصاد في الطعام، ورياضة الأبدان، مشيا في الأسواق و الميدان.

ولما خبروا الأطعمة والأشربة وجربوها،
ألفوا السكر الأبيض عدواً للمريض مسمناً للصحيح,
فنهوا عنه الصحيح والمريض زجروا.

ثم إن المهتمين بصحة الأنام من كافة الأقوام،
رأوا تخصيص يوم من أيام العام، لتذكير الناس بأهمية هذا الداء
وإمكان درئه إذ لا شفاء, فحشدوا الحشود للتعريف
والفحص ثم التصنيف بلا تخويف أو تعنيف ،
ولقد جعلوا شعار هذا العام بالصبية مهتماً,
إذ تربصه بهم مؤكد والتركيز عليهم مسدد. فلإن كان خمس جيلنا مصاباً به،
فإن ثلثهم في سن الكهولة مهدد, لما لثقيل الطعام وحلو
الشراب يستهلكون, وعن المشي يعزفون, وعلى المطاعم
ذوات الشحوم يترددون. لا يمشي أحدهم إلى المسجد,
ويأتيه النادل والبقال وهو في مركبه على المقعد.

فاللهم سلم منه الأصحاء, وأعن المرضى عليه,
واهد الأطباء إلى سببه ليمنعوه وإلى علاج ناجع ليقمعوه.

* مساعد المدير العام للصحة العامة[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
شذى الريحان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس